توقيت القاهرة المحلي 14:19:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

«العندليب»... لم يسمح لأحد بسرقة «النور»!!

  مصر اليوم -

«العندليب» لم يسمح لأحد بسرقة «النور»

بقلم - طارق الشناوي

قبل أسبوع، احتفل الإعلام بعيد ميلاد عبد الحليم حافظ الذي أتم 94 عاماً، إنه من القلائل الذين يحتفى بهم في «الميديا» مرتين كل عام؛ الميلاد والرحيل. في عالمنا العربي، أتذكر أنني سألت الموسيقار الكبير كمال الطويل - قبل نحو ربع قرن عندما كنا بصدد الاحتفال بعيد الميلاد الـ70 للعندليب: «لو حليم على قيد الحياة، هل كان سيواصل الحفاظ على القمة؟ وما اللون الغنائي الذي سيقدمه؟».

أجابني: «سيظل معتلياً القمة، وسيغني أيضاً للحب، وسيختار بعناية كلمات أغانيه، مثل كاظم الساهر، وسيتوجه لـ(الفيديو كليب)، فهو دائماً كان يؤمن بالجديد».

في يوم ميلاد عبد الحليم كانت الفرصة مهيأة، لكي أبحث عن بعض المواقف الشائكة التي عاشها، استوقفني موقفان: الأول في بداية المشوار منتصف الخمسينات، والثاني مع اقتراب الرحيل، منتصف السبعينات، ونبدأ بالثاني.

الشاعر أحمد فؤاد نجم والملحن الشيخ إمام، وجها له أغنية قاسية وليست فقط ساخرة، يشككان فيها من حقيقة مرضه، واعتبرا أنه يقدم دعاية لأغنيته المقبلة مروجاً لتلك الكذبة. أمسك الشيخ إمام بالعود مردداً هذا المقطع: «الليلة ح يتنهد وح يغني وح يموت».

بعدها فعلاً بعام أو عامين كانت التنهيدة الأخيرة لعبد الحليم داخل مستشفى في لندن، بينما كان بجواره شريط «من غير ليه» بتلحين وصوت الموسيقار محمد عبد الوهاب، الأغنية التي كان من المفترض أن يقدمها بعد عودته للقاهرة، هل وقتها شعر نجم أو إمام بالذنب؟ لم أجد في الأرشيف ما يوحي أبداً بهذا الإحساس.

هذا الاتهام كان يتردد بقوة منذ نهاية الستينات، رغم أن عبد الحليم بالفعل كان مريضاً، وبين الحين والآخر ينزف دماً، ويتم نقل دم إليه، وبسبب ذلك، أصيب فعلاً بـ«فيروس سي»، قبل أن يطلق عليه الأطباء هذا التوصيف «سي»، كان عبد الحليم، يحيل كل شيء في حياته، حتى المرض وحكاياته العاطفية، لخدمة فنه والترويج له.

معادلة الجمع بين المرض والدعاية، تبدو نظرياً مستحيلة، ولكن عبد الحليم هو رجل المستحيل، فمن يقترب من حافة الموت، يصبح همه الوحيد النجاة، ولكن عبد الحليم، ولد فقط ليغني، كل شيء كان مسخراً للفنان عبد الحليم، لا يلقي بالاً لأي شيء آخر سوى المشروع الفني، ولم يرد حتى على من يروّجون اتهامه بادعاء المرض، فقط كان يسعى لمزيد من «البروفات» للأغنية الجديدة، فهي السلاح الذي لا يملك غيره للدفاع عن حياته.

نعود إلى درس البدايات، في مطلع عام 1954، لحّن الموسيقار كمال الطويل من كلمات محمد علي أحمد للمطرب محمد قنديل الأغنية الشعبية «يا رايحين الغورية... هاتوا لحبيبي هدية»، حققت الأغنية في حينها نجاحاً كبيراً، وشعر عبد الحليم بالغيرة، ومن دون علم الطويل تعاقد على تسجيلها بصوته، وحققت فشلاً ذريعاً، ولا يتذكرها الناس حالياً، إلا بصوت مطربها الأول قنديل.

بعدها بأشهر قليلة، يغني أيضاً للشاعر نفسه محمد علي أحمد والملحن كمال الطويل «على قد الشوق اللي في عيوني... يا جميل سلم». وفي لحظات رددها الشارع المصري والعربي، محققةً نجومية غير مسبوقة، تواصل عبد الحليم مع المسؤولين عن الإذاعة المصرية، لإقناعهم بعدم إذاعة «الغورية» بصوته، بعد أن تعلم الدرس، وهو أن يغني فقط الكلمات واللحن اللذين يشبهان عبد الحليم.

ومنذ ذلك الحين لم يغنِّ عبد الحليم إلا النغمة والكلمة التي لا نرى فيهما إلا ملامحه. سنوات حليم في الدنيا لم تتجاوز 48 سنة، أمضى نصفها في الظل، وعندما عانق في النصف الثاني «النور»، لم يسمح بعدها لأحد بأن يسرقه منه!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

«العندليب» لم يسمح لأحد بسرقة «النور» «العندليب» لم يسمح لأحد بسرقة «النور»



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon