توقيت القاهرة المحلي 14:42:23 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ترمومتر «الوطنية»!

  مصر اليوم -

ترمومتر «الوطنية»

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو 30 عامًا تلقيت دعوة خاصة لعرض خاص جدًا، المخرج الكبير صلاح أبوسيف أقام جلسة محدودة لفريق عمل فيلمه الأخير (السيد كاف) من إنتاج التليفزيون، أقيم العرض داخل مبنى (ماسبيرو)، ولم يحضر أحد من خارج أسرة الفيلم، سوى ناقدنا الكبير كمال رمزى، كان لدى عربة 127 أركنها فى ميدان التحرير، عندما أضئ النور بعد نهاية العرض، لم أجد سوى كلمة واحدة تنقذنى من الحرج (مبروك) ولا أزيد عنها حرفًا.

كان الأستاذ صلاح أبو سيف كثيرًا ما تعود عندما نلتقى أن أصطحبه بسيارتى أولا لمنزله بحى عابدين، وسألنى أن أفعل ذلك، مجددًا، وأيقنت أنه يريد أن يستمع منى إلى كلمات أبعد وأعمق من مبروك، ولم يكن لدى ما أبوح به للأستاذ الكبير، نعم سأكتب رأيًا سلبيًا عن الفيلم عند عرضه جماهيريًا، ولكن لماذا أصدمه بالرأى الآن؟.

قلت له مع الأسف السيارة عند الميكانيكى، وأصر رغم ذلك على أن نقطع المشوار سيرًا على الأقدام، وتحدثنا طوال الطريق- نحو 20 دقيقة- فى كل شىء، من الإبرة للصاروخ ما عدا (السيد كاف).

ووصل الرأى للأستاذ، وعلمت فيما بعد من المخرج الكبير عاطف سالم أنه أخبره بكل التفاصيل وأيقن أن صمتى عن الحديث، سببه (السيد كاف).

بعدها بنحو عامين، وفى 1995 أكمل الأستاذ صلاح أبوسيف الثمانين، ووجه لى الدعوة لمصاحبته على المنصة مع فريد شوقى ونادية لطفى ورفيق الصبان، فى ندوة بالمسرح الصغير بـ(دار الأوبرا)، وأعلن الأستاذ أبوسيف اعتزاله السينما.

حكاية أخرى، المخرج الكبير يوسف شاهين وفيلمه (سكوت ح نصور)، شاهدت الفيلم مرتين، وفى كل مرة كان يقابلنى يوسف شاهين بحفاوة بالغة، وأيقنت أننا بصدد كارثة فنية وكان غلاف (روز اليوسف) يتصدره هذا العنوان (سكوت ح نهرج)، وفتح يوسف شاهين النيران على العبد لله، وأصابتنى عشرات من الشتائم فى الفضائيات العربية، حيث كان يوسف شاهين بصدد جولة مع الفيلم ومعه بطلة الفيلم لطيفة، فى العديد من الدول الخليجية، كما أن بعض المتحمسين ليوسف شاهين كانت عناوين مقالاتهم (سكوت ح نصقف).

يمر نحو عام أو اثنان أجريت حوارًا تليفزيونيًا لقناة (أوربت) مع يوسف شاهين سألته ما هو الفيلم الذى يسقطه من تاريخه؟، قال لى ثلاثة أفلام وعلى رأسها (سكوت ح نصور)!!.

بعدها قدم يوسف شاهين مع تلميذه خالد يوسف فيلم (هى فوضى) وعرض رسميًا فى مهرجان (فينسيا).

إلا أنه كان قد أيقن تمامًا أنه قدم للناس كل ما فى جعبته، رغم أنه لم يعلن رسميًا الاعتزال وكثيرًا ما تردد مشروع فيلم اسمه (الشارع لنا)، ولكنى كنت أعتبرها مجرد (اشتغالة) صحفية، الأستاذ لا يمكن أن يتحمل ولو لحظات غياب اسمه عن تصدر (الميديا).

أتذكر كل ذلك وأنا أتابع المخرج التليفزيونى الكبير بعد أن وصل لهذا المستوى المتردى فى مسلسله (البليد)، وهو أخف توصيف ممكن أن نطلقه على ما أسفرت عنه الشاشة، بينما هناك من أقنع المخرج الكبير بأنه يتعرض لمؤامرة كونية، وأن كل من قال رأيًا سلبيًا فى المسلسل متربصًا به، إما مأجور أو خائن لوطنه، وهكذا صار تأييد تلك البلادة الفنية التى نضحت بها الشاشة هو ترمومتر (الوطنية)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ترمومتر «الوطنية» ترمومتر «الوطنية»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:01 2024 الإثنين ,25 تشرين الثاني / نوفمبر

البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع
  مصر اليوم - البرهان يؤكد رفضه أي مفاوضات أو تسوية مع قوات الدعم السريع

GMT 09:53 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ "حماس"
  مصر اليوم - ألمانيا تحاكم 4 أشخاص بزعم الانتماء لـ حماس

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon