توقيت القاهرة المحلي 02:14:48 آخر تحديث
  مصر اليوم -

صفعة عمرو والدرع الواقي

  مصر اليوم -

صفعة عمرو والدرع الواقي

بقلم - طارق الشناوي

الشخصية العامة يجب أن تتحلى بالثبات الانفعالي، ومع بزوغ الألفية الثالثة، وانتشار الجوال بعد أن أصبح في كل يد كاميرا متنقلة، صار على الجميع التحلي بأقصى درجات ضبط النفس.

يجب أن نتفق أولاً، بحق كل إنسان في التمتع بالخصوصية، إلا أن الشخصية العامة، وفي هذا الزمن تحديداً، عندما يوجد خارج المنزل عليه مراعاة فروق التوقيت بين الخاص والعام.

الواقعة التي احتلت مقدمة الأحداث عبر «السوشيال ميديا» هي تلك الصفعة التي تلقاها المعجب، الذي حاول الحصول على صورة سيلفي، سوف نكتشف أن له وقائع مماثلة مع عدد من المشاهير، وعند إعادة المشاهدة، ستتأكد أنه حاول جذب عمرو دياب للخلف حتى يلتقط معه الصورة، وجاء رد عمرو عفوياً، إلا أنه كان أيضاً متجاوزاً.

عمرو تعود في كل المواقف التي يتعرض لها على مدى يربو على 40 عاماً، الاكتفاء بالصمت، ومهما بلغت ضراوة الحدث، فهو لا يخرج على الناس في برنامج أو يسجل فيديو كليب للتوضيح، ينتظر الزمن أن يتولى تهدئة الأمر.

أدرك عمرو أن «السوشيال ميديا» بطبيعتها (زجزاجية)، يرتفع المؤشر في البداية إلى أقصى درجة ويصبح ترينداً، ثم يبدأ في التراجع، ليصعد حدث آخر يعتلي الذروة، شاغلاً الرأي العام.

الناس في العادة تترقب من يسرق الكاميرا، كما أن الشاب المصفوع، حتى الآن لم يتخذ أي إجراء قانوني، ولم يعلق في أي برنامج، رغم أن عدداً كبيراً من المحامين وجدوها فرصة للشهرة، والحصول أيضاً على تعويض كبير لو وافق الشاب على توكيلهم.

التاريخ زاخر بعشرات من تلك الحكايات، التي تعرض لها المشاهير، ولكننا عادة نتوقف أمام عبد الحليم حافظ، رغم أن الفارق الزمني بين عمرو وحليم يقترب من نصف قرن، غادرنا عبد الحليم 1977، وقبل رحيله بعام واحد، كان له واقعة شهيرة مع الجمهور، عندما اعتقد أن هناك مؤامرة لإفشال قصيدته قارئة الفنجان بالتهريج والتصفير، داخل الحفل بحجة أن الصوت لا يصل إليهم.

عبد الحليم وصل إلى سمعه وشايات، على الفور، بادل تصفير الجمهور احتجاجاً بتصفير مماثل، وانفلت الموقف.

كان عدد القنوات التليفزيونية قليلاً في عالمنا العربي، إلا أن عبد الحليم حرص على توضيح موقفه في أكثر من برنامج، بينما الصحافة هاجمته بضراوة، ولم يشفع له عند صاحبة جلالة، أنه في مرحلة صحية متأخرة بسبب معاناته الشديدة من تداعيات تدهور حالة الكبد.

على الجانب الآخر، هناك من يحاول الآن استغلال الحدث للنيل ليس فقط من عمرو، ولكن من الفن بكل أطيافه، وهكذا قدمت إحدى المؤسسات، دعوة للشاب لأداء فريضة الحج على نفقتها وأخذ صورة سيلفي مع الكعبة، محاولة مباشرة لضرب الفن والدعوة المستترة لتحريمه.

لن يصبح هذا الشاب هو الحدث الأخير الذي يتعرض له عمرو أو غيره من الشخصيات العامة، فهو يوجد بكثافة في الحياة، وتحديداً الأفراح، وسيجد في كل لحظة عشرات من المواقف، وعليه مباشرة بعد الخروج من الأبواب المغلقة ومواجهة الناس، ارتداء الدرع الواقية الوحيدة؛ الثبات الانفعالي.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

صفعة عمرو والدرع الواقي صفعة عمرو والدرع الواقي



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 15:45 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 15:36 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : ناجي العلي

GMT 15:47 2021 الخميس ,22 تموز / يوليو

بريشة : سعيد الفرماوي

GMT 11:46 2024 السبت ,14 كانون الأول / ديسمبر

مبابي أفضل لاعب فرنسي في موسم 2023-2024 ويعادل كريم بنزيما

GMT 08:09 2024 الثلاثاء ,04 حزيران / يونيو

مميزات كثيرة لسيراميك الأرضيات في المنزل المعاصر

GMT 05:00 2024 الثلاثاء ,08 تشرين الأول / أكتوبر

بوجاتي تشيرون الخارقة في مواجهة مع مكوك فضاء

GMT 05:50 2024 الخميس ,05 أيلول / سبتمبر

تسلا تنشر صور للشاحنة سايبرتراك باختبار الشتاء

GMT 13:06 2021 الأحد ,03 تشرين الأول / أكتوبر

منة شلبي عضو لجنة تحكيم الأفلام الطويلة بمهرجان الجونة

GMT 20:51 2021 السبت ,11 أيلول / سبتمبر

رسميًا إيهاب جلال مديرًا فنيا لنادي بيراميدز
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon