توقيت القاهرة المحلي 16:43:54 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إضراب الفنانين... من مبارك إلى بايدن

  مصر اليوم -

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن

بقلم - طارق الشناوي

كل دول العالم مع اختلاف الدرجة اكتوت بنيران الحرب الروسية الأوكرانية، دفعنا جميعاً أو على الأقل شاركنا في تسديد فاتورة الحرب، مهما كانت قناعاتك السياسية والفكرية مع أو ضد هذا الطرف أو ذاك، سوف تكتشف أنك قد دفعت الثمن، حدث ارتفاع عالمي في أساسيات الحياة وأولها أسعار القمح، والمواطن البسيط سدد الفارق.

هل نتأثر بإضراب هوليوود، خاصة بعد انضمام النجوم إلى الكتاب في توقفهم عن العمل؟ الفيلم الأمريكي وأقصد به «الهوليوودي» هو الخبز اليومي في العالم، مهما حققت أفلام الهند والصين وأوروبا وغيرها من نجاح يظل للمذاق الأمريكي سحر خاص، قد يراها البعض مجرد قضية تهم قطاعاً محدوداً من البشر، إنهم «المترفون في الأرض» الوجه الآخر لـ«المعذبون في الأرض» رواية طه حسين الشهيرة التي تناول فيها الفقر والعوز، الذي عانى منه المصريون في الأربعينات، البعض في عالمنا العربي، يرى الموقف وكأنه إضراب «الكافيار» مقابل «رغيف الخبز»، ولهذا يقلب الصفحة سريعاً، على طريقة المثل المصري الشهير «همّ يضحك وهمّ يبكي»، نجوم هوليوود الوجه الآخر لهم هو الضحك، فلا توجد معاناة، إنها الصورة المخملية التي توارثناها من جيل إلى جيل، رغم أن كل شيء في الدنيا نسبي، ومعاناة إنسان لا يجد قوت أولاده، تتوافق مع إنسان آخر يبحث عن نوع محدد من «الشامبو» ولا يجده.

السينما تغلغلت في كل تفاصيل الحياة، الحرب الروسية الأوكرانية دخلت طرفاً، وشاهدنا كيف أن المهرجانات الأوروبية وأيضاً مسابقة الأوسكار، صاروا شريكاً أساسياً أشبه بمنصات تطلق قنابل عنقودية في مواجهة روسيا، استبعاد أفلام روسية والاحتفاء بزيلينسكي وهو يقدم خطاباً في الافتتاح أو فيلماً يتناول كفاح الأوكرانيين. لو تصورنا أن مهرجاناً بحجم «فينيسيا»، الذي يفتتح 30 أغسطس (آب) دورته القادمة التي تحمل رقم 80، فهو أقدم مهرجان عالمي، لو أن المهرجان سيعرض فيلماً عن الحرب يروي ما فعله الروس من تجاوزات، ورغم ذلك فلن يحضر النجوم التزاماً بقرار النقابة أي عروض خاصة، القرار النقابي لا يستثني أحداً، كما أن الترويج للفيلم الجديد من خلال حضور النجوم بات أيضاً طبقاً لهذا القرار من المستحيل تنفيذه.

خطط عروض الأفلام الجاهزة للبرمجة خلال الأشهر القادمة في العالم كله، سوف تتأثر سلباً، دورة رأس المال، التي تقدر بالمليارات، ستتوقف.

نحن أمام حالة من التصعيد بين الطرفين، النجوم والكتاب لديهم توجس مسبق من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل للعمل الفني (تأليف وتمثيل وإخراج)، وهو تخوف مبالغ فيه، لا يمكن تصور أن الحالة الإبداعية يحل محلها جهاز، فهو يستطيع إنجاز قسط وافر قطعاً، ولكن اللمسة الإبداعية الخاصة، وهي هبة إلهية من المستحيل استنساخها.

الشركات الكبرى ومع زيادة منصات البث بمختلف أنماطه تحقق مكاسب مضاعفة تحتكرها لحسابها، متجاهلة شركاء النجاح، قطعاً كانت هناك محاولات مسبقة بين كل الأطراف للوصول إلى منطقة متوسطة، وكالعادة ما دام هناك طرف لا يملك وسيلة ضغط مؤثرة فلن يلتفت إليه أحد، في هوليوود الإضراب مؤكد سيؤدي إلى تحريك الموقف قليلاً (شوية هنا وشوية هناك)، ولن ينتهي كما تتصور شركات هوليوود إلى المربع رقم صفر.

أتذكر عام 1987 اعتصم الفنانون المصريون داخل نقابة السينمائيين الكائنة أمام المعبد اليهودي وسط مدينة القاهرة، كانت مطالبهم هي تغيير القانون (103) الذي أسقط الحد الأقصى للنقيب للبقاء على الكرسي (مرتين) لا يستطيع تجاوزه، ويومها وللتصعيد أضربت تحية كاريوكا عن الطعام وهي في الثمانين من عمرها وأصبحت حديث الرأي العام.

تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وتواصل معها تليفونياً وداعبها قائلاً في زمن الملك فاروق وعبد الناصر والسادات كنت تأكلين بشهية، هل تريدين أن يقولوا إنك في زمن مبارك حرمك من الأكل، وضحكت تحية، وتم فض الاعتصام، ولم يتغير القانون 103 حتى الآن.

ملحوظة لا تنتظروا أن يتدخل بايدن لفض الإضراب!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن



GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

GMT 07:57 2024 الأحد ,21 تموز / يوليو

رصاصة النجاة

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 19:23 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء
  مصر اليوم - 5 مدن ساحلية في إيطاليا لمحبي الهدوء والإسترخاء

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 15:48 2024 الجمعة ,20 أيلول / سبتمبر

نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني
  مصر اليوم - نبيلة عبيد تكشف سبب غيابها الفني

GMT 10:57 2020 الإثنين ,07 كانون الأول / ديسمبر

فوائد لا تصدق لقشور جوز الصنوبر

GMT 08:53 2020 الثلاثاء ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

إصابة زوجة محمد صلاح بفيروس كورونا

GMT 08:15 2020 الأربعاء ,04 تشرين الثاني / نوفمبر

"حبيب نورمحمدوف" إنجازات رياضية استثنائية وإرث مثير للجدل

GMT 08:45 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

القصة الكاملة لمرض الإعلامية بسمة وهبة الغامض

GMT 07:16 2020 الإثنين ,19 تشرين الأول / أكتوبر

أسعار الدواجن في مصر اليوم الإثنين 19 تشرين أول /أكتوبر 2020

GMT 09:50 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

شقيقان بالإسكندرية يعانيان من مرض جلدى نادر

GMT 23:35 2020 الأربعاء ,16 أيلول / سبتمبر

بورصة تونس تقفل التعاملات على تراجع

GMT 01:08 2020 الأحد ,19 تموز / يوليو

طريقة عمل الشكشوكة التونسية

GMT 22:12 2020 الأحد ,21 حزيران / يونيو

أستون فيلا ينهار في ١١٤ ثانية أمام تشيلسي

GMT 23:30 2020 الجمعة ,05 حزيران / يونيو

السودان تسجل 215 إصابة جديدة بفيروس كورونا
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon