توقيت القاهرة المحلي 23:13:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«مجدى الطيب» رحيل ناقد محترم

  مصر اليوم -

«مجدى الطيب» رحيل ناقد محترم

بقلم - طارق الشناوي

لم تجمعنا فى الحياة صداقة، جمعتنا المهنة الواحدة، وفى مرحلةٍ ما مكان النشر الواحد؛ مجلة (روزاليوسف) وأيضا (جريدة القاهرة)، وتلاقينا فى عدد من المهرجانات، سواء داخل مصر أو خارجها، وأيضا بيننا خلافات لا بأس منها أحيانا فى تباين وجهات النظر.

كثيرًا ما حاولت أن أطرق بابه، هو بطبعه يميل للعزلة، يحتفظ بدائرة محدودة من الأصدقاء المقربين، ولم أكن بينهم، لم يؤثر ذلك أبدًا على ما أحمله له من تقدير، وكلما اتيحت لى الفرصة، أقرأ ما يكتبه بإعجاب.

الناقد والكاتب الكبير «مجدى الطيب» كان يستحق وهو بيننا حفاوة أكبر بإنجازه الإبداعى، فهو يقف بين عدد محدود جدًا ممن يمارسون حرفة الكتابة النقدية، ممتلكًا أدواته، سواء فى الرؤية الفنية أو التعبير عنها فى مقال.

الأستاذ مجدى، رغم معاناته الصحية فى السنوات الأخيرة، إلا أنه كان حريصًا على التواجد ليتابع الحدث فى موقعه مثل: (البحر الأحمر) و(الجونة) و(الإسماعيلية) و(القاهرة) و(الإسكندرية)، وغيرها، حتى الواجب الاجتماعى لم يغفل عن أدائه. أتذكر انه توجه لعزاء أرملة الناقد والإعلامى الكبير يوسف شريف رزق الله فى جامع عمر مكرم رغم معاناته الجسدية، ويومها عاتبته السيدة ميرفت الإبيارى أرملة الأستاذ يوسف إشفاقًا عليه من المشقة.

المهرجان الذى احتفى به مؤخرا هو (الأقصر)، وذلك قبل دورتين، بجائزة قطعًا مستحقة كناقد وأيضا كمشارك فى المكتب الفنى، حيث تولى الإشراف على المكتب الصحفى فى دورته الثانية، وأتمنى أن تقدم عنه مهرجانات مثل: (الأقصر) المقام حاليا، ثم (أسوان) و(الإسماعيلية) و(الإسكندرية) احتفالية خاصة.

كيف يتم تكريم الناقد؟.. هل بمنحه شهادة أو تمثالًا، أم بتجميع أعماله؟.. كل ذلك جميل ومطلوب قطعًا، إلا أنه ينقصنا ما هو أهم «التحليل النقدى والجمالى لما يكتبه النقاد».. وهو مسؤولية زملاء المهنة فى هذا الجيل، وعليهم أن يقدموها للقراء والمهتمين.. مثلًا استطاع الباحث الراحل يعقوب وهبى أن يعيد نشر مقالات سامى السلامونى، أكثر نقاد العالم العربى موهبة وتفردًا، جمعها يعقوب فى نحو ثلاثة إصدارات لقصور الثقافة، وهو جهد مشكور، مستندًا إلى أهم مركز سينمائى فى مصر يعتنى بتجميع المقالات وأعنى به (المركز الكاثوليكى المصرى للسينما)، الذى تتابع الإشراف عليه فى السنوات الأخيرة أبونا الراحل يوسف مظلوم ثم أبونا بطرس دانيال، مع فريق عمل متميز أذكر منه الأستاذة المدققة الدؤوب منى البندارى.

ينقصنا أن يعكف عليه أحد النقاد ويبدأ فى تحليل بناء المقال، الأمر ليس له علاقة مباشرة فقط بإلمامه بمفردات السينما من تصوير ومونتاج وتكوين وأزياء وموسيقى، فقد كان مجدى الطيب يجيد قراءة الفيلم، وفى نفس الوقت يملك ناصية التعبير عن أفكاره، هذا هو الكاتب الذى يستحق أن نُطل عليه ونبدأ فى تحليل أسلوبه، وليس فقط التجميع كما فعلنا من قبل مع الراحلين الكبار سامى السلامونى ومصطفى درويش وسمير فريد وغيرهم.

وداعًا للناقد والكاتب الكبير مجدى الطيب، الذى أثرى حياتنا بقلمه، وكان يشاهد الأفلام الرديئة قبل الجميلة، حيث باتت الأغلبية تختار مع الأسف الفيلم الجيد وتقلع عن الردىء، بحجة يكررونها بأنه لا يستحق، وهو خطأ كبير يقع فيه البعض، بينما الأستاذ مجدى الطيب كان حريصًا على أن يلعب دوره فى التحليل والتوثيق للجيد والردىء.. وداعًا ناقدنا الكبير المحترم!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«مجدى الطيب» رحيل ناقد محترم «مجدى الطيب» رحيل ناقد محترم



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 21:27 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يدرس تأجيل اعتزاله للعب مع نجله

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 10:57 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يصبح أول رئيس أميركي يبلغ 82 عاماً وهو في السلطة

GMT 02:39 2019 الإثنين ,23 كانون الأول / ديسمبر

رانيا محمود ياسين توضح قطع علاقتها بالبرامج التليفزيونية

GMT 09:28 2021 الأربعاء ,11 آب / أغسطس

المصري يعلن انتقال أحمد جمعة إلى إنبي

GMT 02:20 2019 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

إيمي سمير غانم تكشف عن خلاف حاد مع زوجها تحول إلى نوبة ضحك

GMT 12:25 2021 الإثنين ,08 شباط / فبراير

طريقة عمل أصابع الجبنة بالثوم

GMT 11:17 2020 الجمعة ,25 كانون الأول / ديسمبر

محمد صلاح يتخذ أولى خطوات الرحيل عن ليفربول

GMT 02:40 2020 الثلاثاء ,23 حزيران / يونيو

تفاصيل إصابة ابن ماما سناء بفيروس "كورونا"

GMT 01:56 2020 الإثنين ,22 حزيران / يونيو

طريقة عمل البوريك التركي بأقل التكاليف

GMT 21:12 2020 الخميس ,04 حزيران / يونيو

إليسا تروج لحفلها اليوم في بث مباشر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon