توقيت القاهرة المحلي 20:55:35 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المطرب العاطفي اشترى «العتبة الخضراء»

  مصر اليوم -

المطرب العاطفي اشترى «العتبة الخضراء»

بقلم - طارق الشناوي

قصة حقيقية عرفتها مصر في نهاية الأربعينات، بطلها أحد النصابين الذي كان قد خرج تواً من السجن، بعد أن أمضى قبلها فقط بأسبوعين العقوبة.

استغل النصاب الذكي، سذاجة أحد القرويين، ولهفته على استثمار أمواله بالقاهرة، وتفتق ذهنه على أن يقنعه بشراء «الترام»، مقابل كل ما كان يملكه في جيبه «تحويشة العمر»، وأخذ منه 200 جنيه مصري، تساوي بأرقام هذه الأيام ملايين الدولارات، وأخبره أن كل الحصيلة التي يحققها «الكمساري» يومياً من بيع التذاكر ستؤول له من الآن، وذلك مع وصول الترام «للجراج» في نهاية الخط.

وخلال بضع سنوات سيكسب أضعاف ما أنفقه، ووجدها القروي بالفعل فرصة لا تعوض، واكتشفت الأجهزة اللعبة في النهاية، وتم إلقاء القبض على النصاب، بعد أن تعرف القروي على صورته، لأنه كان «مسجل خطر»!

بعد عشر سنوات، التقط الفكرة الكاتب الساخر جليل البنداري، وقدمها في فيلم نهاية الخمسينات، لعب بطولته إسماعيل ياسين وأحمد مظهر وصباح باسم «العتبة الخضراء»، ومع الزمن، تأكدنا جميعاً أن البعض ممكن خداعه، ليس فقط بشراء «الترام» ولكن «العتبة الخضراء»، حيث كانت وقتها تمتلئ بعشرات من عربات «الترام». نتابع عشرات مماثلة من تلك الصفقات، مع اختلاف طريقة البيع، حتى في دائرة الفن، التي تخضع في نهاية الأمر لقانون «العرض والطلب»، حيث يعاد بين الحين والآخر «تفنيط كوتشينة» النجوم، وتتغير المواقع.

الفنان الذي كان في مقدمة المشهد متصدراً قائمة النجوم، من الممكن أن يجد نفسه وقد أصبح خارج الرقعة تماماً، ليصبح صيداً سهلاً لمن أراد أن يبيع له ميدان «العتبة» كله.

مع بزوغ الألفية الثالثة وسيطرة جيل «زد» على مقدرات كل تفاصيل الحياة تغيرت العديد مما كنا نعدّه ثوابت، غير قابلة حتى للمراجعة.

إنهم الجيل الذين ولدوا نهاية التسعينات من القرن الماضي، هم الذين يحددون حالياً مواصفات التعاطي مع الدنيا وعلى مختلف الأصعدة.

قطعاً الفن والثقافة والترفيه دائماً العنوان، شباك التذاكر أو بمعنى آخر ودائرة أكثر اتساعاً، كثافة المشاهدة تتحدد وفقاً لهؤلاء، عندما تصعد أسهم فنان، تأكد أنهم «بايعوه» وعندما تهبط أسهم فنان آخر تأكد أنهم «باعوه»!

الفنان إذا أراد أن يظل على الموجة نفسها مع الناس، عليه أن يمتلك القدرة على قراءة المفردات الجديدة، على المبدع إدراك أن الأبجدية ليست أبداً ثابتة، إلا أن هناك فرقاً بين قراءة وأخرى.

مؤخراً مثلاً تابعت المطرب الكبير وهو يحاول «الشعبطة» في قطار النجاح الشعبي، قدم أغنية يحاول من خلالها، استعادة نجاح لم يعد يعرفه قبل ربع قرن، وجد أن الشارع يغني «سطلانة»، كما أن ما دأبنا على تسميتهم «مطربي المهرجانات» لا يزالون مطلوبين في الشارع، فقدم شيئاً به الكثير من رائحة تلك الأغاني، وانتظر أن يعود مظفراً ومكللاً بالنجاح الجماهيري، واتفق كالعادة مع جيوش متلاحقة من السوشيال ميديا، وقدم أغنية لا يمكن أبداً أن تشبه ملامحه ولا تاريخه ولا إمكاناته، ودفع الكثير للكاتب والملحن والمخرج ثم انتظر، ما تسفر عنه النتيجة.

وبعد أن هدأت الهوجة داخل عالم «السوشيال ميديا»، وأطل على الأرقام الحقيقية، اكتشف أن الحصيلة «زيرو»، وأن هناك من باع له «العتبة الخضراء»، وقبل أن يبدأ إجراءاته القضائية لاسترداد أمواله، قال له فريق المحامين التابع له إن القاعدة المستقرة في العالم كله «القانون لا يحمي المغفلين»!

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المطرب العاطفي اشترى «العتبة الخضراء» المطرب العاطفي اشترى «العتبة الخضراء»



GMT 20:18 2024 الأربعاء ,18 كانون الأول / ديسمبر

مؤتمر الصحفيين السادس.. خطوة للأمام

GMT 14:59 2024 الثلاثاء ,03 أيلول / سبتمبر

مشاهد مُستَفِزَّة.. “راكبينكم راكبينكم..”!

GMT 06:36 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

… لأي قائمة يسارية ديمقراطية نصوت ؟!

GMT 06:23 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

ماذا قال يمامة؟

GMT 06:16 2024 الأحد ,25 آب / أغسطس

مشكلة إصلاح التعليم

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:08 2024 الجمعة ,13 كانون الأول / ديسمبر

أوستن يبحث مع نظيره الإسرائيلي الأحداث في سوريا

GMT 10:04 2024 الأربعاء ,11 كانون الأول / ديسمبر

بلينكن يطالب بتأمين أي مخزونات للأسلحة الكيميائية في سوريا

GMT 05:32 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

العملة المشفرة بتكوين تسجل مئة ألف دولار للمرة الأولى

GMT 00:04 2024 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

«صاحبك راجل» يعيد درة للسينما بعد غياب 13 عامًا

GMT 20:31 2018 الأحد ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

التعادل السلبى يحسم مباراة تشيلسي وايفرتون

GMT 04:44 2018 الأربعاء ,19 أيلول / سبتمبر

رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان يصل إلى السعودية

GMT 11:41 2018 الثلاثاء ,17 تموز / يوليو

شيرين رضا تكشف سعادتها بنجاح "لدينا أقوال أخرى"

GMT 09:36 2018 الأحد ,01 تموز / يوليو

دراسة تنفي وجود "مهبل طبيعي" لدى النساء

GMT 10:26 2018 السبت ,07 إبريل / نيسان

" لفات الحجاب" الأمثل لصاحبات الوجه الطويل
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon