بقلم - طارق الشناوي
فى الافتتاح أطلت على السجادة الحمراء ملكة الإغراء فى العالم شارون ستون بفستان لا يكشف أكثر من ذراعيها، وكأنها تقدم رسالة مباشرة أن الأنوثة، يظل لها عبقها رغم أنها تخطت الستين بأربعة أعوام.
قبل ستة أعوام كان من الممكن أن يصبح خبر إقامة مهرجان سينمائى عالمى فى المملكة العربية السعودية يدخل تحت عنوان (صدق أو لا تصدق)، كما أن دعوة فنانة تم تصنيفها ولا تزال باعتبارها الأكثر جاذبية وأنوثة، بعد الأسطورة مارلين مونرو، تقرؤها تحت عنوان (لا تصدق لا تصدق)، ولكن ما هو مستحيل صار ممكنا، والعالم يتابعه بدهشة وإعجاب.
ستون تحدثت فى بداية الندوة التى أقيمت لتكريمها، وعلى الطريقة الخليجية قالت (يعطيكم العافية)، وأكدت أن على الناطقين باللغة العربية، ألا يطمعوا فى المزيد من لغة الضاد، فهى لا تعرف أكثر من (كلمتين)، ولكن من قال إن اللغة فقط هى أداة التواصل، هناك المشاعر، التى تتجاوز وتخترق كل الحواجز اللغوية، ستتأكد أن بداخل شارون ستون حالة من الصدق لا تحتاج أبدا إلى لغة مسموعة.
صعدت لأول مرة مهرجان (كان) عام 1990 على سلم قاعة (لوميير) الشهير، وهو حلم الملايين، ضاعت كل ملابسها فى المطار، وارتدت فستانا جديدا فلم يعرفها أحد، بينما وهى تنزل السلالم بعد الافتتاح صارت نجمة الكل يتهافت عليها، بعدها بعامين فقط عرض لها رسميا فى (كان) فيلم (غريزة أساسية)، فأصبحت فى لحظة (سوبر ستار) وحققت مكانة مميزة على الخريطة الفنية ولا تزال.
شارون تبدو على الشاشة منتهى الطبيعية والتلقائية، وتكتشف فى حوارها، أنها تمتلك تواصلا روحيا، وقناعة بأن هناك رسائل تصلها دوما من السماء. كثيرا ما نعتقد أن الإنسان الغربى عموما والنجوم تحديدا ليس لديهم تلك القناعات الروحية، التى نتصور أن موطنها الأصلى وأيضا الوحيد هو الشرق، بينما طبيعة الإنسان لا تختلف بين شرق وغرب، ربما تتعدد وتتباين وتتناقض أيضا قناعاتنا البشرية، ولكن شارون تحدثت عن حالة من التواصل بالقلب ولم تفصح كثيرا عن التفاصيل، ولكنها أشارت وأكدت أن تجربة موت طفل قريب منها لعبت دورا فى تأجيج تلك المشاعر، وصارت تنصت إلى قلبها الذى لا يتوقف عن الحديث الروحى إليها.
النجمات فى (هوليود) لديهن أيضا نفس مشاكل النجمات فى السينما المصرية، مثل حصولهن على أجور تقل كثيرا عن الرجال، وهو ما سبق أن أشارت إليه نجمة بحجم نيكول كيدمان، إلا أن ستون أعادت مجددا التوازن، ربما كانت الوحيدة التى يتنافس أجرها مع كبار النجوم.
لا تزال مطلوبة وبقوة كبطلة، وهى لا تمانع أيضا من التواجد فى مسلسلات تليفزيونية، ملكة الإغراء منذ أكثر من 30 عاما، لم تستند فقط إلى جاذبية أنثى، وستكتشف أن مارلين مونرو التى حقق لها الموت مبكرا- منتصف الثلاثينيات- حالة أسطورية، لم تكن مجرد جسد مثير ولكن إحساس ينفذ بسرعة إلى مشاعر الناس، وستون وعمرها الآن يقترب من ضعف عمر (مونرو) تسير على الدرب.
ولا تزال العروض والندوات ممتدة بالمهرجان، ولجنة التحكيم التى يرأسها المخرج الأمريكى الشهير (أوليفر ستون) يمارس التحكيم على طريقة مهرجان (كان)، تشاهد اللجنة بعض العروض مع الجمهور، وهى فى ظنى مقصودة أيضا، الفيلم ليس فقط ما هو على الشاشة، ولكن من خلال تفاعل الشريط السينمائى مع الناس تقرأ جيدا الشاشة، كما أن أحاديث كبار النجوم تتشكل وتستعيدها من خلال ردود فعل الناس، وتلك كانت هى اللمحة التى أضافتها شارون ستون فى (حديث الروح) بإدارة ندوة واعية من الإعلامية المتميزة ريَّا أبى راشد!!.