توقيت القاهرة المحلي 06:34:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«السجادة» بين القاهرة والرياض!

  مصر اليوم -

«السجادة» بين القاهرة والرياض

بقلم - طارق الشناوي

حالة إبداعية ثقافية فنية ترفيهية ممتدة نتابعها في المملكة العربية السعودية. «موسم الرياض» يواصل نشر ومضاته من خلال حفلات غنائية ومسرحية لا تتوقف، ليصبح الموسم مواسم. المستشار تركي آل الشيخ (رئيس هيئة الترفيه) دائماً لديه مفاجأة تتوهج في التوقيت المناسب. لو تابعت الغناء ستجد كل الأطياف؛ القديم والحديث. وأخيراً استمعنا إلى عدد من مطربي دار الأوبرا المصرية الذين تخصصوا في غناء التراث، مثل إيمان عبد الغني ومي فاروق ومحمد محسن، وهم يقدمون روائع أم كلثوم وعبد الوهاب ومحمد فوزي وعبد الحليم حافظ وسيد مكاوي ووردة، وغيرهم.
قبل نحو أسبوعين انطلقت مسرحية «سيدتي الجميلة» التي يتذكرها الجمهور المصري بنجميها فؤاد المهندس وشويكار. وفي النسخة الجديدة العصرية التي أشرف عليها الشاعر والكاتب أيمن بهجت قمر، منح البطولة لأحمد السقا وريم مصطفى.
أعلم أننا دائماً ما نتمسك بالماضي، ونعتبر أن أي مساس به هو بمثابة انتهاك للتاريخ، ليس معنى ذلك ألا نسعى أيضاً لإعادته مجدداً للحياة. في مسرحية «مدرسة المشاغبين» عندما تم تلوينها قبل عامين، البعض تساءل: كيف؟ رغم أن المسرحية «الأبيض والأسود» التي لعب بطولتها عادل إمام وسعيد صالح وأحمد زكي ويونس شلبي، لا تزال كما هي بالأرشيف، ومتاحة بالمجان لمن يريدها. هذا قطعاً لا يُعد خيانة أو تشويهاً للتراث بأي حال، ولكنه إضافة له، فأنت لن تستبدل بـ«الأبيض والأسود» الألوان، ولكنك ستضيف خياراً آخر. وهو ما حدث بطريقة أخرى مع مسرحية «سيدتي الجميلة» التي لعب بطولتها فؤاد المهندس وشويكار؛ أصبح لدينا نسخة ملونة، بأبطال جدد. لا خوف على المسرحية كما كتبها والد أيمن الكاتب الراحل بهجت قمر، ولا على رؤية المخرج الراحل حسن عبد السلام، فقط هناك زاوية جديدة بتقنيات فرضها العصر.
المسرحية في طريقها لكي تُعرض بنجومها الجدد في القاهرة بعد نجاحها في الرياض، هل تنجح أو تفشل؟ الإجابة يملكها الناس. سوف أذهب معك إلى أقصى احتمال، وهو الفشل، فما الذي سيحدث للنسخة الأصلية؟ لن يقترب منها أحد، ستظل باقية منذ لحظة ولادتها، قبل 53 عاماً.
كثيراً ما كانوا يسألون الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب: لماذا لا تعترض على المطربين الذين يعيدون تقديم أغانيك؟ وكان عبد الوهاب يرد: «إذا غنى المطرب الجديد أغنيتي أفضل مني فسوف أشكره؛ لأنه سيذكّر الناس بي، وإذا جاء غناؤها ليس على المستوى، فسأكرر له الشكر مضاعفاً؛ لأنه سيجعل الجمهور يقول مجدداً: (الله يا عُبد الورد)»، وهو اسم الدلع الذي ينعته به أصدقاؤه المقربون.
هذا هو فصل الختام في إعادة الأعمال القديمة، إلا أن «موسم الرياض» لا يقتصر فقط على القديم، هناك أيضاً الجديد بأصوات محمد عبده وعبد المجيد عبد الله وإليسا وهيفاء وروبي وعمرو دياب ونانسي عجرم وماجد المهندس وراغب علامة وأنغام، وغيرهم.
في مطلع هذا الشهر عشنا أحداث مهرجان «البحر الأحمر» في نسخته الثانية تحت قيادة المنتج السعودي محمد التركي. المايسترو الذي يقود فريق عمل من الخبراء السينمائيين حقق نجاحاً لافتاً، وبدأ التفكير في الدورة الثالثة مع نهاية الثانية. وفي توقيت موازٍ لذلك كانت السعودية تحتضن المؤتمر العالمي للموهبة والإبداع في دورته الثانية تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين، ورأس اللجنة التنفيذية نزيه العثماني نائب الأمين العام لمؤسسة «موهبة» التي تتبنى هذا المشروع العالمي. رفع المؤتمر شعار «رحلة نحو المستقبل» تضم 100 موهوب من 30 دولة، ومنح الفرص لمجموعة من الشباب بأفكار خارج الصندوق، للبحث عن حلول عالمية تواجه البشرية.
هل هناك ما نُطلق عليه النجاح المُعدِي؟ نعم، هناك عدوى حميدة تستفز الآخرين لمزيد من النجاح، وتشعل بداخلهم كل عوامل التفوق الكامنة. وهذا ما ينطبق بالضبط على ما نراه أمامنا في المملكة العربية السعودية، وفقاً لنظرية «الأواني المستطرقة»، ليرتفع منسوب النجاح داخل السعودية، أجد أيضاً له تنويعات عربية خاصة في مصر. السجادة لم ولن تُسحب كما يردد البعض، ولكنها تمتد بين القاهرة والرياض. وهو ما يستحق مِنا إطلالة قادمة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«السجادة» بين القاهرة والرياض «السجادة» بين القاهرة والرياض



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon