توقيت القاهرة المحلي 06:19:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة!

  مصر اليوم -

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة

بقلم - طارق الشناوي

عندما تذكر واقعة ما، من الممكن أن تجد مثلاً تسجيلاً بصوت صاحبها يكذب فيها كل ما ذكرت، والناس في العادة تصدقه، رغم أن الفاعل الأصلي، ربما يريد أن يخفي جزء أو كل تلك الحقيقة.
في بداية مشواري الصحافي تعرضت لواحد من تلك المواقف. كتبت عام 1976 واقعة غناء عبد الحليم حافظ قبل رحيله بعام واحد مع أحمد عدوية «السح الدح امبوه». احتل هذا الخبر الفني جزءاً معتبراً من غلاف مجلة «روزاليوسف» السياسية، وكان هو أيضاً أول خبر أراه منشوراً بتوقيعي، وعشت أسعد لحظات حياتي، إلا أن عبد الحليم أفسد فرحتي، عندما أعلن مساء نفس اليوم في برنامج إذاعي تكذيباً للواقعة، ولم يستطع أحد من شهود العيان، بمن فيهم أحمد عدوية، رد اعتباري، والتزم الجميع الصمت، وخاصة أن هذا الحدث - ما قبل عصر المحمول - لا توجد وثيقة مصورة تؤكده. بعد رحيل عبد الحليم، زال الحرج تماماً، وبات الكل يذكر أن عبد الحليم غنى مع عدوية «شيل الواد م الأرض... إدي الواد لابوه».
أخيراً، استمعت بأصوات شهود العيان أيضاً لواقعة أغنية «في يوم وليلة» التي غنتها وردة بتلحين موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، وصاحب ذلك لغط كثير. كان من المفروض أن تشهد هذه الأغنية انطلاق ميادة الحناوي في منتصف السبعينات من القاهرة. رغم أنه لم يسبق له تقديم أي صوت لأول مرة بألحانه، تعوّد «موسيقار الأجيال» طوال رحلته، أن ينتظر المطرب محققاً للنجاح أولاً مع غيره من الملحنين، وبعدها يلحّن له. فعل ذلك مع عبد الحليم ونجاة وفايزة... وغيرهم، ولكن مع ميادة قرر أن يكون هو صاحب البصمة الأولى، إلا أنه قبل انطلاق الأغنية بأيام أسندها إلى وردة.
وتعددت الروايات، وفي التسجيل الذي استمعت إليه أخيراً، قالت وردة بعد أن اتهمها وقتها عدد من أصحاب الأقلام بأنها أخذتها عنوة من ميادة؛ قالت إنها لا تدري لماذا أسند لها عبد الوهاب الأغنية، ولم تسأله، وهي لا تعلم السبب الحقيقي، في حين قالت ميادة إنها قبل تسجيل الأغنية بالقاهرة بعد عامين من التحضيرات، أصيب والدها بوعكة صحية، وكان ينبغي أن تعود إلى دمشق، وهناك علمت من الصحافة أن عبد الوهاب أسند لوردة الأغنية، في حين كان السبب المتداول في القاهرة أن ميادة رددت «في يوم وليلة» في جلسة خاصة، فغضب عبد الوهاب، وقرر أن يحرمها من غنائها.
ميادة ظلت ممنوعة حتى التسعينات من دخول الأراضي المصرية بقرار من وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل، وكانت أغانيها الجديدة التي يقدمها لها ملحنون مصريون يتم تنفيذها في استوديوهات دمشق أو بيروت أو أثينا.
الحقيقة المسكوت عنها تجدها فيما انتهى إليه الإعلامي والصحافي الكبير الراحل وائل الإبراشي، عندما أجرى حواراً صحافياً مع وزير الداخلية الأسبق النبوي إسماعيل مطلع القرن العشرين، ليعرف منه تفاصيل الموقف. فقال له إنه بالفعل أصدر هذا القرار بمنع ميادة من دخول الأراضي المصرية؛ لأنه يرى أن الأمن القومي لمصر يشمل أيضاً الأمن العائلي للموسيقار محمد عبد الوهاب، وهو ما كان مهدداً وقتها؛ إذ طلب منه عبد الوهاب مباشرة أن يصدر هذا القرار، بعد أن طلبت زوجته السيدة نهلة القدسي ذلك؛ لأنها تشككت أن عبد الوهاب ربما وقع في حب مطربته الشابة فائقة الجمال في الصوت والصورة والروح.
أين الحقيقة؟ هل تلك التي سجلها شهود العيان، أو ما كشفه وزير الداخلية الأسبق؟ قرارات أمن الدولة لا يجوز الطعن فيها أمام القضاء، وتظل محصّنة حتى تسقطها الجهة التي أصدرتها.
هذه هي حقيقة الحقيقة المسكوت عنها، أم من الممكن في الغد أيضاً أن نكتشف حقيقة أخرى للحقيقة؟

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة وردة وعبد الوهاب وميادة حقيقة الحقيقة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon