توقيت القاهرة المحلي 20:51:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نجيب محفوظ وحق الناس

  مصر اليوم -

نجيب محفوظ وحق الناس

بقلم - طارق الشناوي

بمناسبة الاحتفال بعيد ميلاده 111، تأملوا تلك الإجابة، التى أدلى بها عمنا وتاج رأسنا نجيب محفوظ، فى حوار طويل 6 صفحات نشرته له قبل نحو 35 عاما فى مجلة (الوادى) مصرية- سودانية أصدرتها مؤسسة روزاليوسف: (لو أعرف أن روايتى ستقرأ على مجموعة من الأميين لكتبتها بطريقة أخرى)، كان السؤال عن دور المتلقى فى تشكيل أسلوب المبدع، هل ندون فقط ما نشعر به، أم أن هناك عقلًا واعيًا، يتلقى أولًا الكلمة أو النغمة ويبدأ فى اختبار مدى قدرتها على الوصول للناس؟، الإجابة تعنى ضمنًا أن كاتبنا الكبير لا ينسى أبدًا حق الناس عليه.

ليست (شعبوية) كما يفسرها البعض بعجالة، التى تعنى أن المبدع يقدم عمله ومع سبق الإصرار والترصد تبعًا لذوق ومقاس وثقافة الجمهور، المقصود أنه فقط لا ينسى أبدًا أن هناك من ينتظره على الشاطئ الآخر.

الرقم الذى يتحقق فى شباك التذاكر وكثافة المشاهدة وتداول الكتاب وتوزيع الأغنية لا يمكن أن نقلل من أهميته، برغم أنه ليس هو الدليل الحتمى على القيمة الإبداعية، إلا أنه يحمل مؤشرًا ودلالة يجب الالتفات إليها، وتأملها بدقة، على الجانب الآخر، عندما تتضاءل الإيرادات ويدير الجمهور ظهره للعمل الفنى ويلاقى فشلًا ذريعًا فى دور العرض ومحال بيع الأغانى، أو المكتبات، يجب أن نحلل ظلال الأرقام، وما تطرحه علينا من أسباب ودوافع مباشرة أو غير مباشرة.

لا تصدقوا مخرجى هذه الأفلام التى خاصمها الجمهور، عندما يتشعبطون على أكتاف المخرج يوسف شاهين، ويقولون لا تنسى فيلمه (باب الحديد) وكيف قبل أكثر من ستين عامًا رشقه الجمهور بالحجارة، ثم أصبح مع الزمن واحدًا من أكثر الأفلام شعبية فى التاريخ، ولا يزال يحظى فى نفس الوقت بمكانة متقدمة فى التقييم الفنى، حيث احتل المركز الثانى عربيا بعد «المومياء» لشادى عبد السلام، فى استفتاء أفضل 100 فيلم عربى الذى أجراه مهرجان (دبى السينمائى الدولى) 2013 فى دورته العاشرة.

بالطبع (المومياء) لا يزال حتى الآن فيلمًا نخبويًا، بينما (باب الحديد) يستحق عن جدارة لقب الفيلم الشعبى.

أرى دائمًا أن من حق صانع العمل الفنى مهما بلغ مستواه الدفاع عن الفيلم أو الأغنية التى قدمها، ومن حقه أيضًا أن يلجأ لكل الأسلحة فى تجميل بضاعته، على شرط ألا يستخدم سلاحًا واحدًا باتت كل الأعمال الفنية الخاسرة تلجأ إليه، شماعة (باب الحديد)، ربما يضيفون أيضًا أفلامًا رائعة أخرى لم تحقق فى البداية شيئًا يذكر، فى شباك التذاكر مثل (شىء من الخوف) حسين كمال و(بين السماء والأرض) صلاح أبو سيف، صارت هذه الأفلام مع الزمن هى الأهم فى ذاكرة السينما، ويتابعها الملايين، فى كل القنوات الفضائية، واستطاعت من خلال أرقام البيع أن تضمن أيضًا الملايين لمنتجيها، نعم هذه الأفلام وغيرها حققت كل ذلك الحضور، لأنها تنطوى على قيمة فكرية وإبداعية تزيدها الأيام حضورًا ورسوخًا، كان رهانها على السينما المغايرة بمختلف مفرداتها، ولهذا لم يتماه معها الجمهور فى البداية، لأنه لم يستطع أن يفك شفرتها بسهولة ولأننا كلنا- لا أستثنى حتى المتخصصين أو النقاد- نفضل التعامل مع العمل الفنى الذى ألفناه وتعودناه، يرتاح البعض لمن يقدم له النغمة الدرامية السائدة التى تجعل الذهاب لمشاهدة الفيلم أقرب إلى رحلة استجمام وليست مخاطرة استكشافية، إلا أن العمل الفنى الذى يخرج عن الصف ويتجاوز الطابور، يجب أن يحمل وميضًا خاصًا يجذبك إليه، هذا الوهج هو الذى يدفعك لكى تشاهده أو تقرأه مرة أخرى، وبعد ذلك يصبح هى الأقرب إليك وتشعر بحنين واشتياق دائمين إليه، عدد كبير من روايات نجيب محفوظ تزيدها الأيام وهجًا وطزاجة وحداثة، لأنه لم ينس حق القارئ أمس واليوم وغدًا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نجيب محفوظ وحق الناس نجيب محفوظ وحق الناس



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon