توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الطويل ومنير وأنا!

  مصر اليوم -

الطويل ومنير وأنا

بقلم - طارق الشناوي

بعض الفنانين- تستطيع أن تعتبره الاستثناء- تربطنى بهم صداقة تتجاوز ما أكتبه عنهم سلبًا أو إيجابًا، هناك زمن يجمعنا وأيضا ذكريات، ومن بين هؤلاء محمد منير، بيننا أربعة عقود، قد تتباين وجهات النظر، ولكن لم تتباين أو تتناقض أبدًا مشاعرنا.

وجدت نفسى أتوجه لمطار (الملك خالد) بالرياض، الساعة الرابعة فجرا، تعودت أن أخطف ساعات النوم طبقا لما هو متاح أمامى، وهكذا اقتنصت نحو ساعتين ونصف قبل موعد مغادرة الفندق.

وعندما دخلت إلى قاعة الانتظار وجدت أمامى ابتسامة ترحيب حميمية من منير، واكتشفت أنه لم ينل أى قسط من النوم، (طبق) يومين، ورغم ذلك كان فى حالة تركيز ويقظة، ترددت بداخلى أغنية (على صوتك بالغنا)، قال لى منير إنها من أحب الأغنيات إلى قلبه.

وأضاف بكيت فى الاستوديو، قلت له إلى هذه الدرجة تأثرت بالكلمة والنغمة؟، أجابنى نعم، ولكن ليس هذا سبب البكاء، الموسيقار الكبير كمال الطويل أصر على إعادة التسجيل 20 مرة، لأنه يريد طريقة محددة فى كل حرف، وكان له ما أراد فى المرة رقم 21.

قلت لمنير، أزيدك من الشعر بيتا؟، هل تتذكر حكاية (ترلم)؟، قال لى ضاحكا: زدنى، أجبت لا تزال تسكن بداخلى تفصيله «ترلم»، كنت أسجل مذكرات حياة الموسيقار الكبير كمال الطويل الذى اتصل بى غاضباً ومؤكداً أنه سيقيم دعوى قضائية ضد يوسف شاهين.

وسوف يطالب المسؤولين فى «كان» بمنع عرض فيلم المصير، لأن المخرج اعتدى على حقه القانونى وحذف «موتيفة» موسيقية من اللحن، وطلب منى عنوان المهرجان لإرسال خطاب رسمى، سر غضب الطويل هذا المقطع «ترقص–ترلم–أرقص».

أراد يوسف شاهين أن يلغى أثناء التسجيل النهائى للأغنية «ترلم» ويستبدلها بلحظة صمت، وبدأ التراشق بين العملاقين، وتناسيا فى ذروة الغضب ما بينهما من نجاحات متعددة مثل فيلم «عودة الابن الضال»، الذى شهد بداية انطلاق ماجدة الرومى، بعد تدخل الأصدقاء استمع الطويل فى لحظة هادئة للحن بعد حذف «ترلم»، فوجدها أحلى وتنازل عن الدعوى القضائية.

تأملوا الدقة فى التنفيذ وفى التفاصيل، «موتيفة» موسيقية لن تستغرق ثوانى، تثير كل هذا الجدل، قال لى منير إن لقاءه مع كمال الطويل لا ينسى، وهو نادرا ما يرضى عما يقدمه ولهذا لم يمنح للمكتبة الغنائية الكثير كعدد.

ولكن ألحانه على ندرتها تملك سحرًا خاصًا وعلامة فارقة فى مشوارى مثل (مش برىء)، قلت لمنير تحليلى أن الطويل لا يفكر فقط فى أن يقدم لحنًا يدهش به المستمع، ولكن يريد أن يشعر أولًا بالدهشة، وهو ما أراه أقرب للمستحيل.

وأغلب ألحانه خرجت للنور بعدد تردد يستمر عدة أيام وأحيانًا سنوات، وحكيت قصة قصيدة (غريب على باب الرجاء)، التى لحنها لأم كلثوم ضمن قصائد أوبريت (رابعة العدوية)، الذى قدمته أم كلثوم للإذاعة منتصف الخمسينيات.

وطلب الطويل من أم كلثوم حذف القصيدة قبل إذاعة الأوبريت، وحاولت إثناءه مؤكدة له (اللحن حلو يا كمال)، إلا أنه أصر، وتم له ما أراد، بطريقة ما فى السبعينيات اقتنصت اللحن إذاعة إسرائيل، فقدمته على موجاتها، واضطرت الإذاعة المصرية للسماح بتداوله، وسألت كمال الطويل عن رأيه؟، فقال لى إنه لا يزال غير راض عن اللحن.

وصعدنا للطائرة وفتحت (الكيبورد) لأكتب تلك الحكاية، بينما كان محمد منير بجوارى فى (سابع نومة)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الطويل ومنير وأنا الطويل ومنير وأنا



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon