توقيت القاهرة المحلي 08:08:09 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نبض عروقى كبرياء!

  مصر اليوم -

نبض عروقى كبرياء

بقلم - طارق الشناوي

لا أنكر قطعًا تعاطفى مع الفنان الكبير إحسان الترك، الذى وجد نفسه خارج الخريطة وتوقفت تماما أمامه شرايين الحياة، فاضطر لأن يستجدى العمل على الهواء من محمد رمضان، فمنحه دورًا فى مسلسله الجديد (العمدة). الفنان الكبير عندما تشاهده فى الشارع ستتعرف عليه، غالبًا لن تتذكر اسمه.. ستسأله: ( فينك يا أستاذ؟).. ولن يملك إجابة. قال إحسان إنه لا يعمل، لا هو ولا جيله، وتراكمت عليه الديون ولا يجيد أى مهنة أخرى.. فماذا يفعل؟.

علينا أن ننظر للقضية فى الدائرة الأوسع.. هل حقا توجد مؤامرة أو حتى خطة ممنهجة كما نقرأ أحيانا لاستبعاد الكبار؟

الدراما التليفزيونية عنوانها العلمى (دراما العائلة) بعناصرها العمرية المختلفة (الابن والأب والجد). ستظل هناك مساحة للكبار، قد تتقلص ولكنها مستحيل أن تختفى، وسيظل أيضا هناك من هو مطلوب فى العمل وتنهال عليه العروض، وفى المقابل من ينظر للسماء ليلا ولا يجد أمامه لملء وقت فراغه سوى أن يَعدّ النجوم، ثم بعدها يعيد العَدّ.

الفنان عادة يطرق أولًا كل الأبواب لطلب العمل بطريقة تحفظ ماء وجهه، ويلجأ أيضا للنقابة.. قد يصمت بعدها ويجتر أحزانه، أو يفعل مثل إحسان.. ولكن ماذا بعد نهاية التصوير؟، ما الذى يضمن أن هناك عرضًا آخر؟.. ثم الأهم، ماذا عن الآخرين؟، هل يكررون نفس السيناريو؟.. وإذا نجح مرة، فهل ينجح مجددا، هل تنتهى القصة دوما بصورة تجمع بطل العمل بالفنان الذى تنكرت له الأيام؟.

ماذا عن المئات الآخرين الذين لا يجدون فرص عمل، يمارسون الفن بكل أطيافه: التصوير والمونتاج والموسيقى والمكياج والتأليف والإخراج؟!.. ستظل هناك شكوى لا تتوقف. تابعنا قبل نحو ثلاث سنوات الممثلة مها أحمد عندما أعلنت أنها طلبت من أحمد السقا أن يجد لها دورًا فى مسلسل (نسل الأغراب)، وبعدها اعتذرت لأن الدور لا يليق بها، ولم تكتف بهذا القدر بل وجهت له ومن شاركه البطولة أمير كرارة اللوم على الهواء.

الحل يجب أن يظل جماعيا، يستطيع النقيب مخاطبة شركات الإنتاج، النقابة لا تملك قطعا أن تصدر قرارات ملزمة للجميع بعدالة توزيع الأدوار، ولكنها فقط تذكّر شركات الإنتاج بعدد من الأعضاء الغائبين عن الساحة. يحكم المنظومة قانون العرض والطلب، ومن هو مطلوب الآن لن تجده بالضرورة فى الغد.. لديكم مَثَل صارخ إسماعيل ياسين، عندما اضطر لإرسال خطاب مفتوح لوزير الثقافة نهاية الستينيات يطالب بالعمل، بل كان يقول فى كل أحاديثه: يعيبون علىَّ أننى عدت لتقديم المونولوج فى شارع الهرم، ولم يسألنى أحد كيف أستطيع مواجهة متطلبات الحياة؟.. وعندما ضاقت به سبل الاستمرار فى ملاهى شارع الهرم، ذهب إلى ملاهى (شارع الحمرا) فى بيروت، لعل الجمهور يرحمه من هذا النداء الجارح بعد كل نكتة: (قديمة يا سُمعة). يستحق محمد رمضان التحية لأنه استجاب لنداء فنان كبير، ولكن ستظل المشكلة تتفاقم، جزءٌ منها سببه الكسل الذهنى، أغلب المخرجين وشركات الإنتاج يكررون الفنان الذى شاهدوه فى عمل ناجح ولا يُجهدون أنفسهم فى البحث عن آخر ابتعد عن الحلبة لأسباب خارجة عن إرادته. هل أدين فنانًا يصرخ من الألم، أم ندين الزمن الغادر الذى يدمى بأنيابه الحادة أهم صفة فى الإنسان وهى الكبرياء؟!. أستعيد بيت شعر كامل الشناوى: (أنا لا أشكو ففى الشكوى انحناء/ وأنا نبض عروقى كبرياء)!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نبض عروقى كبرياء نبض عروقى كبرياء



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon