توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

روائع الموجي تتوهَّج في الرياض

  مصر اليوم -

روائع الموجي تتوهَّج في الرياض

بقلم - طارق الشناوي

تربطني علاقة استثنائية مع الموسيقار الراحل الكبير محمد الموجي، فهو أول من أجريت معه حواراً صحافياً، وأول من دخلت بيته، وصار أبناؤه أصدقائي، وأول من أكلت في بيته «ملوخية بالأرانب»، وأول من أقام ضدي دعوى قضائية!
الخميس القادم في موسم الرياض موعد عشاق الموسيقى الشرقية والنغم الأصيل مع واحد من أهم أساطين و«أسطوات» المهنة محمد الموجي، الذي رغم أنه لم يتعلم الموسيقى ولا كتابة «النوتة»، فإن إبداعه صار هدفاً للدارسين، والكثير من رسائل الدكتوراه والماجستير كان هدفها تحليل هذا الإنجاز الذي يقف على حدود الإعجاز.
اختار «أبو ناصر» المستشار تركي آل الشيخ (رئيس هيئة الترفيه)، أن تحمل الأمسية التي تقام ضمن أنشطة موسم الرياض اسم «روائع الموجي»، حيث إن الوجه الآخر لهذا الموسيقار الفطري العبقري هو أن أعماله الموسيقية ترتفع لمكانة الروائع.
هو الأغزر في دنيا الإبداع، وطبقاً لأوراق جمعية المؤلفين والملحنين الرسمية، وصل رصيده إلى 1800 لحن، ويأتي بعده بليغ حمدي 1500 لحن. ملحوظة الموسوعة المتداولة عبر «النت» أخطأت في الرصد، وتغافلت عن أكثر من 300 لحن.
الموجي يتعامل باحترافية مع المهنة التي تعني الالتزام، والإلهام بطبعه يتناقض مع تلك الدقة، الموجي ينام على نغمة ويصحو على نغمة، يقولون: «إن الملائكة تنعم عليه كل ليلة بومضة إبداعية، عندما يستيقظ يجدها (تحت المخدة)»، يكفي أن أذكر لكم أن الموجي في نهاية الأربعينات عندما غادر قريته «بيلا» بمحافظة كفر الشيخ متجهاً للقاهرة، لم يحضر معه من متاع الدنيا سوى عود ومخدة!!
غادرنا الموجي قبل نحو 28 عاماً، حيث توقف قلبه عن النبض، بينما موسيقاه لا تزال تنبض.
وقبل نحو 15 عاماً شب حريق في شقة الموسيقار الكبير، لم يدمر فقط أثاث الشقة، لكن النيران التهمت تاريخاً فنياً مرصعاً بالنغمات والإيقاعات. أكثر من نصف قرن إبداع أتت عليه النيران، لم يحترق فقط تاريخ الموسيقار الكبير، ولكن احترق جزء عزيز من تاريخنا الموسيقي الشرقي، سجله بصوته وعلى العود.
وكان من ضمن هوايات «الموجي» الاحتفاظ بالتسجيلات الخاصة، وبعد رحيله ظل ابنه الراحل الموجي الصغير يجدد التسجيلات النادرة، بل اكتشف أيضاً 50 لحناً لم تذع من قبل.
وأتت النيران أيضاً على أوراق «الموجي» الخاصة، ومذكراته، والصور التي جمعته مع كل العمالقة الذين عاصرهم.
هذه الشقة تحديداً لي فيها ذكريات البدايات، فكثيراً ما ترددت عليها من دون موعد مسبق، وعرفت أشقاء الموجي الصغير، الموزع وعازف الكمان المبدع يحيى الموجي، وشقيقه الأكبر «أمين»، وشقيقاته «ألحان» و«أنغام» و«غنوة»، ووالدته «أم أمين».
إنها من المرات النادرة جداً التي صار فيها بيني وبين أهل البيت صلة حميمة.
من أنقذ تلك التسجيلات؟
إن الموجي الصغير دائماً ما كان يمنح القنوات الإذاعية والتلفزيونية مفاجآت بصوت والده منها لحن «أسألك الرحيلا» الذي لحنه الموجي قبل أن يشرع فيه عبد الوهاب، وبعد أن منح عبد الوهاب اللحن لنجاة، قال الموجي: «بعد أن أطلق أستاذي عبد الوهاب لحنه، لا يجوز لي أن أقدم لحني للناس».
عشاق الموجي، سارعوا بإرسال جزء كبير من هذه التسجيلات، إلى الأسرة، وأنقذوها من الضياع.
ويبقى أن أذكر لكم تلك الواقعة التي دفعت الموجي لإقامة دعوى قضائية ضدي، وذلك في أعقاب رحيل الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب، عام 91.
عندما كتبت تحقيقاً عن عبد الوهاب تناولت فيه بعض الألحان التي اتُهم فيها عبد الوهاب بالاقتباس من الآخرين، وذكرت لحنين «حبيبي لعبته» و«وأحبك وأنت فاكرني»، كان الموجي قد أخبرني في الثمانينات، أن عبد الوهاب قد استمع إلى لحنين له قبل أن يسجلهما وأعجبته بعض مقاطع فاستعان بهما في لحنيه، وعندما عاتبه قال له: «وفيها إيه يا موجي عندما يستعير أب كرافات من ابنه»، وعندما أعدت نشر تلك الواقعة غضب الموجي قائلاً: «بعد رحيل أبي عبد الوهاب لا يجوز أن أذكر ذلك مجدداً»، وتصافينا، وذهبت إلى منزله، وتناولت أجمل «ملوخية بالأرانب» أبدعت فيها كالعادة زوجته «أم أمين»!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

روائع الموجي تتوهَّج في الرياض روائع الموجي تتوهَّج في الرياض



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon