توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

توابع زلزال المطرب «النقاش»

  مصر اليوم -

توابع زلزال المطرب «النقاش»

بقلم - طارق الشناوي

عندما تواصلت المطربة أصالة معه تليفونيا اعتقد أنه تعرض لمقلب سخيف من أحد الأصدقاء، وبعد أن تأكد أنها أصالة وطلبت منه الاستعداد لمشاركتها تقديم فقرة في حفل ختام مهرجان الموسيقى اعتبرها ليلة القدر، وبدأنا نتابع لقطات من (البروفات) بينه وبين أصالة في أكثر من (دويتو) عبر (السوشيال ميديا)، وذلك قبل أن يتحول الحلم في لحظات إلى كابوس.
هل كان ينبغي أن يتم استبعاد عامل النقاشة أحمد سالم في اللحظات الأخيرة من الغناء حفاظا على بريق وألق و(بريستيج) الأوبرا وأيضاً الصورة الذهنية لمهرجان الموسيقى العربية العريق؟
شهد المهرجان هذه الدورة أعلى معدلات الإقبال الجماهيري، بعد أن تمت السيطرة على جزء كبير من تداعيات (كورونا)، وأقيمت الحفلات على مسرح (النافورة) المفتوح، وتعددت كل الأطياف الموسيقية، بداية من الافتتاح بأغاني واستعراضات الموسيقار الرائع علي إسماعيل، بمناسبة مرور 100 عام على ميلاده، وشاهدنا الإطلالات العربية، والتجانس مع كل الأعمار، الملمح الأساسي أن الشباب يمثلون القسط الوافر من الجمهور، لنرى عمليا أن الفن الرصين لا يزال له جمهوره، علينا فقط ألا نغلق الباب أمام موهبة جديدة تطرق الباب بخجل وعلى استحياء، إبعاد أحمد سالم يطرح أمامنا سؤالا عن النظرة الطبقية في الفن، وهل ننتقي الفنان تبعا لوضعه الاجتماعي، أم أن الموهبة لها الكلمة العليا، لا ننكر قطعا أهمية الدراسة لصقل الموهبة، ولكن عندما يمتلك الفنان طموحا نحبطه أم نوجهه؟
هل تشعر بالحرج لو علمت مثلا المهنة الأولى لعدد من النجوم قبل احترافهم، أم على العكس تزداد فخرا واعتزازا بهذا الإنجاز الذي حققوه رغم أن الظروف لم تكن مواتية؟
مثلا الشيخ سيد درويش اشتغل في البداية عامل بناء، وألهمته تلك المهنة الكثير من اللمحات الإبداعية، فكان يلتقط من أفواه العمال البسطاء الكلمات العفوية التي يرددونها ويعيد بناءها موسيقيا، ولم يخجل يوما سيد درويش الذي أطلقوا عليه (فنان الشعب) من ذكر هذه الحقيقة، وكان يوقع كل أوراقه الرسمية يسبقه لقب (خادم الموسيقى).
فريد الأطرش كان يعمل باليومية لتوصيل الطلبات للمنازل للإنفاق على نفسه وأسرته، محمود شكوكو كان نجاراً، سناء جميل كانت تشتغل بتطريز مفارش الموائد، لأن أهلها في الصعيد توقفوا عن مساعدتها ماليا لاحترافها الفن، وحكت لي أنها كانت مع زوجها الكاتب الصحافي الكبير لويس جريس، في حفل عشاء بمنزل الكاتب الكبير إحسان عبد القدوس، لاحظت أن المفرش عليه توقيعها بأول حرفين من اسمها، وطلبت أن تحتفظ به، وصفق لها كل الحضور، الموسيقار محمود الشريف تنقل في العديد من المهن عمل بائع خضار وبطيخ وجزارا، ووافقت أم كلثوم في عام 1946 أن يخطبها، وقطعا لم يكتمل الزواج لسبب آخر غير أنه بدأ حياته جزاراً.
استشعرت أصالة بعد أن استمعت عبر (السوشيال ميديا) إلى صوت أحمد سالم أنه لا تكفي فقط كلمة تشجيع، أحيانا نحتاج إلى موقف عملي، وتلك هي الرسالة التي حرصت عليها أصالة، عندما وجهت له الدعوة لمشاركتها الغناء.
يقينا لن تنتهي حكاية المطرب (النقاش) ليصبح هذا هو مشهد النهاية؟ هذا هو الاختبار المصيري، لو كان صاحب موهبة حقيقية فإن زيادة وقسوة الضربات التي يتلقاها ستزيد بنفس القدر ترقب الجمهور له، سيتحول الإحباط بداخله إلى قوة دفع جديدة تؤهله أكثر للتدريب لتثقيف صوته، لا أستبعد أن نراه خلال الأسابيع القادمة في حفل جماهيري، يحكم فيه الناس على موهبته، وموهبته فقط، العصمة دائما بيد الجمهور!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

توابع زلزال المطرب «النقاش» توابع زلزال المطرب «النقاش»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon