توقيت القاهرة المحلي 06:25:24 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«الملوخية زحلقتني} بعد «البامية شوكتني»!

  مصر اليوم -

«الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني»

بقلم - طارق الشناوي

كل عام وأنتم طيبون، مع كل إطلالة عام جديد، نلمح أغاني تنتشر دون أن يتعمد أحد، على المقابل هناك أغان تندثر دون أن يقصد أحد.
ظهرت مثلاً قبل أشهر قلائل «البامية شوكتني»، ومعها الحاجة نبيلة، الفلاحة التي تبلغ من العمر ستين عاماً، إلا أنها صارت نجمة في الإعلام مصرياً وعربياً، رددنا لها تلك الأغنية الفولكلورية، التي تملك حساً فطرياً، ولا تنسبها لكاتب أو ملحن، إنه فقط الوجدان الشعبي الذي حقق لها كل هذا الذيوع، لا أنكر أن هناك من استثمر الحاجة نبيلة باعتبارها ورقة ينتظرها الناس، وتلك هي شريعة الإعلام في كل الدنيا.
بين الحين والآخر نجد أغنية تسرق الكاميرا، سبقتها أغنية «أنتش وأجري»، واعتبرها البعض عنواناً للتردي والإسفاف والرذيلة، كثيراً ما نسارع بإطلاق هذه الاتهامات العشوائية، خاصة عندما نعجز عن تفسير النجاح الطاغي، المطرب الذي أطلق على نفسه «ويجز الغلابة»، يقصد أنه الوجه المتوفر بأسعار قليلة، لمطرب الراب الشهير، ولأن حفلات ويجز «الأصلي»، الذي شارك مؤخراً في حفل ختام «المونديال» بالدوحة، تحتاج إلى قدرة شرائية أكبر وتخاطب شريحة ثقافية أعلى، صار هو «ويجز الغلابة»، لا توجد كلمات مفهومة في «أنتش»، سوف تسقط كالعادة من الذاكرة بعد قليل، مثل أغنية سبقتها «المعزة شيماء»، والتي أصبحت أثناء التصوير «بطة»، المطرب يحمل اسم شهرة «يوسف سوستة».
علينا أن نجيد التعامل مع تلك الأغاني التي لها مذاق النكتة، ولا ينبغي أن ندخل مع النكتة في معركة حياة وموت.
التجربة أثبتت، أنه بعد قليل ستظهر نكتة أخرى تسرق الضوء والاهتمام، شغلنا الفضاء الإعلامي بمعارك ضد أغاني فرضت نفسها بقوة جماهيرية مثل «الراب»، وقبلها «المهرجانات»، من حق نقابة الموسيقيين أن يرفض عدد من أعضائها الاستماع إليها، ولكن لا يخول لهم القانون أبداً مصادرتها ومطاردة مطربيها، وكثيراً ما نجد أن كبار شيوخ المهنة ممن نطلق عليهم «أسطوات»، هم الذين يبدأون في إطلاق زخات من النيران على المختلف معهم.
دائماً هناك رفض لكل ما هو جديد، كان الأديب الكبير عباس محمود العقاد في مطلع الستينيات رئيساً للجنة الشعر في وزارة الثقافة المصرية، وتقدم كل من صلاح عبد الصبور وأحمد عبد المعطي حجازي بأشعارهما لمسابقة أقامتها الدولة، وكان رأيه أن تحول أوراقهما إلى لجنة النثر.
لم يستطع العقاد أن يتذوق هذا اللون الجديد، ولم يعتبره حتى يقع تحت طائلة قانون الشعر، هذا من حقه، إلا أن المصادرة ليست من حق أحد، كل زمن له مذاقه، قطعاً لا توجد مقارنة بين أغاني المهرجانات أو الراب والشعر الحديث، إلا أن المعنى العميق، أن الإنسان في العادة حتى كبار المبدعين، من الممكن أن يناصبوا العداء للجديد.
هل بالضرورة هناك مواصفات نموذجية محددة للفنان، إذا لم تتوفر نسقطه من القائمة.
المطرب الشعبي الكبير أحمد عدوية لا يقرأ ولا يكتب، ولم يسع حتى الآن لمحو أميته، فهل يعني ذلك أنه لم يقدم لوناً غنائياً أعجب أديبنا الكبير نجيب محفوظ وتحمس له. حتى أن عبد الحليم عام 76 أي قبل رحيله بنحو عام، حرص على أن يستمع إليه في الفندق الذي يغني فيه، بل غنى أيضاً مع عدوية (السح الدح إمبوه)، وظل عبد الحليم في حياته ينكر ذلك إلا أنها الحقيقة التي أقر بها الجميع بعد رحيله.
هل تستمر «البامية شوكتني»، محققة كل هذه الأرقام القياسية، والنجاح الطاغي في الفضائيات وعلى «السوشيال ميديا»؟ لا أتصور، ولا تتعجب أيضاً، لو أن الحاجة نبيلة فاجأتنا في مطلع 2023 بالجزء الثاني من أغاني الريف الجميل النقي «الملوخية زحلقتني»!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني» «الملوخية زحلقتني بعد «البامية شوكتني»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 23:46 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم
  مصر اليوم - انتعاشة فنية لـ حنان مطاوع بـ 3 مسلسلات وفيلم

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon