توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

إضراب الفنانين... من مبارك إلى بايدن

  مصر اليوم -

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن

بقلم - طارق الشناوي

كل دول العالم مع اختلاف الدرجة اكتوت بنيران الحرب الروسية الأوكرانية، دفعنا جميعاً أو على الأقل شاركنا في تسديد فاتورة الحرب، مهما كانت قناعاتك السياسية والفكرية مع أو ضد هذا الطرف أو ذاك، سوف تكتشف أنك قد دفعت الثمن، حدث ارتفاع عالمي في أساسيات الحياة وأولها أسعار القمح، والمواطن البسيط سدد الفارق.

هل نتأثر بإضراب هوليوود، خاصة بعد انضمام النجوم إلى الكتاب في توقفهم عن العمل؟ الفيلم الأمريكي وأقصد به «الهوليوودي» هو الخبز اليومي في العالم، مهما حققت أفلام الهند والصين وأوروبا وغيرها من نجاح يظل للمذاق الأمريكي سحر خاص، قد يراها البعض مجرد قضية تهم قطاعاً محدوداً من البشر، إنهم «المترفون في الأرض» الوجه الآخر لـ«المعذبون في الأرض» رواية طه حسين الشهيرة التي تناول فيها الفقر والعوز، الذي عانى منه المصريون في الأربعينات، البعض في عالمنا العربي، يرى الموقف وكأنه إضراب «الكافيار» مقابل «رغيف الخبز»، ولهذا يقلب الصفحة سريعاً، على طريقة المثل المصري الشهير «همّ يضحك وهمّ يبكي»، نجوم هوليوود الوجه الآخر لهم هو الضحك، فلا توجد معاناة، إنها الصورة المخملية التي توارثناها من جيل إلى جيل، رغم أن كل شيء في الدنيا نسبي، ومعاناة إنسان لا يجد قوت أولاده، تتوافق مع إنسان آخر يبحث عن نوع محدد من «الشامبو» ولا يجده.

السينما تغلغلت في كل تفاصيل الحياة، الحرب الروسية الأوكرانية دخلت طرفاً، وشاهدنا كيف أن المهرجانات الأوروبية وأيضاً مسابقة الأوسكار، صاروا شريكاً أساسياً أشبه بمنصات تطلق قنابل عنقودية في مواجهة روسيا، استبعاد أفلام روسية والاحتفاء بزيلينسكي وهو يقدم خطاباً في الافتتاح أو فيلماً يتناول كفاح الأوكرانيين. لو تصورنا أن مهرجاناً بحجم «فينيسيا»، الذي يفتتح 30 أغسطس (آب) دورته القادمة التي تحمل رقم 80، فهو أقدم مهرجان عالمي، لو أن المهرجان سيعرض فيلماً عن الحرب يروي ما فعله الروس من تجاوزات، ورغم ذلك فلن يحضر النجوم التزاماً بقرار النقابة أي عروض خاصة، القرار النقابي لا يستثني أحداً، كما أن الترويج للفيلم الجديد من خلال حضور النجوم بات أيضاً طبقاً لهذا القرار من المستحيل تنفيذه.

خطط عروض الأفلام الجاهزة للبرمجة خلال الأشهر القادمة في العالم كله، سوف تتأثر سلباً، دورة رأس المال، التي تقدر بالمليارات، ستتوقف.

نحن أمام حالة من التصعيد بين الطرفين، النجوم والكتاب لديهم توجس مسبق من استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي في كل تفاصيل للعمل الفني (تأليف وتمثيل وإخراج)، وهو تخوف مبالغ فيه، لا يمكن تصور أن الحالة الإبداعية يحل محلها جهاز، فهو يستطيع إنجاز قسط وافر قطعاً، ولكن اللمسة الإبداعية الخاصة، وهي هبة إلهية من المستحيل استنساخها.

الشركات الكبرى ومع زيادة منصات البث بمختلف أنماطه تحقق مكاسب مضاعفة تحتكرها لحسابها، متجاهلة شركاء النجاح، قطعاً كانت هناك محاولات مسبقة بين كل الأطراف للوصول إلى منطقة متوسطة، وكالعادة ما دام هناك طرف لا يملك وسيلة ضغط مؤثرة فلن يلتفت إليه أحد، في هوليوود الإضراب مؤكد سيؤدي إلى تحريك الموقف قليلاً (شوية هنا وشوية هناك)، ولن ينتهي كما تتصور شركات هوليوود إلى المربع رقم صفر.

أتذكر عام 1987 اعتصم الفنانون المصريون داخل نقابة السينمائيين الكائنة أمام المعبد اليهودي وسط مدينة القاهرة، كانت مطالبهم هي تغيير القانون (103) الذي أسقط الحد الأقصى للنقيب للبقاء على الكرسي (مرتين) لا يستطيع تجاوزه، ويومها وللتصعيد أضربت تحية كاريوكا عن الطعام وهي في الثمانين من عمرها وأصبحت حديث الرأي العام.

تدخل الرئيس الأسبق حسني مبارك وتواصل معها تليفونياً وداعبها قائلاً في زمن الملك فاروق وعبد الناصر والسادات كنت تأكلين بشهية، هل تريدين أن يقولوا إنك في زمن مبارك حرمك من الأكل، وضحكت تحية، وتم فض الاعتصام، ولم يتغير القانون 103 حتى الآن.

ملحوظة لا تنتظروا أن يتدخل بايدن لفض الإضراب!!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن إضراب الفنانين من مبارك إلى بايدن



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon