توقيت القاهرة المحلي 02:34:12 آخر تحديث
  مصر اليوم -

احترام فضيلة الشيخ لا يعني التسليم بكل آرائه

  مصر اليوم -

احترام فضيلة الشيخ لا يعني التسليم بكل آرائه

بقلم - طارق الشناوي

حتى الآن لا نزال نردد وفي كل أحاديثنا تلك المقولة الشهيرة (الاختلاف في الرأي لا يفسد للود قضية)، بينما عملياً كل قضايانا التي نختلف بشأنها - وما أكثرها - هي التي أفسدت الود بيننا، بل وأحياناً تدفع بعضنا للخصومة الشخصية والقانونية.
في الأسبوع الماضي بدأ الإعلان عن تقديم أمسية على خشبة المسرح القومي المصري، تتناول حياة فضيلة الشيخ الإمام محمد متولي الشعراوي، في عمل درامي، يعرض في شهر رمضان القادم، وتردد أن الممثل كمال أبو رية سوف يؤدي الشخصية، وسبق له أداء دور (محرر المرأة) قاسم أمين، (وشاعر الشباب) أحمد رامي في مسلسلات سابقة، إلا أن أبو رية اعتذر، دون إبداء أسباب سوى انشغاله بأعمال أخرى، وواكب ذلك أيضاً تقدم النائبة في (البرلمان) فريدة الشوباشي باستجواب لوزارة الثقافة، في مجلس الشعب، بسبب هذه المسرحية وتوقيت عرضها، وجاء البيان الرسمي من الوزارة أن النص لم تتم الموافقة عليه، ولا يزال أمام لجان القراءة، بينما ورثة الشيخ الشعراوي أعلنوا أنهم يرشحون الفنان يحيى الفخراني لأداء دور الشعراوي، وانتقلت القضية من أروقة المسرح إلى الرأي العام، وهناك من تقدم لمجلس الشعب باقتراح كثيراً ما يتم تداوله بين الحين والآخر؛ وهو عدم انتقاد الرموز، وتجريم كل من يدلي أو يكتب رأياً حول أحد من الكبار قامة وقيمة، وبالطبع في كل المجالات، وليس فقط الشيخ الشعراوي، وتحت مظلة توصيف الرمز سوف تتعدد الأسماء ولو كتب أحدهم رأياً سلبياً مثلاً عن السادات أو أم كلثوم أو عبد الوهاب، من الممكن تجريمه، وهو توجه لو تم إقراره سوف يقيد لا محالة حرية الرأي، المفروض أن كل إنسان من حقه أن يتمتع بحماية قانونية لسيرته ومسيرته، إلا أن انتقاد الآراء الصادرة عن الشخصيات العامة مباح، ما دامت لم تخترق الحد الفاصل بين ما هو شخصي وما هو موضوعي، مثلاً لو انتقدت جمال عبد الناصر في موقف اتخذه أو سياسة اتبعها، هذا قطعاً مباح، في نفس الوقت هناك سور لا ينبغي تسلقه أو اختراقه وهو الإنسان الذي صدر عنه الرأي، لا أتصور أن مجلس الشعب من الممكن أن يتورط لإصدار قانون، مهما كان المسمى أو الدوافع لحماية الرموز؛ لأنه سيضعنا كلنا تحت طائلته، الرمز لا يناقش أمس واليوم وغداً.
البعض يسأل مثلاً ما هو الضرر من تقديم سيرة حياة الشعراوي، خاصة أنه قبل نحو خمسة عشر عاماً شاهدنا مسلسل (إمام الدعاة) تناول حياته، ولم يحدث شيء؟ والحقيقة أن في السنوات الأخيرة بدأت تنتشر أقوال مسجلة للشيخ وبها بعض الآراء التي يراها البعض، وبينهم كاتب هذه السطور، تخاصم المنطق، كما أن السيرة المقدمة، كما تعودنا في الأعمال الدرامية السابقة، ستتناول وجهاً إيجابياً فقط للشيخ، ولن تنتقل أبداً للمواقف الخلافية مثل صلاته ركعتي شكر لله بعد هزيمة 67 التي منيت بها مصر، واحتلت إسرائيل 25 % من الأراضي المصرية، واستشهد الآلاف من الجنود والضباط وهم يدافعون عن تراب وكرامة الوطن، وصارت مصر بعد 5 يونيو سرادق عزاء كبيراً، بينما الشيخ كان يرى أنها هزيمة مستحَقة انتقاماً لموقف السلطة المنحاز للاتحاد السوفياتي، قبل التفكيك، كما أن له آراء خلافية متعددة مثل رفضه نقل الأعضاء من جسد المتوفى وغيرها، تقف ضد تطور العلم.
الشيخ الجليل، له مثل كل إنسان مواقف وأفكار صائبة، وأخرى تراجع فيها تمامًا عن إيقاع الزمن ومتطلبات العصر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

احترام فضيلة الشيخ لا يعني التسليم بكل آرائه احترام فضيلة الشيخ لا يعني التسليم بكل آرائه



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon