توقيت القاهرة المحلي 20:07:17 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«سطلانة» وأخواتها!

  مصر اليوم -

«سطلانة» وأخواتها

بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو أسبوعين احتلت أغنية «سطلانة» المقدمة في فضاء «السوشيال ميديا»، عبرت الحدود، صارت تتردد في العديد من الدول العربية، بأكثر من طريقة، الأغنية بالمناسبة محاطة بإطار شرعي قانوني، ولا يمكن اتهامها بالإسفاف.

انطلقت ضمن أحداث فيلم «بعد الشر»، الذي عرض قبل نحو شهرين، وحصل على موافقة الرقابة على المصنفات الفنية، ولم يُثر وقتها «الإسكتش»، أي ردود أفعال غاضبة، شارك في أدائها مع بطل الفيلم علي ربيع، كل من المطربين الشعبيين عبد الباسط حمودة ومحمود الليثي وحمدي باتشان وحسن الخلعي، رأيت محاولات لتفسير سر النجاح، تعودنا على مثلها، كلما فوجئنا بظاهرة فنية لم نستطع العثور على أسباب موضوعية مباشرة، نبدأ في التحليل السياسي والاجتماعي والاقتصادي والنفسي.

في عقد الستينات مثلاً انتشرت أغنيات المطربة ليلى نظمي، التي درست الفن الشعبي أكاديمياً وحصلت على درجة «الدكتوراه»، اشتهرت لها أغنيات مثل «أمة نعيمة» و«ما أخدش العجوز أنا» و«ادلع يا عريس» وغيرها. شركة «صوت القاهرة» التابعة للدولة، التي توزع أغنيات أم كلثوم، كان قد تسرب منها تقرير نهاية الستينات يشير إلى أن أغنية ليلى نظمي «ما أشربش الشاي... أشرب أزوزة أنا» حققت أرقاماً في التوزيع أكثر من «سيدة الغناء» أم كلثوم في «اسأل روحك»، وتلقت ليلى العديد من الضربات تحت الحزام بسبب هذا التقرير، رغم صدقه، ومع الزمن اعتزلت الغناء، بل والتواجد الإعلامي، وبدأنا نقرأ عن الدلالة السياسية التي تحملها «أزوزة ليلى نظمي».

مؤخراً قال المطرب حمدي باتشان، الذي اشتهرت له أغنية «الأساتوك» في نهاية الثمانينات أنه باع أكثر من محمد عبد الوهاب، الذي طرح في التوقيت نفسه بصوته أغنية «من غير ليه».

البعض بدأ يتشكك في صدق المعلومة، رغم أنها حقيقية، وكاتب هذا العمود شاهد عليها، «باتشان» لم يشتهر له قبل نحو 35 عاماً سوى تلك الأغنية وأيضاً إعلان ترويجي لأحد مساحيق الغسيل (سافو)، وبعدها اختفى تماماً، ليعود مجدداً إلى البؤرة بعد هذا الانتشار المدوي لأغنية «سطلانة»، عندما انتزع فريق النادي الأهلي كأس الأمم الأفريقية من نادي الوداد المغربي وبعدها احتلت المقدمة للأغاني الأكثر تداولاً.

كثيراً ما نفاجأ برقم يتصدر قائمة مبيعات الأشرطة أو الأفلام والكتب، ونعجز عن التحليل المباشر، نحاول أن نعثر على سبب، حتى ولو كان عابراً وغير منطقي، مثلما حدث مع المطرب الشهير أحمد عدوية، بعد أن ألقى في الساحة الغنائية بقنبلة عنقودية اسمها «السح الدح إمبوه»، انتشرت في لحظات في الوطن العربي، وقالوا إنها واحدة من توابع هزيمة 67، دفعت الناس لترديد أي كلمات عبثية، لأنهم لا يستطيعون انتقاد جمال عبد الناصر مباشرة، بعدها غنى عدوية «حبة فوق وحبة تحت» قالوا إنه ينتقد سياسة الانفتاح الاقتصادي، التي انتهجها أنور السادات، ثم «زحمة يا دنيا... مولد وصاحبه غايب» وجاء التفسير أنه يقصد الهجوم على حسني مبارك في بداية عهده باعتباره «صاحب المولد»، وتمت مصادرة الأغنية رسمياً.

شعبان عبد الرحيم أيضاً توقفنا أمام نجاحه بإطلالة سياسية عندما غنى «باكره إسرائيل... وبحب عمرو موسى»، للمرة الأولى يتم الغناء لشخصية أخرى غير الرئيس، وبعدها تردد أنه لم يتم التجديد لعمرو موسى وزيراً للخارجية بسبب «شعبولا»، عمرو موسى في مذكراته استبعد تلك الحكاية.

كاتبنا الكبير نجيب محفوظ كانت له قراءة مغايرة لأغنية أحمد عدوية الشعبية «سيب وأنا أسيب» على اعتبار أنها تقدم رؤية سياسية تطالب إسرائيل بأن تتحلى بالمرونة في المفاوضات وتسيب شوية للفلسطينيين، وهم على الجانب الآخر - الفلسطينيون - يتنازلون شوية، وهي كما ترى رؤية يكذبها الواقع، إسرائيل تزداد شراسة في مواجهة الفلسطينيين، تسعى حتى لمصادرة الأكسجين من هواء فلسطين.

لا تجهدوا أنفسكم في البحث عن أسباب لقراءة أخرى خارج النص، من «السح الدح إمبوه» إلى «سطلانة»، سيظل هناك لغز للنجاح، وكلما اعتقدنا أننا أمسكنا بالحقيقة، نكتشف أننا نقبض بأيدينا على الهواء!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«سطلانة» وأخواتها «سطلانة» وأخواتها



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 12:40 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت
  مصر اليوم - محمد حيدر مسؤول العمليات في حزب الله هدف عملية بيروت

GMT 17:30 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة
  مصر اليوم - ميرهان حسين تكشف مفاجأة عن أعمالها المقبلة

GMT 16:28 2024 السبت ,23 تشرين الثاني / نوفمبر

نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته
  مصر اليوم - نائبة الرئيس الفلبيني تتفق مع قاتل مأجور لاغتياله وزوجته

GMT 08:05 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

مواقيت الصلاة في مصر اليوم الإثنين 18 نوفمبر /تشرين الثاني 2024

GMT 10:55 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

دوناروما يؤكد ان غياب مبابي مؤثر وفرنسا تملك بدائل قوية

GMT 09:55 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

فيتامينات ومعادن أساسية ضرورية لشيخوخة أفضل صحياً

GMT 08:31 2024 الخميس ,14 تشرين الثاني / نوفمبر

الكشف عن وجود علاقة بين النوم المبكر وصحة أمعاء طفلك

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 07:27 2024 الأربعاء ,30 تشرين الأول / أكتوبر

هند صبري بإطلالة أنثوية وعصرية في فستان وردي أنيق

GMT 04:33 2024 الثلاثاء ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونسكو تعزز مستوى حماية 34 موقعًا تراثيًا في لبنان

GMT 13:08 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

نيمار يشتري بنتهاوس بـ 200 مليون درهم في دبي

GMT 07:25 2024 السبت ,16 تشرين الثاني / نوفمبر

زلزالان بقوة 4.7 و4.9 درجة يضربان تركيا اليوم

GMT 03:12 2017 الأحد ,15 تشرين الأول / أكتوبر

ليليا الأطرش تنفي تعليقاتها عن لقاء المنتخب السوري

GMT 18:33 2017 الأربعاء ,22 تشرين الثاني / نوفمبر

ميا خليفة تحضر إلى لبنان في زيارة خاصة

GMT 14:47 2019 السبت ,09 شباط / فبراير

الحضري على رأس قائمة النجوم لمواجهة الزمالك

GMT 11:13 2018 الأربعاء ,11 إبريل / نيسان

ما وراء كواليس عرض "دولتشي آند غابانا" في نيويورك
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon