توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سطلانة» وأخواتها!

  مصر اليوم -

«سطلانة» وأخواتها

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو أسبوعين احتلت أغنية «سطلانة» المقدمة في فضاء «السوشيال ميديا»، عبرت الحدود، صارت تتردد في العديد من الدول العربية، بأكثر من طريقة، الأغنية بالمناسبة محاطة بإطار شرعي قانوني، ولا يمكن اتهامها بالإسفاف.

انطلقت ضمن أحداث فيلم «بعد الشر»، الذي عرض قبل نحو شهرين، وحصل على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية، ولم يُثر وقتها «الإسكتش»، أي ردود أفعال غاضبة، شارك في أدائها مع بطل الفيلم علي ربيع، كل من المطربين الشعبيين عبد الباسط حمودة ومحمود الليثي وحمدي باتشان وحسن الخلعي، رأيت محاولات لتفسير سر النجاح، تعودنا على مثلها، كلما فوجئنا بظاهرة فنية لم نستطع العثور على أسباب موضوعية مباشرة، نبدأ في التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي.

في عقد الستينات مثلاً انتشرت أغنيات المطربة ليلى نظمي، التي درست الفن الشعبي أكاديمياً وحصلت على درجة «الدكتوراه»، اشتهرت لها أغنيات مثل «أمة نعيمة» و«ما أخدش العجوز أنا» و«ادلع يا عريس» وغيرها. شركة «صوت القاهرة» التابعة للدولة، التي توزع أغنيات أم كلثوم، كان قد تسرب منها تقرير نهاية الستينات يشير إلى أن أغنية ليلى نظمي «ما أشربش الشاي... أشرب أزوزة أنا» حققت أرقاماً في التوزيع أكثر من «سيدة الغناء» أم كلثوم في «اسأل روحك»، وتلقت ليلى العديد من الضربات تحت الحزام بسبب هذا التقرير، رغم صدقه، ومع الزمن اعتزلت الغناء، بل والتواجد الإعلامي، وبدأنا نقرأ عن الدلالة السياسية التي تحملها «أزوزة ليلى نظمي».

مؤخراً قال المطرب حمدي باتشان، الذي اشتهرت له أغنية «الأساتوك» في نهاية الثمانينات أنه باع أكثر من محمد عبد الوهاب، الذي طرح في التوقيت نفسه بصوته أغنية «من غير ليه».

البعض بدأ يتشكك في صدق المعلومة، رغم أنها حقيقية، وكاتب هذا العمود شاهد عليها، «باتشان» لم يشتهر له قبل نحو 35 عاماً سوى تلك الأغنية وأيضاً إعلان ترويجي لأحد مساحيق الغسيل (سافو)، وبعدها اختفى تماماً، ليعود مجدداً إلى البؤرة بعد هذا الانتشار المدوي لأغنية «سطلانة»، عندما انتزع فريق النادي الأهلي كأس الأمم الأفريقية من نادي الوداد المغربي وبعدها احتلت المقدمة للأغاني الأكثر تداولاً.

كثيراً ما نفاجأ برقم يتصدر قائمة مبيعات الأشرطة أو الأفلام والكتب، ونعجز عن التحليل المباشر، نحاول أن نعثر على سبب، حتى ولو كان عابراً وغير منطقي، مثلما حدث مع المطرب الشهير أحمد عدوية، بعد أن ألقى في الساحة الغنائية بقنبلة عنقودية اسمها «السح الدح إمبوه»، انتشرت في لحظات في الوطن العربي، وقالوا إنها واحدة من توابع هزيمة 67، دفعت الناس لترديد أي كلمات عبثية، لأنهم لا يستطيعون انتقاد جمال عبد الناصر مباشرة، بعدها غنى عدوية «حبة فوق وحبة تحت» قالوا إنه ينتقد سياسة الانفتاح الاقتصادي، التي انتهجها أنور السادات، ثم «زحمة يا دنيا... مولد وصاحبه غايب» وجاء التفسير أنه يقصد الهجوم على حسني مبارك في بداية عهده باعتباره «صاحب المولد»، وتمت مصادرة الأغنية رسمياً.

شعبان عبد الرحيم أيضاً توقفنا أمام نجاحه بإطلالة سياسية عندما غنى «باكره إسرائيل... وبحب عمرو موسى»، للمرة الأولى يتم الغناء لشخصية أخرى غير الرئيس، وبعدها تردد أنه لم يتم التجديد لعمرو موسى وزيراً للخارجية بسبب «شعبولا»، عمرو موسى في مذكراته استبعد تلك الحكاية.

كاتبنا الكبير نجيب محفوظ كانت له قراءة مغايرة لأغنية أحمد عدوية الشعبية «سيب وأنا أسيب» على اعتبار أنها تقدم رؤية سياسية تطالب إسرائيل بأن تتحلى بالمرونة في المفاوضات وتسيب شوية للفلسطينيين، وهم على الجانب الآخر - الفلسطينيون - يتنازلون شوية، وهي كما ترى رؤية يكذبها الواقع، إسرائيل تزداد شراسة في مواجهة الفلسطينيين، تسعى حتى لمصادرة الأكسجين من هواء فلسطين.

لا تجهدوا أنفسكم في البحث عن أسباب لقراءة أخرى خارج النص، من «السح الدح إمبوه» إلى «سطلانة»، سيظل هناك لغز للنجاح، وكلما اعتقدنا أننا أمسكنا بالحقيقة، نكتشف أننا نقبض بأيدينا على الهواء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سطلانة» وأخواتها «سطلانة» وأخواتها



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon