توقيت القاهرة المحلي 11:36:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جزيرة غمام (الأيقونة)!

  مصر اليوم -

جزيرة غمام الأيقونة

بقلم - طارق الشناوي

بين الحين والآخر التقى واقعيا، أو عبر الوسائط الاجتماعية، صديقى عبدالرحيم كمال، أقول له لك ذروة قدمتها عام 2012 (الخواجة عبدالقادر)، ومن المستحيل لمبدع أن يتجاوز نفسه، وعلى الجمهور أيضا أن يتوقف عن ترقب الأعلى، حتى جاءت (جزيرة غمام) فأصبح لكاتبنا الكبير ذروتان.

(جزيرة غمام) تملك سحرا خاصا، يقف خلفه مخرج موهوب حسين المنياوى، ينسج في أعماله التفاصيل بالصورة والصوت وأداء الممثلين، ومعه مدير التصوير إسلام عبدالسميع، ومهندس الديكور أحمد عباس، تسكين جيد جدا للأدوار، وهكذا يتألق طارق لطفى ومى عزالدين وأحمد أمين ورياض الخولى وميار الغيطى ومحمود البزاوى ومحمد جمعة وعبدالعزيز مخيون وفتحى عبدالوهاب وأحمد ماجد، أدخلهم المخرج داخل الحالة فتلبستهم.

كل لمحة لها مردود ومنطق، وهكذا تابعنا الجزيرة مع (التترات) التي أعادت لنا صوت على الحجار، وهو أهم مطرب أنجبته (أم الدنيا) يملك بجوار إمكانياته الصوتية قدرة على التطويع الدرامى، الممثل داخل (الحجار) يستطيع التعبير من خلال نبرة الصوت، وهكذا يحصل المشاهد على تأشيرة الدخول إلى (الجزيرة) بختم على الحجار وموسيقى شادى مؤنس.

الجزيرة بقعة محددة، الزمان قبل مائة عام، والمكان أرض مطلة على البحر، إلا أنها إبداعيا حطمت جدارى الزمان والمكان، وراهنت على الإنسان، الذي يعيش بداخله الملاك والشيطان، وجسد الشيطان طارق لطفى والملاك أحمد أمين، لكن حتى الملاك ولأنه أساسا بشر، فلقد استسلم للغواية في نهاية الأمر.

المعجزة ليست خرافة، لكن داخل كل إنسان قوة غير محدودة، لو وثق فيها تبرق وتحطم كل الحجب والأسوار، وهكذا استطاع (عارف)، أحمد أمين، الشخصية النورانية أن ينفذ من السور ومعه مجموعة من الأطفال، وهم المعادل الموضوعى للنقاء والفطرة، أهل (غمام) شهود على المعجزة، ورغم ذلك هناك من يتشكك.

رياض الخولى (المستبد العادل)، يحكم على الناس بعد أن منحوه السلطة، هو يرنو للعدالة، لكن بين الحين نرى الكفة وهى تميل.

داخل المسجد خطابان متناقضان فتحى عبدالوهاب، يبيع الدين ويعتبر صندوق النذور هو مورد رزقه، بينما يمثل أحمد أمين الجانب الروحى في الدين، ولا يسلم من الغواية.

طرح البحر يرسل مع السمك، أيضا البشر، الغجر ليسوا فقط طقوسا لقراءة الودع والرقص والغواية، إنه الإنسان غير المكبل بكل المحددات الدينية والاجتماعية والأخلاقية التي تخفى الحقيقة تحت ماكياج صارخ، إنها الغريزة على فطرتها، منحها الكاتب ملامحها الإنسانية.

هناك مسافات الكل قطعها حتى يصل إلى هذا الوميض الإبداعى، الشاشة تنضح، في كل تفاصيلها، بروح الجماعة، وهو شفرة النجاح، وآفة دراما التليفزيون هي في التفرد من خلال ترزى يكتب لشخصية محورية، هذه المرة تستطيع أن تجد كل الشخصيات محورية، طارق لطفى في رهانه وأيضا تقمصه فهو الشيطان.

لكنه ليس كما رأينا شياطين يوسف وهبى وعادل أدهم وعادل إمام، الماكياج لعب دورا إلا أن الإحساس الذي قدمه طارق هو الأقوى، أيضا مى عز الدين، التي لم تكن الترشيح الأول، لكنها الأصدق والأعمق، برغم أنها نظريا تبدو بعيدة تماما، وهنا قدرة المخرج على قراءة إمكانيات الممثل المستترة، وهو ما ينطبق على رياض الخولى وأحمد أمين، كما أن المنتج تامر مرسى لم يبخل على العمل الفنى.

مسلسل يعيش مع الزمن، حطم قيد الحكاية، مثلما حطم الزمان والمكان، ليحكى عن الإنسان يروى قصته وقصتى وقصتك!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جزيرة غمام الأيقونة جزيرة غمام الأيقونة



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 10:52 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة
  مصر اليوم - انطلاق الدورة الثانية من مهرجان الشارقة للسيارات القديمة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 10:38 2024 الأحد ,24 تشرين الثاني / نوفمبر

واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية
  مصر اليوم - واتساب يتيح تحويل الرسائل الصوتية إلى نصوص تشمل العربية

GMT 01:58 2021 الأربعاء ,01 أيلول / سبتمبر

البورصة المصرية تربح 31.4 مليار جنيه خلال شهر أغسطس

GMT 23:21 2020 الأربعاء ,26 آب / أغسطس

بورصة بيروت تغلق على تحسّن بنسبة 0.37%

GMT 13:08 2020 الإثنين ,24 شباط / فبراير

7 قواعد للسعادة على طريقة زينة تعرف عليهم

GMT 01:27 2018 الإثنين ,26 شباط / فبراير

باحثون يؤكدون تقلص عيون العناكب الذكور بنسبة 25%

GMT 15:46 2018 الأربعاء ,07 شباط / فبراير

كارل هاينز رومينيجه يشيد بسياسة هاينكس

GMT 12:17 2018 الجمعة ,02 شباط / فبراير

Mikyajy تطلق أحمر شفاه لعاشقات الموضة والتفرد

GMT 16:48 2018 الخميس ,25 كانون الثاني / يناير

المقاصة يسعى لاستعادة الانتصارات أمام الانتاج

GMT 14:39 2018 الإثنين ,22 كانون الثاني / يناير

"ثقافة أبوقرقاص" تنظم فعاليات في قرية الكرم وقصر الإبداع

GMT 01:22 2018 الإثنين ,01 كانون الثاني / يناير

العسيلي والليثي يطرحان أغنيتهما الجديدة "خاينة"

GMT 19:11 2015 الإثنين ,12 تشرين الأول / أكتوبر

مركز "محمود مختار" يستضيف معرض الفنان وليد ياسين

GMT 03:33 2017 الخميس ,09 تشرين الثاني / نوفمبر

دار VIDA للمجوهرات تطرح مجموعة جديدة لامرأة الأحلام
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon