توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»

  مصر اليوم -

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»

بقلم - طارق الشناوي

نستقبل شهر رمضان بأغنية عبدالمطلب (رمضانا جانا)، وعندما ينتصف الشهر الكريم ونصبح على بعد خطوات من وداعه نردد مع شريفة فاضل (تم البدر بدرى)، رمضان يقع بين قوسين من الأغانى، حالة روحانية فى الضمير الجمعى المصرى مغلفة بإطار فنى، الموالد الرمضانية تواكب موائد الرحمن الرمضانية.

وبجوار مساجد آل البيت مثل (الحسين والسيدة زينب)، دائما هناك ذكر دينى يتكئ على أشهر الأغانى العاطفية لعبدالحليم حافظ (قولوله الحقيقة/ أبوعيون جريئة) صارت (روحوله المدينة/ محمد نبينا) تلك هى واحدة من خصوصية الروح المصرية.

الشارع له كلمته المسموعة فى كل التفاصيل، منذ مطلع الأربعينيات ومع انتشار السينما، كان المصريون يسلون صيامهم بالذهاب إلى دار السينما، وبعد الإفطار يذهبون مجددا للسينما فى انتظار السحور.

عندما ظهر التليفزيون عام 1960 اختفت تلك الظاهرة، وأغلقت دور العرض أبوابها فى رمضان، صارت الأسرة تتجمع فى نفس التوقيت حول المائدة وهم يشاهدون الفوازير، فى البداية (الثلاثى) جورج وسمير والضيف (أبيض وأسود)، وذلك قبل منتصف السبعينيات، بعدها توجه المؤشر إلى عصر الألوان مع فوازير نيللى وفطوطة وشريهان، ثم المسلسلات الكوميدية والاجتماعية، بينما قبل مدفع الإفطار.

تربينا على المسلسل الدينى (محمد رسول الله)، رمضان تتخلله حالة طقسية موازية تشكل ملامحه، وبالقطع بين الحين والآخر، كنا نتابع أحد الأصوات المتزمتة معلنا أن رقصات نيللى وشريهان فى الفوازير تتناقض مع جلال الشهر الفضيل، وينتفض فى العادة صوت من مجلس الشعب، متبنيا هذا الرأى، إلا أنك سوف تلاحظ شيئين أولا أن الأغلبية تنتصر للفن، ثانيا أن من يرفض الفن هو صوت بعيد عن قبيلة الفنانين، يأتى غالبا من إحدى المؤسسات الدينية.

توقفت كثيرا أمام ما ردده الفنان الكبير حسن يوسف طالبا من الجمهور بألا يشاهد الأعمال الدرامية فى رمضان، والتفرغ فقط للعبادة، واستطرد قبل أن يسأله أحد ليؤكد أنه عندما قدم فى رمضان مسلسل (إمام الدعاة) عن حياة محمد متولى الشعراوى، شاهده فى شهر (شوال)، رافضا أن يلهيه المسلسل عن ذكر الله.

ومن المؤكد أنه طبق نفس القاعدة على مسلسل (زهرة وأزواجها الخمسة)، حيث لعب دور أحد أزواج (زهرة)، وتجنب مشاهدة المسلسل منتظرا (شوال) وربما (ذو القعدة).

ليست تلك هى المرة الأولى التى نستمع فيها إلى هذه الآراء، وكأن هناك خصومة بين الفن والدين، النجم يوسف الشريف لديه تصريحات مماثلة، وكثيرا ما كتب على صفحته اذهب وصلى فى الجامع، خير عند الله من أن تشاهد مسلسلى الرمضانى.

لا أتدخل فى نوايا أحد، وأصدقهم جميعا سواء فنان كبير بحجم حسن أو نجم من هذا الجيل مثل الشريف، إلا أن السؤال ألا تشعر بوجود تناقض، لماذا يساهم نجم كبير فى عمل فنى قد يشغل الناس عن ذكر الله، ألا يعتبر فى هذه الحالة فاعلا أصيلا فى جريمة توجيه مشاعر وأحاسيس الناس بعيدا عما هو مطلوب فى هذا الشهر الكريم؟.

هل العبادة فى شهر رمضان تتعارض مع ما نتابعه على الشاشات من مسلسلات وبرامج، الإحساس بالبهجة لا يتعارض مع الدين، الذائقة الشعبية لا تجد بأسا ولا حرجا وهى تردد فى المولد (روحوله المدينة) على طريقة (أبوعيون جريئة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة» «أبوعيون جريئة» أصبحت «روحوله المدينة»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon