توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الملوخية زحلقتني} بعد «البامية شوكتني»!

  مصر اليوم -

«الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني»

بقلم - طارق الشناوي

كل عام وأنتم طيبون، مع كل إطلالة عام جديد، نلمح أغاني تنتشر دون أن يتعمد أحد، على المقابل هناك أغان تندثر دون أن يقصد أحد.
ظهرت مثلاً قبل أشهر قلائل «البامية شوكتني»، ومعها الحاجة نبيلة، الفلاحة التي تبلغ من العمر ستين عاماً، إلا أنها صارت نجمة في الإعلام مصرياً وعربياً، رددنا لها تلك الأغنية الفولكلورية، التي تملك حساً فطرياً، ولا تنسبها لكاتب أو ملحن، إنه فقط الوجدان الشعبي الذي حقق لها كل هذا الذيوع، لا أنكر أن هناك من استثمر الحاجة نبيلة باعتبارها ورقة ينتظرها الناس، وتلك هي شريعة الإعلام في كل الدنيا.
بين الحين والآخر نجد أغنية تسرق الكاميرا، سبقتها أغنية «أنتش وأجري»، واعتبرها البعض عنواناً للتردي والإسفاف والرذيلة، كثيراً ما نسارع بإطلاق هذه الاتهامات العشوائية، خاصة عندما نعجز عن تفسير النجاح الطاغي، المطرب الذي أطلق على نفسه «ويجز الغلابة»، يقصد أنه الوجه المتوفر بأسعار قليلة، لمطرب الراب الشهير، ولأن حفلات ويجز «الأصلي»، الذي شارك مؤخراً في حفل ختام «المونديال» بالدوحة، تحتاج إلى قدرة شرائية أكبر وتخاطب شريحة ثقافية أعلى، صار هو «ويجز الغلابة»، لا توجد كلمات مفهومة في «أنتش»، سوف تسقط كالعادة من الذاكرة بعد قليل، مثل أغنية سبقتها «المعزة شيماء»، والتي أصبحت أثناء التصوير «بطة»، المطرب يحمل اسم شهرة «يوسف سوستة».
علينا أن نجيد التعامل مع تلك الأغاني التي لها مذاق النكتة، ولا ينبغي أن ندخل مع النكتة في معركة حياة وموت.
التجربة أثبتت، أنه بعد قليل ستظهر نكتة أخرى تسرق الضوء والاهتمام، شغلنا الفضاء الإعلامي بمعارك ضد أغاني فرضت نفسها بقوة جماهيرية مثل «الراب»، وقبلها «المهرجانات»، من حق نقابة الموسيقيين أن يرفض عدد من أعضائها الاستماع إليها، ولكن لا يخول لهم القانون أبداً مصادرتها ومطاردة مطربيها، وكثيراً ما نجد أن كبار شيوخ المهنة ممن نطلق عليهم «أسطوات»، هم الذين يبدأون في إطلاق زخات من النيران على المختلف معهم.
دائماً هناك رفض لكل ما هو جديد، كان الأديب الكبير عباس محمود العقاد في مطلع الستينيات رئيساً للجنة الشعر في وزارة الثقافة المصرية، وتقدم كل من صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي بأشعارهما لمسابقة أقامتها الدولة، وكان رأيه أن تحول أوراقهما إلى لجنة النثر.
لم يستطع العقاد أن يتذوق هذا اللون الجديد، ولم يعتبره حتى يقع تحت طائلة قانون الشعر، هذا من حقه، إلا أن المصادرة ليست من حق أحد، كل زمن له مذاقه، قطعاً لا توجد مقارنة بين أغاني المهرجانات أو الراب والشعر الحديث، إلا أن المعنى العميق، أن الإنسان في العادة حتى كبار المبدعين، من الممكن أن يناصبوا العداء للجديد.
هل بالضرورة هناك مواصفات نموذجية محددة للفنان، إذا لم تتوفر نسقطه من القائمة.
المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية لا يقرأ ولا يكتب، ولم يسع حتى الآن لمحو أميته، فهل يعني ذلك أنه لم يقدم لوناً غنائياً أعجب أديبنا الكبير نجيب محفوظ وتحمس له. حتى أن عبد الحليم عام 76 أي قبل رحيله بنحو عام، حرص على أن يستمع إليه في الفندق الذي يغني فيه، بل غنى أيضاً مع عدوية (السح الدح إمبوه)، وظل عبد الحليم في حياته ينكر ذلك إلا أنها الحقيقة التي أقر بها الجميع بعد رحيله.
هل تستمر «البامية شوكتني»، محققة كل هذه الأرقام القياسية، والنجاح الطاغي في الفضائيات وعلى «السوشيال ميديا»؟ لا أتصور، ولا تتعجب أيضاً، لو أن الحاجة نبيلة فاجأتنا في مطلع 2023 بالجزء الثاني من أغاني الريف الجميل النقي «الملوخية زحلقتني»!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني» «الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon