بقلم - طارق الشناوي
قبل 48 ساعة تمكنت المطربة شيرين من الاستحواذ كعادتها على «التريند». الخبر «المانشيت»: زواجها مجدداً من حسام حبيب. قبلها بأيام كان في حوزتها أيضاً «التريند»، عندما تم إيداعها عن طريق شقيقها مستشفى للعلاج النفسي. في الأشهر الأخيرة كانت هي الخبر الأكثر ترديداً. في تصريحات متجاوزة سقف المسموح في الإعلام العربي، نالت من طليقها بأوصاف مثل: «أتجوز قرد أحسن»، و«بيفكرني بالفيل أبو زلومة»، وطلبت من جمهورها لو رأوه معاقبته بإتيان فعل مقزز - لا يمكن حتى الإشارة إليه مجدداً - وأخيراً تراجعت عن كل أقوالها، بعد أن أكدت أنها ضحية الأعمال السفلية، وما الذي من الممكن أن تفعله أمام سطوة «السحر»، بعد أن وجدت نفسها مجبرة، دون إرادة منها، لتنفيذ كل ما يطلبه منها «كبير السحرة».
التحليل الوحيد الذي اعتبرته «طوق النجاة»، وتقدم من خلاله نفسها كضحية: «معمول لها عمل». تعتقد أن هذا يكفي جداً لإبراء ساحتها أمام الناس؛ فهي ليست فاعلة، ولكن مفعول بها. في كل ما ارتكبته بحق نفسها وطليقها، لم تترك صفة سلبية في الدنيا إلا ألصقتها بمن وصفته بأنه حبيب عمرها. سبق أن قبَّلت يده أمام الملايين، عرفاناً وامتناناً. بهذه المناسبة، سألوا إحدى المطربات اللبنانيات: هل من الممكن أن تفعل ذلك في العلن؟ أجابت: لا، لا يمكن أن أقبِّل أساساً يد زوجي حتى في السر!
نحن نتابع حالة عبثية بكل تنويعاتها. هل تتذكرون فيلم «إسماعيل ياسين في مستشفى الأمراض العقلية»، ربما تسقط أحداث الفيلم من الذاكرة، إلا أنه من المستحيل أن تنسى هذا المشهد: الممثل حسن أتلة عندما رأى إسماعيل ياسين أمسك بالصاجات وأخذ يرقص قائلاً: «أنا عندي شعرة... ساعة تروح... وساعة تيجي»، وصارت تلك العبارة حتى الآن تحمل أكبر دليل ساخر على الانتقال في لحظات من النقيض للنقيض.
تزوج شيرين وحسام قبل نحو أربع سنوات، وهو الزوج الثالث لها، وكانت قبله قد أعلنت اعتزالها، إلا أنها لم تمضِ أكثر من ساعات، لا تزيد على 48، حتى عادت عن قرارها؛ فهي دائماً تتنفس تحت سقف تلك التناقضات (تروح وتيجي).
كل حفل تقريباً تقدمه شيرين لا يخلو من أزمة، وبين الحين والآخر كان نقيب الموسيقيين السابق هاني شاكر يصدر قراراً بإيقافها، والتحقيق معها بسبب انفلات لسانها، حتى إن الإذاعة المصرية عاقبتها في مرحلةٍ ما بمنع أغانيها. ولم يقتصر الأمر فقط على مصر؛ فقبل نحو ثلاث سنوات أغضبت الجمهور التونسي، عندما أرادت مداعبة الحضور، فقالت على المسرح، إن ابنتها لم تعرف كيف تنطق اسم تونس، ونطقتها «بقدونس». البعض أخذها على سبيل المداعبة، والبعض وجد فيها تجاوزاً لا يليق. ناهيك بكلمات تنفلت منها هنا وهناك. أغضبت عدداً من النساء في بعض الدول الخليجية، وهو ما دفعها للإعلان عن إغلاق فمها بـ«السوستة»، ووعدت الجمهور بأنها لن تفتحها، إلا أنها - كالعادة - لم تحفظ العهد، وانفلتت منها كالعادة الكلمات التي لها مذاق الصفعات.
لا يوجد فنان إلا وله زلات وسقطات، ومراحل صعبة مر بها في حياته، تخلق أحياناً حاجزاً بينه وبين الجمهور، والفارق بين فنان وآخر في قدرته على اختراق هذا الحاجز، في حين أن شيرين لم تتعود في رحلتها الفنية (تجاوزت عشرين عاماً) سوى أن تضع بين الحين والآخر البنزين على النيران، وتتعدد ألسنة اللهب لتمتد إليها، وتحرق أول ما تحرق شيرين؛ لأنها لا تدرك أنها تنتقل في أقوالها وأفعالها بين المتناقضات... «ساعة تروح وساعة تيجي»!