توقيت القاهرة المحلي 15:40:10 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع

  مصر اليوم -

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع

بقلم - طارق الشناوي

أمس، نشرت الزميلة إسراء خالد على صفحات (المصرى اليوم) جزءًا من وصية الأستاذ محمد حسنين هيكل، تضمنت دُرة، بل أيقونة أدبية بكل معانى الكلمة كتبها الأستاذ لرفيقة المشوار السيدة (هدايت)، حبيبة العمر، وما بعد العمر.

كانت منى الشاذلى، قبل أربعة أيام، قد استضافت السيدة هدايت، التى قرأت فقرات من بداية الخطاب، قبل أن تغلبها دموعها، وتكمل «منى» باقى المتاح تداوله من الخطاب (الوصية).

تطرقت الرسالة بحكم الضرورة إلى تفاصيل شخصية، تعنى فقط الأسرة والأبناء الثلاثة الأساتذة على وأحمد وحسن وزوجاتهم والأحفاد، ومن المنطقى أن يظل باقى الخطاب داخل نطاق الأسرة.

قرار عرض هذا الجزء من الوصية، لا أتصوره سوى أنه أقرب أيضًا إلى وصية، وإن لم يذكره صراحة هيكل، عندما يقول مثلًا وهو يخاطب زوجته: «وأشهد أمامكِ وأمام الكل بأن الدنيا والزمن لم يتركا لى سببًا كى أنظر الآن ورائى فى أسى، رعاكِ الله ورعاهم، وسلمتِ وسلموا، وسعدتِ وسعدوا».

ما الذى يعنيه (وأمام الكل) سوى أن هناك إطلالة أخرى خارج الأسرة، توقعها الأستاذ، بحكم إلمامه بطبيعة الأمور ومجريات الزمن، لم يعتقد مثلًا أن هذا الخطاب سيصبح مشاعًا بمجرد الرحيل، ولكن توقع أن تداوله ممكن مع الزمن، وسبع سنوات بعد رحيله كافية، خاصة أنها تواكب عيد ميلاده المئوى.

قلت لـ«منى» إن الأستاذ كتب الخطاب وفى ذهنه أنه قد يصبح يومًا ما مشاعًا للجميع، هو يثق قطعًا أن العائلة تدرك الخيط الرفيع بين الخاص والعام، حجبوا فقط الجزء الخاص المتعلق بالأمور الشخصية، ما دون ذلك هو بالضبط ما أراد له هيكل المشاركة الجماعية، لم توافق «منى» على هذا التحليل، لديها يقين بأنه خطاب سرى.

لا أتصور سوى أنهم- أقصد السيدة هدايت والأبناء الثلاثة- كانوا موقنين أن تلك هى رغبته، حتى لو لم يعلنها صراحة، وإلا فما الذى دفعهم إلى الموافقة على الإعلان؟.

هل يعيش الكاتب الكبير فى حالة نشاط إبداعى دائم، حتى وهو يكتب وصيته؟.

هيكل يكتب كما يتنفس، (الجورنالجى) كما كان الأستاذ يصف نفسه دائمًا، يدرك أن كل ما هو مكتوب أو مسجل قابل للتداول، لا يتعمد مثلًا كتابة عبارة أدبية، ولكنه يعبر عن مشاعره مباشرة فتصبح قطعة أدبية.

فهو الذى أطلق على هزيمة 67 (نكسة)، وهو أيضًا الذى وصف رحلته إلى العالم الآخر بالجسر، لن تجد بين مفرداته كلمة موت، ولكن عبور الجسر فى رحلة للذهاب إلى ما وراء الحياة، أشواقه للسيدة هدايت طلب منها ألّا تستجيب إليها، أشواق مؤجَّلة، كلما طالت الأشواق زادت أيضًا من خلالها سنوات بقائه على الأرض.

كان الأستاذ هيكل يقرأ حقًّا الزمن، أضافت السيدة هدايت بوجودها سنوات إلى عمر الأستاذ. لست من دراويش الأستاذ، ولكنى منذ أن عرفت القراءة، كنت مثل غيرى نتعاطى كلمته (بصراحة) فى أهرام الجمعة، فهو يملك سحر الكلمة، إنه أستاذ السحرة.

مقالاته الطويلة تشبه أغنيات أم كلثوم لا تستطيع أن تشعر بجمالها وتفردها، إلا بعد أن تصل إلى مرحلة عمرية تقف فيها على أعتاب الشباب، وبعدها تدرك أن ما يبدو للوهلة الأولى إطنابًا هو جزء حميم من الجملة لا يمكن حذفه.

قال لى الكاتب الصحفى أيمن الصياد، وكان مسؤولًا عن مجلة (وجهات نظر)، إن الأستاذ كان يراجع مقاله، المكون من عشر صفحات من القطع الكبير بدقة شديدة قبل النشر، وربما لا تسفر المراجعة النهائية، على مدى ساعتين، سوى عن حذف حرف الواو، مثلًا (ولقد)، تصبح فقط لقد، مراجعة تمتد عدة ساعات والحصيلة حذف (الواو). الكاتب الكبير مؤكد أنه كان يدرك أن الوصية ستُعلن، وأرسل وهو على الشاطئ الآخر إلى السيدة هدايت (شفرة) بأن تنشرها، فى عيد ميلاده المئوى!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هيكل وافق على نشر خطاب الوداع هيكل وافق على نشر خطاب الوداع



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon