توقيت القاهرة المحلي 11:04:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حتى فساتينى التى أهملتها»

  مصر اليوم -

«حتى فساتينى التى أهملتها»

بقلم - طارق الشناوي

بين العمل الفنى والمتلقى اتفاق ضمنى، شرطه الأول أننا بصدد حالة افتراضية، رقعة نتواجد عليها، فى إطار قواعد اللعبة، ولا ننتظر أبدًا قناعة عقلية ولكن قناعة وجدانية.

وصلتنى رسالة غاضبة من قارئ له عتاب قديم لمطربه المفضل حسين الجسمى لأنه يغنى (أما براوة براوة)، وهى واحدة من أشهر وأحلى أغنيات نجاة، كتبها فى السبعينيات الشاعر مرسى جميل عزيز ولحنها محمد الموجى لكى تغنيها امرأة، تساءل القارئ: كيف يجرؤ الجسمى؟، وتناسى، مثلًا، أن محمد منير فعلها قبله وغنى (حارة السقايين)، التى رددتها قبل ستين عامًا شريفة فاضل، بينما الكلمات التى كتبها حسين السيد، ولحنها منير مراد، تعبر عن مشاعر امرأة تحذر رجلًا يحاول مغازلتها وتقول له (ليك ماضى كله سوابق / فى الحب مالكش أمان / وأنا عايزة حب حنين / مش حب يودى ليمان)، تعود الجمهور على التسامح مع هذا النوع من الغناء، والفيصل فى النهاية هو القدرة على تقمص الحالة، محمد منير كثيرًا ما فعلها، وعندما تعجبه أغنية لا يسأل هل يجوز أن يرددها رجل، هو فقط يعايش اللحن ثم يسجله، ثم يفكر فى الأغنية القادمة.

لديكم قصيدة الشاعر الكبير كامل الشناوى (لا تكذبى)، فى البداية لحنها محمد عبدالوهاب لتغنيها نجاة، وبعد التسجيل قال عبدالحليم لأستاذه عبدالوهاب: (أنا الأحق من نجاة)، الكلمات يجب أن ينطقها رجل، ورغم ذلك فإن القصيدة وبعد مرور قرابة 60 عامًا لا تزال لصيقة بصوت نجاة أكثر من عبدالحليم، وهناك من يعتقد أن الشاعر الكبير كتبها عن واقعة حقيقية، وأن بطلة القصة هى نجاة، مع الزمن اتضح أن كل هذه القراءات المتعسفة لا تمت للحقيقة بصلة قربى أو نسب ولكنها حكاية (فنكوش) مثل عشرات غيرها منتشرة على (النت).

من المفارقات قصيد ة (أيظن) لنجاة أيضًا، والتى غناها على العود ملحنها محمد عبدالوهاب، بينما صوت الجبل وديع الصافى فى إحدى الحفلات وكنت شاهدًا على تلك الواقعة قرر أن يقدمها لجمهوره، وجاء عند المقطع الشهير (حتى فساتينى التى أهملتها) وخجل أن يقول على الملأ (فساتينى) فأحالها إلى (سراويلى) فضجت القاعة بالضحك، لو تركها كما هى مثل عبدالوهاب، «هتعدّى» ولن تستوقف أحدًا.

بعض المشاعر قطعًا يجب أن ينطق بها رجل وأخرى لا ترددها سوى امرأة، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يصل بنا إلى فرض قيود صارمة، سألوا مرة عبدالحليم حافظ عن الأغنية التى تمنى أن يرددها فاختار أيضًا أغنية نسائية (غريبة منسية)، وردد جزءًا منها.

طوال التاريخ لو راجعت كلمات أغلب أغانينا ستكتشف أننا نقول حبيبى بينما نقصد حبيبتى، لديكم مثلًا المطرب الشعبى عبدالغنى السيد له أغنية تنافست عليها كل راقصات مصر، بداية من تحية كاريوكا وهى (يا ولا.. يا ولا) الكلمات التى كتبها أبوالسعود الإبيارى ولحنها محمود الشريف تتغزل فى جسد المرأة، وعلى طريقة أولاد البلد يشبه مثلًا خدودها بالتفاح، وقدها بالياسمين، وصدرها بالرمان، وتفاصيل أخرى أكثر مباشرة، لا يجوز حاليًّا نشرها، ورغم ذلك يناجيها قائلًا (يا ولا يا ولا / ارحمنى يا ولا).

لم يتعد الجسمى الخطوط الحمراء عندما قال (قلة حبيبى ملانة / عطشانة يانا/ أروح له / ولا أروح / أشرب حدانا) يشرب ويمزمز حدانا أو حداهم هو حر!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حتى فساتينى التى أهملتها» «حتى فساتينى التى أهملتها»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon