توقيت القاهرة المحلي 13:41:31 آخر تحديث
  مصر اليوم -

نسمع صوتنا ونرى وجهنا

  مصر اليوم -

نسمع صوتنا ونرى وجهنا

بقلم - طارق الشناوي

هل نسأل لنعرف الإجابة، أم لدينا إجابات سابقة التجهيز، وننتظر فقط أن نسمعها من الآخرين؟.

كثيرًا ما يصادفنى فى الشارع، من يسألنى والحسرة تنطق بها عيناه قبل لسانه، عن التردى الحادث فى الحياة الفنية، محملًا أغانى المهرجانات ومحمد رمضان وعددًا من المسلسلات والأفلام سر كل الموبقات التى تجرى فى الشارع، وكأنه يعفى نفسه تمامًا من أى احتمال لخطأ ما، من الممكن أن يكون قد ارتكبه، متجاهلًا هذا البيت من الشعر الذى كتبه الإمام الشافعى: (نعيب زماننا والعيب فينا/ وما لزماننا عيب سوانا)، نعم نحن من لعبنا دور البطولة فى الحالة التى وصلنا إليها وعلى كل المستويات.

أستمع فى البداية إلى خطبة عصماء، عن زمن يصفونه بالجميل، ومن وجهة نظرهم أنه كان ناصع البياض، ونجومه ملائكة لا ينقصهم سوى الأجنحة، وعندما تأتى إجابتى أن الماضى مثل الحاضر به قبح وجمال، وأننا نحكم على الزمن القديم من خلال ما تبقى فى الأرشيف من أعمال فنية، وهى الرائعة، سواء من الأفلام أو الأغنيات، ونغفل أنها لا تمثل أكثر من 10 فى المائة فقط، من هذا الماضى الذى صار عند البعض مقدسًا، بينما الباقى كان رديئًا، وهو ما نعيشه بالضبط الآن، وبعد أن أنهى إجابتى أشعر بالخذلان فى نبرة صوت السائل، ويصبح السؤال مباشرة: كيف تقول ذلك يا أستاذ؟، أردد مبتسمًا: سألتنى لتعرف إجابتى أم إجابتك؟.

لسانهم يقول رأيًا، ويريدونك مجددًا أن تكرره لتسمعه آذانهم. ليست فقط تلك هى المشكلة، ولكن عقولهم فى العادة لا تسمح برأى آخر، إنه الكسل الذهنى، الذى أصاب عددًا كبيرًا من البشر، ومع انتشار وسائل التواصل الاجتماعى، كان من المفترض أن تتعدد زوايا الرؤية، ونرى الكل يعبر عن موقفه، إلا أن الحادث على أرض الواقع أن هناك «التريند» الذى يعنى الإجماع. نعم فى النهاية يصل أغلبهم إلى شاطئ واحد، ورأى واحد، وتلعب نظرية «الطابور» دورها، وهو الانحياز لما نراه يتوافق مع الأغلبية، ننتظم كلنا خلف موقف محدد، ونميل عادة لأحد اللونين، أبيض أم أسود، ولا نؤمن بأن الحياة فى أغلب جوانبها رمادية.

لديكم هذا السؤال الذى احتل فى الشهور الماضية المقدمة ولا يزال: هل بوتين مجرم حرب، أم بطل عالمى، يدافع عن الأمن القومى لروسيا، ويتصدى بشراسة لسطوة أمريكا وأوروبا على مقدرات الشعوب؟.

أغلبنا لديه إجابة واحدة مطلقة، مجرم أم بطل، وتختفى أى مساحة أخرى، ربما تستمع إلى تلك الإجابة التى صارت هى أيضًا (كليشيه) رددناه منذ تنحى الرئيس الأسبق حسنى مبارك (له ما له وعليه ما عليه).

ونتهم عادة صاحب الرأى الذى يقف فى منتصف المسافة بالهروب من الإجابة، كيف تعلى من قيمة استخدام السلاح، على حساب كل المعايير الإنسانية؟!، متجاهلين أن هناك قتلى وجرحى ومشردين وضحايا بالملايين، وغلاء يضرب العالم بضراوة. ما ذنب المواطن أيًا كانت جنسيته، أن يدفع ثمن تلك الحرب من دمائه وأمواله؟!.

ورغم ذلك، أنا أرى أن استخدام السلاح الثقافى فى عقاب روسيا خطأ استراتيجى. المقاطعة، سياسية أو اقتصادية، ممكن أن أتفهمها، ولكن كيف نصل للمقاطعة الثقافية؟، تمنع المهرجانات الكبرى، الأوروبية تحديدًا، الفنان الروسى من الاشتراك بعمله الفنى!. أفهم مثلًا أن الأفلام التى تدافع عن موقف الرئيس الروسى بوتين أو تتناوله كبطل لا يسمح لها بالعرض فى المهرجان لأنها تقدم دعاية فجة، ولكن كيف نطلب مثلًا من قائد أوركسترا روسى يعيش فى ألمانيا أن يهاجم رئيسه، حتى يواصل قيادة الأوركسترا فى برلين أو ميونيخ؟!، نرفض أن يستغل الحفل فى الدفاع عن الاجتياح الروسى لأوكرانيا، ولكن أيضًا لا تتم مقايضته فى البقاء، مقابل أن يعلن إدانته المطلقة لبوتين.

يبدو أن كلًا منا صار يعيش فى غرفة متعددة المرايا، بين الحين والآخر نفتح الغرفة لزائر، نريد منه أن يتحول هو أيضًا إلى مرآة إضافية، لنرى فقط فى عينيه وجهنا، ونسمع فقط فى أذنيه صوتنا!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

نسمع صوتنا ونرى وجهنا نسمع صوتنا ونرى وجهنا



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 12:22 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة
  مصر اليوم - عمرو دياب يتألّق عند سفح أهرامات الجيزة

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon