توقيت القاهرة المحلي 13:00:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صرخة موسيقار «سره الباتع»

  مصر اليوم -

صرخة موسيقار «سره الباتع»

بقلم - طارق الشناوي

عندما لا يملك المظلوم سوى الصراخ من الألم، فلا يمكن أن نلومه، علينا أن ننصت إلى صراخه، ونحاول تضميد جراحه، وهكذا استيقظنا قبل يومين على الغضب العارم الذي باح به الموسيقار راجح داود، بعد اكتشافه أنه يتم الاعتداء على إبداعه في مسلسل «سره الباتع».
الموسيقى التصويرية ليست شيئاً إضافياً للعمل الفني، بل هي تولد معه في نسيج واحد، ظلت الموسيقى مصاحبة للشريط السينمائي منذ اختراع السينما في العالم، قبل حتى أن تتعلم النطق.
في زمن السينما الصامتة منذ نهاية القرن التاسع عشر 1895 وحتى عام 1927 مع بداية الأفلام الناطقة، كانت دور العرض تستعين بفرقة موسيقية داخل دار السينما، لمتابعة الشريط المعروض بالتعبير الموسيقي، عن المواقف المتباينة في الدراما سواء الحب أو الخوف أو الكره، لغة الموسيقى قادرة على الوصول مباشرة للوجدان، وهكذا ارتبط فن السينما الوليد بالموسيقى، وظل كذلك في مختلف الوسائط الفنية، وهكذا صار لدينا موسيقيون متخصصون في إيجاد المعادل المسموع للرؤية البصرية.
في عالمنا العربي تابعنا العديد من هؤلاء المبدعين، وواحد من أهم هؤلاء الموسيقار راجح داود، الذي ارتبط برصيد كبير من الأفلام والمسلسلات الهامة في العقود الثلاثة الأخيرة، ومن بينها أفلام «الكيت كات» و«أرض الخوف» و«بحب السيما» وغيرها.
أعلن راجح على «فيسبوك» غضبه بسبب ما اعتبره انتهاكاً لحقوقه الأدبية والقانونية، اكتشف راجح أن مخرج المسلسل خالد يوسف يستعين بمقاطع قديمة له قدمها مع نفس المخرج في فيلم «الريس عمر حرب»، الذي عرض قبل نحو 15 عاماً، التقط بعض المدققين عدداً منها ووجدوا تطابقاً بين العملين، وامتلأت بها «السوشيال ميديا» وتلقى راجح انتقاداً قاسياً من الجمهور، بأنه يكرر نفسه ويسطو على نفسه، ناعتين إياه بأنه أفلس، ولم يعد لديه ما يضيفه.
حاول راجح أن يثني المخرج عن ذلك، ولكنه لم يتوقف، بحجة أنها لا تعد سرقة، فهو يأخذ من عمل إبداعي منسوب له كمخرج ولراجح كواضع موسيقى تصويرية، ولم تتوقف الاتهامات عند حدود أنه يعيد تدوير دفاتره القديمة، حتى اكتشف أنه تتم الاستعانة بموسيقى أخرى ليست له، مما يعد سرقة فنية صريحة، وهو ما دفعه لإعلان موقفه وتبرئة ساحته، فهو ليس فاعلاً للسرقة ولكنه مفعول به.
البعض سارع باتهامه أنه يوجه دائرة الاهتمام إلى خلاف شخصي مع المخرج بعيداً عن العمل الفني، مما يؤثر بالسلب على المسلسل.
من يعرف داود يدرك أنه بطبيعة تكوينه الشخصي مبتعد تماماً عن «الميديا» ويضع دائماً إبداعه بعيداً عن مرمى الإعلام، إلا أنه هذه المرة كان في حالة دفاع شرعي عن النفس، فهو أول من يتلقى الاتهامات بالإفلاس والسرقة، ولأن العمل الفني أمام الرأي العام فكان ينبغي أن يقدم أيضاً دفاعه للرأي العام.
ومع الزمن سوف تطرح قضايا مماثلة عن أحقية الاستعانة بعمل فني قديم لنفس الفنان، وهو ما يمكن تفهمه في حالات استثنائية، أتذكر منها عند رحيل فريد الأطرش عام 74 وكانت وردة تجري بروفات أغنية «كلمة عتاب» ولم يكن فريد قد انتهى من تلحين المقدمة، فقرر بليغ حمدي أن يستعين بموسيقى لفريد في عدد من أغنياته السابقة ومزج بينها، وهو - كما ترى - ظرف خاص وغير قابل للتكرار.
في رواية يوسف إدريس «سره الباتع» تناول كاتبنا الكبير تلك الأوهام التي نتناقلها ونصدقها، وراجح لم يفعل شيئاً سوى أنه فضح الأوهام.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صرخة موسيقار «سره الباتع» صرخة موسيقار «سره الباتع»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 00:26 2021 الأربعاء ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

كريستيانو رونالدو يضيف لسجله أرقاماً قياسية جديدة

GMT 10:18 2020 الجمعة ,26 حزيران / يونيو

شوربة الخضار بالشوفان

GMT 08:15 2020 الثلاثاء ,09 حزيران / يونيو

فياريال يستعين بصور المشجعين في الدوري الإسباني

GMT 09:19 2020 الجمعة ,24 إبريل / نيسان

العالمي محمد صلاح ينظم زينة رمضان في منزله

GMT 09:06 2020 الأربعاء ,22 إبريل / نيسان

تعرف علي مواعيد تشغيل المترو فى رمضان

GMT 12:50 2019 الثلاثاء ,31 كانون الأول / ديسمبر

علالو يؤكّد الجزائر "تعيش الفترة الأهم في تاريخ الاستقلال"

GMT 04:46 2019 الأحد ,29 كانون الأول / ديسمبر

اتجاهات ديكور المنازل في 2020 منها استخدام قطع أثاث ذكي

GMT 00:42 2019 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

بدء تصوير فيلم "اهرب يا خلفان" بمشاركة سعودية إماراتية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon