توقيت القاهرة المحلي 04:20:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

سياسة القفزة قفزة

  مصر اليوم -

سياسة القفزة قفزة

بقلم - طارق الشناوي

كنت أريد أن أكتب عن العلاقات الثقافية والفنية الضاربة في الجذور بين مصر والسعودية، مستشهداً بالصداقة التي جمعت بين سيدة الغناء العربي أم كلثوم، والشاعر الأمير عبد الله الفيصل، غنت له كوكب الشرق رائعتيه «ثورة الشك» و«من أجل عينيك»، حتى أنه أوصى ورثته بأن يسمحوا لها بأن تنهل ما تشاء من دواوينه، إلا أنه عاش بعدها أكثر من ثلاثين عاماً. هل العلاقات المصرية السعودية تحتاج إلى ذكر أمثلة؟ الإجابة القاطعة أن كل المواقف السابقة واللاحقة شاهدة عليها.
ما أريد التوقف عنده، ما نراه من إنجاز فني وثقافي وترفيهي بالسعودية يتحرك بقفزات متلاحقة.
يرى كُثر أن البناء الصحيح يتطلب أن تضع حجراً فوق حجر، بتمهل وتأنٍ، قطعاً الدقة مطلوبة، ولكن لو كانت لديك القدرة على الحركة السريعة دون أن تحدث خللاً في المنظومة، فلماذا تتبع سياسة «الخطوة خطوة»؟ الشيء المعلن دوماً أن الناس لن تتقبل التغيير الجذري بسهولة، إلا أن ما حدث على أرض الواقع في المملكة العربية السعودية، وتحديداً في الاتجاهات الثلاثة؛ الثقافة والفن والترفيه، كان عبارة عن قفزات بمعدلات غير مسبوقة، قبل أن تلتقط أنفاسك في الأولى تلاحقك الثانية، وهكذا تتعدد النجاحات القائمة في الواقع على قراءة صائبة للإنسان السعودي، المتعطش دوماً إلى الإبداع، وأيضاً إلى هؤلاء الذين يجيدون القراءة الصحيحة للمشاعر التي تتحين الفرصة للتعبير.
كانت تلك هي قراءة ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، في كل الملفات المتعلقة بالدولة، سأكتفي بجناحي التغيير اللذين يحلقان لأعلى من خلال وزارة الثقافة، التي يتولاها الأمير بدر بن عبد الله بن فرحان، وهيئة الترفيه، التي يقودها المستشار تركي آل الشيخ (أبو ناصر).
حالة من النشاط المتلاحق، «مهرجان البحر الأحمر» أنجز بنجاح دورته الثانية نهاية العام الماضي، وبدأ الاستعداد للثالثة - يوجد بجناح كله نشاط وحيوية في المهرجانات الكبرى مثل «كان» و«فينيسيا» و«برلين» - السينما السعودية أصبحت لديها مساحة دائمة في كل المهرجانات العربية، استطاع «البحر الأحمر» بإدارة المنتج السعودي محمد التركي في غضون عامين أن يلفت إليه أنظار العالم، ووجد مع الناس في الشارع، وقفت الرقابة السعودية داعمة لهذا الهامش من المرونة في تقبل الآراء والثقافات المختلفة، كما أن البعد العربي لم يغِب أبداً عن الفعاليات التي تضمنت تكريمات وأيضاً ترميماً لعدد من الأفلام.
المناخ داخل المملكة جاذب لرؤوس الأموال، لتشارك في بناء دور العرض لتصبح السعودية هي المحطة الرئيسية في الشرق الأوسط، لاستقبال الأفلام الكبرى في العالم، وهناك أيضاً المهرجان الوطني للأفلام السعودية برئاسة الفنان أحمد الملا، الذي يساهم بقسط وافر، في تطوير الصناعة من خلال دعم الأفكار الجريئة، التي تحلق بعيداً عن الصندوق.
ويبقى الحديث عن هيئة الترفيه وطموحاتها المتعددة التي لا تعرف التوقف عند ذروة، بل في لحظات تكتشف أن الذروة صارت سفحاً تولد منه ذروة أخرى، كان آخر ما شاهدته بالرياض هو حفل تكريم الفنان الكبير طلال مداح، الذي ظل رافعاً اسم الفن الخليجي والسعودي حتى اللحظة الأخيرة، لاقى وجه ربه وهو يغني على المسرح، قدمت عنه أمسية لا تنسى حملت اسم «صوت الأرض».
تتبنى هيئة الترفيه تأسيس حالة إبداعية، من نشاط غنائي ومسرحي وسينمائي، لا يعرف التقاط الأنفاس، لا يراهن فقط على كبار النجوم، ولكن هناك دائماً مساحة للشباب، يقلب في صفحات الماضي المشرقة، ويضيف إليها صفحات جديدة لا تقل عنها إشراقاً.
الإبداع لا ينتعش إذا لم يكن هناك من يقف على الشاطئ الآخر ينتظر بلهفة وشغف وإعجاب.
ما تحقق على أرض الواقع هو قراءة عميقة لرغبات الناس، تعانقت مع إيقاع الجمهور، بات الكل يترقب، وعلى الموجة نفسها، ومن قفزة إلى قفزة!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سياسة القفزة قفزة سياسة القفزة قفزة



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 23:13 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل
  مصر اليوم - بايدن يعلن التوصل إلى إتفاق وقف النار بين لبنان وإسرائيل

GMT 10:36 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته
  مصر اليوم - أطعمة ومشروبات تساعد في علاج الكبد الدهني وتعزّز صحته

GMT 09:58 2024 الثلاثاء ,26 تشرين الثاني / نوفمبر

اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان
  مصر اليوم - اندلاع حريق ضخم في موقع لتجارب إطلاق صواريخ فضائية في اليابان

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 04:48 2019 الإثنين ,08 إبريل / نيسان

أصالة تحيى حفلا في السعودية للمرة الثانية

GMT 06:40 2018 الأحد ,23 كانون الأول / ديسمبر

محشي البصل على الطريقة السعودية

GMT 04:29 2018 الخميس ,15 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشّف حقيقة مشاركتها في الجزء الثالث من "كلبش"

GMT 19:36 2018 الأحد ,22 إبريل / نيسان

تقنية الفيديو تنصف إيكاردي نجم إنتر ميلان

GMT 13:02 2018 الإثنين ,02 إبريل / نيسان

علماء يكشفون «حقائق مذهلة» عن السلاحف البحرية

GMT 20:26 2018 السبت ,31 آذار/ مارس

إيران توقف “تليجرام” لدواع أمنية

GMT 22:47 2018 الجمعة ,09 شباط / فبراير

مبابي يغيب عن نادي سان جيرمان حتى الكلاسيكو

GMT 21:12 2018 الأحد ,28 كانون الثاني / يناير

الزمالك يحصل على توقيع لاعب دجلة محمد شريف
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon