توقيت القاهرة المحلي 08:21:04 آخر تحديث
  مصر اليوم -

في «برلين» يعلو صوت السياسة وفريد الأطرش

  مصر اليوم -

في «برلين» يعلو صوت السياسة وفريد الأطرش

بقلم - طارق الشناوي

الأفلام تتلاحق في مهرجان «برلين»، ولا تسمح بأي مساحة أخرى، رغم أن صوت السياسة كان يعلو بين الحين والآخر مسيطراً على المشهد، فإننا في النهاية نبحث عن السينما ونعثر أيضاً عليها.
نضبط جميعاً معشر الصحافيين والنقاد الساعة بالدقيقة والثانية على موعد عروض الأفلام، تلقى الوفد المصري دعوة رسمية من السفير النشط العاشق للثقافة، الأستاذ خالد جلال للقاء، وكان معنا حسين فهمي، الذي يحضر بصفته رئيساً لمهرجان القاهرة، ومعه فريق العمل لاختيار أفلام من تلك التي حظي بها «برلين» تصلح للعرض في «القاهرة».
وهو ما تفعله العديد من المهرجانات مثل «البحر الأحمر»، حيث يوجد عدد من مبرمجي المهرجان، وأيضاً «مالمو» يتابع الأفلام المخرج محمد القبلاوي رئيس ومؤسس المهرجان وغيره.
في حفل عشاء السفارة المصرية انطلق حسين فهمي ليروي الكثير من الذكريات، وبينها حكايته مع فريد الأطرش، شاركه آخر أفلامه «نغم في حياتي»، الذي عرض عام 75 بعد رحيل فريد ببضعة أشهر. قال حسين: «في البداية لم أكن متحمساً للدور رغم حبي لفريد، لأنه في النهاية فيلم للموسيقار الكبير، ولكن اتصل بي وطلب مني أن أشاركه البطولة قائلا: (هذا هو آخر أفلامي يا حسين)، والغريب أن السيناريو صنع على هذا النحو، ومخرج الفيلم هنري بركات وهو أحد أهم المخرجين في عالمنا العربي، تحسباً لما يمكن أن يحدث، كان يضع تفاصيل في السيناريو تتضمن الخطة البديلة في حالة رحيل فريد، وتسلمنا جميعاً النسختين، وبعلم فريد الذي لم يكن يخفي عن أحد، أن هذا الفيلم هو آخر إطلالة له على الدنيا، وتقبَّل الأمر ببساطة وقناعة ورضا، وطلب في وصيته لنا أن يشيع جثمانه في مصر، ويدفن بجوار شقيقته أسمهان.
طلب بركات من فريد أن يذهب للمطار ويصوره وهو يشير بيديه للوداع، ثم قدَّم لقطة لطائرة تحلق في السماء، ولم تكن تلك اللقطات في السيناريو الأول (في حالة بقاء فريد على قيد الحياة) أو في الثاني الذي كان سيتم تنفيذه بعد الرحيل، علمت فيما بعد أن بركات وضع سيناريو ثالثاً لم يفكر فيه أحد، وهو أن يكمل فريد تصوير الفيلم، ولكنه يرحل قبل عرضه الجماهيري، وهو ما حدث بالفعل، لتصبح تلك اللقطات هي بالفعل القادرة على كسر الحاجز الوهمي بين الشاشة والجمهور، وكانت الناس تبكي بعدها وهم يغادرون دار العرض».
عدد من الفنانين قدموا أعمالهم مدركين أن تلك هي آخر أنفاسهم على الشاشة، نجيب الريحاني في «غزل البنات» طلب من ليلى مراد أن يلتقي معها، عندما تصادف أن وجدا في مصعد العمارة قائلاً لها: «عايزين نمثل فيلم مع بعض قبل ما أموت»، وبالفعل تحمَّس أنور وجدي وكتب السيناريو، وأعاد أنور المونتاج الأخير، لأن نجيب لم يكمل كل اللقطات، وشاهدناه وبكينا معه وهو يردد وعيونه تبكي «عيني بترف» مع ليلى مراد في أروع «دويتو» أحببناه من فرط صدقه، لأنه يجمع بين البسمة والدمعة.
أحمد زكي في فيلم «حليم» آخر عمل فني لعب بطولته، وعرض أيضاً بعد رحيله، كان المخرج شريف عرفة قد وضع سيناريو بديلاً، وأحمد زكي كان مدركاً ذلك، ولهذا وافق على مشاركة ابنه هيثم التمثيل لأول مرة، رغم أنه كان في البداية معترضاً على احترافه تلك المهنة، المخرج شريف عرفة قال لي إنه أحياناً، خوفاً من إجهاد أحمد، كان يضطر إلى تغيير بعض المشاهد، وفي لقطة كان ينبغي أن نرى فيها أحمد زكي يجري لاهثاً في المستشفى للحاق بحبيبته، ولم تكن حالته الصحية تسمح بذلك، ولم يستطع أحمد سوى المشي سريعاً، وارتضى شريف بهذا القدر، ولكن أحمد زكي طلب الإعادة ليجري في ردهات المستشفى وكأنه لا يعاني من قسوة المرض، بل آخر مشاهد صورها كان قد فقد تماماً قدرته على الإبصار، وفي النهاية لاستكمال الفيلم استعان عرفة بالسيناريو البديل، بعد الرحيل، النجوم الكبار لا يغادرون الميدان حتى اللحظة الأخيرة، وهكذا الريحاني وفريد وزكي.
خدعوك فقالوا في مهرجان «برلين» لا صوت يعلو على السياسة، الحقيقة أن هذه الدورة التي تحمل رقم «73» أثبتت أن صوت فريد الأطرش لا يزال يعلو على الجميع.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

في «برلين» يعلو صوت السياسة وفريد الأطرش في «برلين» يعلو صوت السياسة وفريد الأطرش



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon