توقيت القاهرة المحلي 19:04:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جزيرة غمام (الأيقونة)!

  مصر اليوم -

جزيرة غمام الأيقونة

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر التقى واقعيا، أو عبر الوسائط الاجتماعية، صديقى عبدالرحيم كمال، أقول له لك ذروة قدمتها عام 2012 (الخواجة عبدالقادر)، ومن المستحيل لمبدع أن يتجاوز نفسه، وعلى الجمهور أيضا أن يتوقف عن ترقب الأعلى، حتى جاءت (جزيرة غمام) فأصبح لكاتبنا الكبير ذروتان.

(جزيرة غمام) تملك سحرا خاصا، يقف خلفه مخرج موهوب حسين المنياوى، ينسج في أعماله التفاصيل بالصورة والصوت وأداء الممثلين، ومعه مدير التصوير إسلام عبدالسميع، ومهندس الديكور أحمد عباس، تسكين جيد جدا للأدوار، وهكذا يتألق طارق لطفى ومى عزالدين وأحمد أمين ورياض الخولى وميار الغيطى ومحمود البزاوى ومحمد جمعة وعبدالعزيز مخيون وفتحى عبدالوهاب وأحمد ماجد، أدخلهم المخرج داخل الحالة فتلبستهم.

كل لمحة لها مردود ومنطق، وهكذا تابعنا الجزيرة مع (التترات) التي أعادت لنا صوت على الحجار، وهو أهم مطرب أنجبته (أم الدنيا) يملك بجوار إمكانياته الصوتية قدرة على التطويع الدرامى، الممثل داخل (الحجار) يستطيع التعبير من خلال نبرة الصوت، وهكذا يحصل المشاهد على تأشيرة الدخول إلى (الجزيرة) بختم على الحجار وموسيقى شادى مؤنس.

الجزيرة بقعة محددة، الزمان قبل مائة عام، والمكان أرض مطلة على البحر، إلا أنها إبداعيا حطمت جدارى الزمان والمكان، وراهنت على الإنسان، الذي يعيش بداخله الملاك والشيطان، وجسد الشيطان طارق لطفى والملاك أحمد أمين، لكن حتى الملاك ولأنه أساسا بشر، فلقد استسلم للغواية في نهاية الأمر.

المعجزة ليست خرافة، لكن داخل كل إنسان قوة غير محدودة، لو وثق فيها تبرق وتحطم كل الحجب والأسوار، وهكذا استطاع (عارف)، أحمد أمين، الشخصية النورانية أن ينفذ من السور ومعه مجموعة من الأطفال، وهم المعادل الموضوعى للنقاء والفطرة، أهل (غمام) شهود على المعجزة، ورغم ذلك هناك من يتشكك.

رياض الخولى (المستبد العادل)، يحكم على الناس بعد أن منحوه السلطة، هو يرنو للعدالة، لكن بين الحين نرى الكفة وهى تميل.

داخل المسجد خطابان متناقضان فتحى عبدالوهاب، يبيع الدين ويعتبر صندوق النذور هو مورد رزقه، بينما يمثل أحمد أمين الجانب الروحى في الدين، ولا يسلم من الغواية.

طرح البحر يرسل مع السمك، أيضا البشر، الغجر ليسوا فقط طقوسا لقراءة الودع والرقص والغواية، إنه الإنسان غير المكبل بكل المحددات الدينية والاجتماعية والأخلاقية التي تخفى الحقيقة تحت ماكياج صارخ، إنها الغريزة على فطرتها، منحها الكاتب ملامحها الإنسانية.

هناك مسافات الكل قطعها حتى يصل إلى هذا الوميض الإبداعى، الشاشة تنضح، في كل تفاصيلها، بروح الجماعة، وهو شفرة النجاح، وآفة دراما التليفزيون هي في التفرد من خلال ترزى يكتب لشخصية محورية، هذه المرة تستطيع أن تجد كل الشخصيات محورية، طارق لطفى في رهانه وأيضا تقمصه فهو الشيطان.

لكنه ليس كما رأينا شياطين يوسف وهبى وعادل أدهم وعادل إمام، الماكياج لعب دورا إلا أن الإحساس الذي قدمه طارق هو الأقوى، أيضا مى عز الدين، التي لم تكن الترشيح الأول، لكنها الأصدق والأعمق، برغم أنها نظريا تبدو بعيدة تماما، وهنا قدرة المخرج على قراءة إمكانيات الممثل المستترة، وهو ما ينطبق على رياض الخولى وأحمد أمين، كما أن المنتج تامر مرسى لم يبخل على العمل الفنى.

مسلسل يعيش مع الزمن، حطم قيد الحكاية، مثلما حطم الزمان والمكان، ليحكى عن الإنسان يروى قصته وقصتى وقصتك!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة غمام الأيقونة جزيرة غمام الأيقونة



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 04:18 2024 الخميس ,12 أيلول / سبتمبر

مبابي يرفض وساطة لحل أزمته مع ناصر الخليفي

GMT 00:03 2024 الإثنين ,15 إبريل / نيسان

على ماهر يمنح لاعبى المصرى راحة سلبية 48 ساعة

GMT 05:36 2018 الأربعاء ,12 كانون الأول / ديسمبر

القهوة تحمي من الإصابة بالشلل الرعاش والخرف

GMT 16:23 2018 الإثنين ,07 أيار / مايو

‏فضل صلاة النافلة

GMT 01:43 2018 الخميس ,26 إبريل / نيسان

عصام عبد الفتاح يهاجم النادي الأهلي

GMT 00:28 2014 الثلاثاء ,08 تموز / يوليو

بامية ويكا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon