توقيت القاهرة المحلي 20:18:05 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«حتى فساتينى التى أهملتها»

  مصر اليوم -

«حتى فساتينى التى أهملتها»

بقلم - طارق الشناوي

بين العمل الفنى والمتلقى اتفاق ضمنى، شرطه الأول أننا بصدد حالة افتراضية، رقعة نتواجد عليها، فى إطار قواعد اللعبة، ولا ننتظر أبدًا قناعة عقلية ولكن قناعة وجدانية.

وصلتنى رسالة غاضبة من قارئ له عتاب قديم لمطربه المفضل حسين الجسمى لأنه يغنى (أما براوة براوة)، وهى واحدة من أشهر وأحلى أغنيات نجاة، كتبها فى السبعينيات الشاعر مرسى جميل عزيز ولحنها محمد الموجى لكى تغنيها امرأة، تساءل القارئ: كيف يجرؤ الجسمى؟، وتناسى، مثلًا، أن محمد منير فعلها قبله وغنى (حارة السقايين)، التى رددتها قبل ستين عامًا شريفة فاضل، بينما الكلمات التى كتبها حسين السيد، ولحنها منير مراد، تعبر عن مشاعر امرأة تحذر رجلًا يحاول مغازلتها وتقول له (ليك ماضى كله سوابق / فى الحب مالكش أمان / وأنا عايزة حب حنين / مش حب يودى ليمان)، تعود الجمهور على التسامح مع هذا النوع من الغناء، والفيصل فى النهاية هو القدرة على تقمص الحالة، محمد منير كثيرًا ما فعلها، وعندما تعجبه أغنية لا يسأل هل يجوز أن يرددها رجل، هو فقط يعايش اللحن ثم يسجله، ثم يفكر فى الأغنية القادمة.

لديكم قصيدة الشاعر الكبير كامل الشناوى (لا تكذبى)، فى البداية لحنها محمد عبدالوهاب لتغنيها نجاة، وبعد التسجيل قال عبدالحليم لأستاذه عبدالوهاب: (أنا الأحق من نجاة)، الكلمات يجب أن ينطقها رجل، ورغم ذلك فإن القصيدة وبعد مرور قرابة 60 عامًا لا تزال لصيقة بصوت نجاة أكثر من عبدالحليم، وهناك من يعتقد أن الشاعر الكبير كتبها عن واقعة حقيقية، وأن بطلة القصة هى نجاة، مع الزمن اتضح أن كل هذه القراءات المتعسفة لا تمت للحقيقة بصلة قربى أو نسب ولكنها حكاية (فنكوش) مثل عشرات غيرها منتشرة على (النت).

من المفارقات قصيد ة (أيظن) لنجاة أيضًا، والتى غناها على العود ملحنها محمد عبدالوهاب، بينما صوت الجبل وديع الصافى فى إحدى الحفلات وكنت شاهدًا على تلك الواقعة قرر أن يقدمها لجمهوره، وجاء عند المقطع الشهير (حتى فساتينى التى أهملتها) وخجل أن يقول على الملأ (فساتينى) فأحالها إلى (سراويلى) فضجت القاعة بالضحك، لو تركها كما هى مثل عبدالوهاب، «هتعدّى» ولن تستوقف أحدًا.

بعض المشاعر قطعًا يجب أن ينطق بها رجل وأخرى لا ترددها سوى امرأة، إلا أن الأمر لا ينبغى أن يصل بنا إلى فرض قيود صارمة، سألوا مرة عبدالحليم حافظ عن الأغنية التى تمنى أن يرددها فاختار أيضًا أغنية نسائية (غريبة منسية)، وردد جزءًا منها.

طوال التاريخ لو راجعت كلمات أغلب أغانينا ستكتشف أننا نقول حبيبى بينما نقصد حبيبتى، لديكم مثلًا المطرب الشعبى عبدالغنى السيد له أغنية تنافست عليها كل راقصات مصر، بداية من تحية كاريوكا وهى (يا ولا.. يا ولا) الكلمات التى كتبها أبوالسعود الإبيارى ولحنها محمود الشريف تتغزل فى جسد المرأة، وعلى طريقة أولاد البلد يشبه مثلًا خدودها بالتفاح، وقدها بالياسمين، وصدرها بالرمان، وتفاصيل أخرى أكثر مباشرة، لا يجوز حاليًّا نشرها، ورغم ذلك يناجيها قائلًا (يا ولا يا ولا / ارحمنى يا ولا).

لم يتعد الجسمى الخطوط الحمراء عندما قال (قلة حبيبى ملانة / عطشانة يانا/ أروح له / ولا أروح / أشرب حدانا) يشرب ويمزمز حدانا أو حداهم هو حر.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«حتى فساتينى التى أهملتها» «حتى فساتينى التى أهملتها»



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 22:36 2024 السبت ,21 كانون الأول / ديسمبر

الأمير الحسين يشارك لحظات عفوية مع ابنته الأميرة إيمان

GMT 22:45 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

زينة تستعد للمشاركة في الدراما التركية

GMT 13:24 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات أروى جودة في 2024 بتصاميم معاصرة وراقية

GMT 19:37 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مروة صبري توجّه رسالة لشيرين عبد الوهاب بعد ابتزاز ابنتها

GMT 09:03 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

مدينة العلا السعودية كنزاً أثرياً وطبيعياً يجذب السائحين

GMT 10:20 2024 الثلاثاء ,17 كانون الأول / ديسمبر

إطلالات لا تُنسى لنادين نجيم في عام 2024

GMT 12:19 2018 الإثنين ,01 تشرين الأول / أكتوبر

مصر تحصد 31 ميدالية متنوعة مع ختام بطولتي الرماية

GMT 13:55 2018 السبت ,06 تشرين الأول / أكتوبر

الهلال يستضيف الزمالك في ليلة السوبر السعودي المصري

GMT 06:08 2024 الإثنين ,09 أيلول / سبتمبر

عطور نسائية تحتوي على العود

GMT 08:19 2022 الأحد ,25 كانون الأول / ديسمبر

أزمة الطاقة وسيناريوهات المستقبل

GMT 19:18 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

الطرق الصحيحة لتنظيف الأثاث الجلد

GMT 15:43 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon