توقيت القاهرة المحلي 06:25:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سورة مريم فى الكنيسة!

  مصر اليوم -

سورة مريم فى الكنيسة

بقلم - طارق الشناوي

قرأ الشيخ ياسر الصالح فى الكنيسة سورة مريم، بناء على طلب المطرب جورج وسوف، أثناء وداع ابنه البكر وديع، وهو ما فعله من قبل فى وداع والديه، البعض اعتبرها تستحق الدهشة، وخاصة فى مصرنا الغالية، رغم أننا كثيرا ما فعلناها بصور متعددة ولم تثر أبدا الدهشة.

ماذا تفعل عندما تذهب للكنيسة لتقديم واجب العزاء فى إنسان عزيز عليك؟، لو كنت مسيحيا ستشارك فى أداء الشعائر المقدسة، ولكن ما الذى تملكه فى هذا الموقف لو كنت مسلما؟، تقرأ الفاتحة على روحه وتدعو له بالجنة والمغفرة، هذا ما أحرص دوما عليه، ولم أشعر بأننى يجب أن أستفتى سوى قلبى، وهو الذى يدفعنى لا شعوريا إلى اتخاذ الطريق الذى أعتقد أنه الصواب.

أمام قداسة الموت لا نملك سوى الانصياع لصوت القلب، أتصور أن العديد ممن أعرفهم يفعلون ذلك، وهو ما يمكن ملاحظته مع صديقك أو جارك المسيحى، عندما ينتهى الشيخ من قراءة القرآن فى سرادق العزاء، ويطلب من الجميع قراءة الفاتحة، أراهم يفعلون بالضبط ما أنا تعودت عليه، يصلون بأيديهم على روح المتوفى ويدعون له بالمغفرة والجنة مع الصديقين والشهداء، أتصور أن تلك هى المشاعر الإنسانية التى خلق بها الله البشر أجمعين، ولا تحتاج أبدا إلى فتوى من الإمام الأكبر، أو قداسة البابا.

جورج وسوف كثيرا ما رأيت جمهوره فى الحفلات يستحلفه لإعادة مقطع قائلين (أعد والنبى يا جورج)، فهو من هؤلاء الذين لديهم سماحة فى كل شىء؟، وكما تجده لا ينحاز لنغمة أو لهجة واحدة شامية أو مصرية، فاتحًا قلبه على البشر أجمعين من كل الأديان، زوجته الأولى أم أبنائه الثلاثة مسيحية، والثانية التى لم ينجب منها مسلمة.

وأتذكر أنه عند إعلان الزواج الثانى اشتعلت الأخبار على صفحات الجرائد عن إسلام جورج، رغم أن فى لبنان كثيرا من الحالات المماثلة، الزواج المدنى الذى تعترف به الدولة ولا يحتاج الأمر إلى إشهار الزوج لإسلامه، (الميديا) وقتها لم تتوقف عن الحديث عن إسلام جورج، مستندين إلى كثرة استماعه للقرآن فى مناسبات متعددة وليس فقط بعد رحيل والديه، وهو ما تردد مثلا بعد رحيل يوسف شاهين عندما طالب البعض بإجراء الطقوس الإسلامية فى وداعه، بينما عاش كاثوليكيا ومات كاثوليكيا، كل ما كان يذكره يوسف للأصدقاء ويعلنه حتى على الملأ أنه يتمنى أن يشيع جثمانه من جامع عمر مكرم على صوت تلاوة الشيخ محمد رفعت الذى كان يعشق صوته، ولكنه لم يعلن إسلامه، وكان كثيرا ما يتفاخر بأنه من عائلة (كوزموبوليتان) متعددة الأديان والطوائف، هناك فى العائلة المسلم (سنى وشيعى ودرزى) والمسيحى (أرثوذكس وكاثوليك وبروتوتستانت)، ولا يفرق مع يوسف شاهين الدين واللون والجنس.

كثيرا ما يتداول بعد رحيل الكبار أنهم أشهروا إسلامهم، حدث ذلك مع نجيب الريحانى (كاثوليكى)، والكاتب الصحفى موسى صبرى (أرثوذكسى)، والحجة التى يستندون إليها أنهم يحتفظون فى غرفة نومهم بالقرآن الكريم مع الإنجيل.

وأنا أعتبرها أقرب للقصور فى التفسير، المسيحى الذى يستمع للقرآن مثل المسلم الذى يحفظ آيات من الإنجيل.

جورج وسوف فى مصابه الأليم بفقدان ابنه البكر يحتاج إلى السكينة تعزف أنغامها فى قلبه المكلوم، ووجدها فى الذهاب للكنيسة والاستماع إلى سورة مريم، أدعو بالمغفرة والجنة لوديع وأن يصبر أباه جورج وسوف، وإذا كنت مسلما لا تنس أن تقرأ له الفاتحة!!.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سورة مريم فى الكنيسة سورة مريم فى الكنيسة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon