توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

النجاح = جعفر والوصاية!

  مصر اليوم -

النجاح  جعفر والوصاية

بقلم - طارق الشناوي

أستطيع أن أقرأ بضمير مستريح أن النجاح الطاغى كان من نصيب مسلسلى (جعفر العمدة) و(تحت الوصاية)، مع اختلاف الدرجة وأسلوب التعبير.. هناك لمحات عامة بين المسلسلين، أهمها أن مفتاح الشفرة يملكه المخرج: في (جعفر) محمد سامى، وفى (الوصاية) محمد شاكر خضير.

القدرة على نسج تفاصيل الحدث الدرامى الذي يدفعك لانتظار الحلقة القادمة بلهفة، سامى يلجأ دائما إلى القفلة الحراقة التي تفتح العديد من الأبواب، يستطيع أن يعثر دائما على منطق فيما يبدو ظاهريا أنه خارج المنطق، سامى يترك مساحة للشخصية تتجاوز الاحتمالات النظرية المقيدة بما تملكه من إمكانيات مباشرة مثل: (صفصف) التي تخطط للانتقام لابنها ضعيف الشخصية والحيلة سيد العمدة (أحمد فهيم) من طليقته، أو إيمان العاصى التي تقتل بكل أريحية وهدوء وقناعة، الأخوان (دياب) شيرين وخالد مع المخرج خضير خططوا للحبكة برؤية أكثر واقعية، الشخصيات بنسبة كبيرة تتحرك وفقا لبنائها الفكرى والاجتماعى والنفسى، بعيدا عن الحلول الدرامية الخارقة.

كل منهما- أقصد المخرجين (سامى وخضير)- لديهما قدرة استثنائية على تسكين الممثلين في أدوار تضع الممثل في أقصى حالات الوهج، كل منهما سيقدم ممثلا أو أكثر في مكانة أخرى بعد نهاية العرض، رغم أنها لم تكن التجربة الأولى مثل: أحمد فهيم ومنة فضالى وجورى بكر (العمدة).. رشدى الشامى وعلى صبحى وخالد كمال وأحمد عبدالحميد، وعمر شريف في (الوصاية). البطل الذي يملك القدرة على الجذب رأس الحربة (الهداف)، وهكذا الممثلة منى زكى المعجونة إبداعًا، التي تؤدى الشخصية بكل أبعادها، حتى طريقة الخطوة محسوبة بدقة، الانكسار لا يعنى الضعف ولكنه يمنح الشخصية فيضًا من المقاومة.

محمد رمضان خطط مع المخرج تفاصيل اللزمات للشخصية، التي تتوافق مع ثقافتها، مخارج الألفاظ والعزة بالنفس والقدرة على الدخول في معارك تتكئ على القوى الجسدية وتحصد تصفيق الجمهور.

الحالة الميلودرامية الشعبية التي نسجها سامى تنتقل برؤية حادة بين الأبيض والأسود، الفرح والحزن، العقل والجنون، الثلج والنار.. على الجانب الآخر يصبح انقلاب الموقف لصالح منى زكى في النهاية هو المكافأة التي تنالها بناء على رغبة الجمهور، مسلسل (الوصاية) يقف على حافة ما يعرف بـ«الديسوتوبيا» (المدينة الفاسدة) عكس «اليوتوبيا» (المدينة الفاضلة).. دائما كان هناك ملمح بياض وأمل في عز الظلام الحالك يمنح البطلة والجمهور أملًا.

سامى من اللحظة الأولى كان يعلم أنه لا يقدم مفاجأة في حل اللغز، لم يقل صراحة إن سيف- (أحمد داش) ابن محمد رمضان، ولكنه جعلك تميل إلى ذلك، ولعب بقوة على الحبكة.. كيف أصبح سيف ابن جعفر؟.

الشخصيات سوف تتطهر من الانحراف، لديكم البحارة مع منى زكى تحولوا 180 درجة، رسالة صارت الدراما ملتزمة بها نظرا لتلك الأحكام الأخلاقية التي تسيطر على المنظومة كلها. أكتب قبل عرض الحلقة الأخيرة من (جعفر).. أتصور أنه سيعلنها صريحة قبل نهاية الحلقات إرضاء للجمعيات والمنظمات والهيئات النسائية، أن أكبر غلطة يرتكبها الرجل هي التعدد.

المسلسلان وصلا للذروة في رمضان، مع إدراكى أن النجاح الطاغى لجعفر بحكم العديد من التفاصيل أكبر، فهى دراما النغمة الشعبية يرددها بسهولة الجمهور ولا يكف عن ترديدها، بينما مع (الوصاية) تتسع دائرته الجماهيرية مع كل حلقة، هناك فارق في أسلوب التعبير.. مسلسل (الوصاية) يدفع المتفرج للنشوة مرددا بقلبه: الله الله.. مشاهد (جعفر) يصفق بيده ويرقص بجسده ويهتف بأعلى صوته: الله الله!!.

الاثنان أثارا الإعجاب، كلٌّ بطريقته، الدرس في الحالتين أن المخرجين أجادا قراءة الجمهور، وهو درس عملى لكل من فشل في فك شفرة الجمهور!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

النجاح  جعفر والوصاية النجاح  جعفر والوصاية



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon