توقيت القاهرة المحلي 17:35:27 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ماذا بعد (كليوباترا)؟

  مصر اليوم -

ماذا بعد كليوباترا

بقلم - طارق الشناوي

خطوة مهمة وحتمية، قررت القناة الوثائقية التابعة للشركة المتحدة القيام بها؛ وهى إنتاج فيلم عن الملكة كليوباترا ردًّا على الفيلم الذى تعده (نتفيلكس) عن حياة الملكة المصرية.

مطلوب قطعًا أن تصبح لدينا قدرة على رد الفعل، إلا أن المطلوب أولًا أن نبدأ نحن بالفعل.

لو أنت صاحب الخطوة الأولى، فسوف تجد نفسك فى مكان أعلى ومكانة أفضل، تعنى أنك تملك خطة ولديك هدف، لا تحدد موقفك طبقا لما يدفعك إليه الآخرون، سنقدم فيلمنا عن كليوباترا كرد فعل، ولتصحيح التاريخ الذى نخشى من تزييفه، عندما رأينا أنهم سوف يقدمون الملكة المصرية وبشرتها سوداء وملامحها إفريقية.

لا توجد أدنى مشكلة فى اللون الأسود لو كانت تلك هى الحقيقة، لولا أنهم يزيفون التاريخ عن جهل أو تعمد.. الحقيقة هى الهدف، لماذا لا نبادر نحن أولًا بتقديمها ولدينا وثائق مصورة تكفينا لنقدم عشرات بل مئات غيرها؟!.

أن يعرف العالم تاريخنا الذى نكتبه بأيدينا وطبقًا لوثائقنا، أراها بديهية، إلا أننا تأخرنا كثيرًا حتى فى البديهيات، لدينا مركز قومى للسينما المصرية انطلق منذ الستينيات، لم يتمكن من القيام بدوره حتى الآن، المركز يمتلك من الذخائر الكثير مثل جريدة مصر الناطقة التى وثّقت للحياة بمختلف ألوانها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وكانت تقدم فى دور العرض حتى الثمانينيات راصدة ما يجرى دوليًا وداخليًا.. نعم، غلب عليها الجانب الدعائى، إلا أنك من الممكن أن تعثر على الحقيقة فى الشريط السينمائى وتنقيه من الزيف.

المركز القومى للسينما حاليا لا يفعل أى شىء سوى إقامة مهرجان سينمائى، وصار تقريبا هو الهدف، رغم أن الأساس هو الإنتاج الفنى.. الميزانية ترصد فقط للمهرجان، ولهذا تزداد حوله الصراعات، لأنه النشاط الوحيد الملموس والمحسوس.

يعانى شباب المركز من حالة إحباط، لا أفكار، ولا مشروعات، ولا شىء من الممكن أن يضعوا فيه أفكارهم سوى المهرجان، وهم أساسا غير مسموح لأفلامهم بالمشاركة فى فعالياته.. لا أنكر الجهد المبذول فى المهرجان، ولكن أرى أن الإنتاج السينمائى ينبغى أن يصبح أولًا هو الهدف، ثم يأتى المهرجان تتويجًا لهذا الجهد.

القناة الوثائقية بدأت نشاطها مؤخرًا، وعليها أن تعقد بروتوكول توأمة مع المركز القومى، ويتاح لها كل هذه الكنوز التى يملكها المركز ولا يدرى أنه يملك فى يديه ثروة لا تقدر بثمن.

بددنا- مؤكد- الكثير، بسبب سوء التخزين، ويتبقى القليل علينا إنقاذه من الهلاك. الزمن ليس لصالحنا، إذا لم نتنبه ونحاول إنقاذ ما يمكن إنقاذه اليوم قبل الغد.

المادة الخام التى صوّرت بها تلك الوثائق معرضة للهلاك، كما أن القيود الروتينية تحول دون إعادة تدويرها فنيا وفى النهاية ستتبدد.. هل من الممكن أن تصبح الأشرطة قادرة على أن تحقق مكاسب مادية؟.. نعم، لو امتلكنا العقل القادر على التسويق، المشكلة أراها أساسا فى افتقارنا للخيال القادر على تحويل هذا الإبداع إلى قوة اقتصادية.

ماذا بعد فيلم (كليوباترا)؟

لا شىء، سننتظر كالعادة مرة أخرى حتى نرى عملًا أجنبيًا يتناول جزءًا من تاريخنا، أو يحكى عن أحد أعلامنا ويخلط الحقيقة بالوهم، وبعدها ننتفض مذعورين، ثم نبدأ رد الفعل.. نصحو وكالعادة متأخرين بعد أن توقظنا ضربات على الباب، ثم نعاود بعدها النوم العميق.

هل لدينا خطة لتقديم تاريخنا المجروح والمذبوح والمسفوح؟.. أشك أننا نملك زمام المبادرة، سننتظر وننتظر وننتظر، حتى نرى تاريخنا وهم يعيدون تدوينه كما يحلو لهم!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ماذا بعد كليوباترا ماذا بعد كليوباترا



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon