توقيت القاهرة المحلي 18:08:06 آخر تحديث
  مصر اليوم -

(سعاد) يولد من جديد فى (مالمو)!

  مصر اليوم -

سعاد يولد من جديد فى مالمو

بقلم:طارق الشناوي

على مدى تجاوز عامين وفيلم (سعاد) لأيتن أمين غير مسموح بعرضه فى مصر، لأسباب ليس لها أى علاقة كما قد يتبادر للذهن بالرقابة، مشكلات قانونية، بين المشارك فى تأليف الفيلم محمود عزت مع إحدى جهات الإنتاج، القضية لاتزال منظورة أمام المحاكم ولم تتمكن الدولة من منح الفيلم موعدا للعرض الجماهيرى، كاد الفيلم أن يمنع من تمثيل مصر العام الماضى فى مسابقة (أوسكار)- أفضل فيلم أجنبى- لنفس السبب، إلا أنه أساسا لم يصعد للقائمة القصيرة التى تشترط عرضه تجاريا فى بلد الإنتاج، فى كل الأحوال الفيلم أتيح له العرض فى أكثر من دولة عربية، منها تونس، شاركت المنتجة المعروفة درة بو شوشة فى الإنتاج، الفيلم بدأ اسمه يطرق الباب فى مهرجان (كان) تم اختياره للعرض الرسمى للدورة التى لم تعقد واقعيا 2020، إلا أنه احتفظ بـ(لوجو) المهرجان لتصبح أيتن أول مخرجة مصرية تشارك رسميا فى (كان)، بعد ذلك عرض افتراضيا فى مهرجان (برلين) وتتابع تواجده عالميا، إلا أن الجمهور المستهدف لم يره، ولا أدرى بعد مرور هذا الزمن، هل سيجد له مساحة؟.

فى آخر أيام (مالمو)، الذى أعلنت جوائزه مساء أمس، عرض الفيلم، وكان مرشحا بقوة لجائزة الأفضل، حسمت الأصوات الكفة بفارق ضئيل لصالح فيلم (سولا) الجزائرى، الفيلم إنتاج مصرى تونسى ألمانى وهو من الناحية القانونية يمثل الدول الثلاث، رغم أنه كبناء ومذاق مصرى خالص.

عمق (سعاد) الذى منحه كل هذا الحضور، إنه عصرى فى لغة السرد، لا تستوقفه الحكاية بمفرداتها المباشرة، لكن ما وراءها، وهو ينقل ببساطة المتفرج إلى هذا القانون بعد أن يمنحه شفرته الخاصة، شقيقتان إحداهما تحلم بأن تعيش عالمها الافتراضى بواقعية (سعاد)، التى ترحل فى حادث، وتبدأ شقيقتها فى تقمص حياتها مجددا، قدمت أيتن واقعة الرحيل ببساطة، لأنها ليست هى الحكاية، سعاد تقف مع شقيقتها بالشرفة يتبادلان الحوار وتتركها لحظات وتعود إليها، لتجدها وقد سقطت، بلا ثرثرة زائدة ولا حوار خارج العمل الفنى، هل انتحرت أم تعثرت؟ تعمد السيناريو ألا تصبح لغزا، الحجاب أيضا من اللمحات التى توقفت عندها المخرجة وأيضا أداء الصلاة، والحب أو ما تتصوره الفتيات حبا فى تلك المرحلة من العمر، وكأنها تقلب فى صفحات الحياة، الفيلم نسيجه كبناء درامى قائم على الهمس الفنى لا مباشرة فى الحكى، فهو يعتبر المتفرج طرفا فاعلا فى الحكاية وليس مجرد متلقٍ لها، المتفرج الذى ينتظر أن تقدم له كل شىء، تجاوزه الزمن.

تحتفظ شقيقة سعاد بالموبايل الذى سجلت عليه تفاصيل حياتها وحكاية الحب الأول أو الوهم الأول، وهى فى الميكروباص عبرت أيتن عن تكوين سعاد النفسى بتلك الحكايات المختلقة التى ترويها، عن دراستها وخطيبها الوهمى، الشريط السينمائى يمنحك خطوطا عريضة، والإيحاء الجميل، بكل أبعاده، يدفعك لتكملها.

توظيف جيد للعديد من الأغانى، لأم كلثوم ومحمد منير، قدم مدير التصوير ماجد نادر تنفيذا جيدا للصورة بين الكاميرا الثابتة والمحمولة، وأجادت المخرجة قيادة ممثليها الذين يقف أغلبهم لأول مرة أمام الكاميرا، حافظت على طزاجتهم وتلقائيتهم، وهو يعتبر إنجازا عزيز المنال.

هذا هو الفيلم الروائى الطويل الثانى لأيتن بعد (فيلا 69)، وهى حصيلة قطعا ضئيلة فى ظل سوق سينمائية قاسية إلا أن أيتن أكدت بفيلمها (لسه فى أمل)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

سعاد يولد من جديد فى مالمو سعاد يولد من جديد فى مالمو



GMT 08:29 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

الإجابة عِلم

GMT 08:25 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

العرق الإخواني دساس!!

GMT 08:16 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

وزراء فى حضرة الشيخ

GMT 08:05 2024 الأحد ,15 أيلول / سبتمبر

نجاة «نمرة 2 يكسب أحيانًا»!!

ياسمين صبري بإطلالات أنيقة كررت فيها لمساتها الجمالية

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 10:15 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي
  مصر اليوم - أفكار لتزيين واجهة المنزل المودرن والكلاسيكي

GMT 07:24 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب
  مصر اليوم - دراسة توضح علاقة القهوة بأمراض القلب

GMT 11:57 2024 الخميس ,19 أيلول / سبتمبر

تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه
  مصر اليوم - تامر حسني يكشف سبب تصميمه على كتابة أغانيه

GMT 18:46 2017 الأربعاء ,21 حزيران / يونيو

دار Blancheur تعلن عن عرض مميز لأزياء المحجبات في لندن

GMT 10:03 2020 السبت ,28 تشرين الثاني / نوفمبر

طريقة عمل الفاصوليا البيضاء

GMT 04:45 2020 الخميس ,15 تشرين الأول / أكتوبر

الأمن المصري يكشف حقيقة اختطاف فتاة في منطقة "المعادي"

GMT 10:07 2020 السبت ,10 تشرين الأول / أكتوبر

الصحة: تسجيل 106 إصابات جديدة بـ كورونا و12 وفاة

GMT 11:56 2020 الخميس ,13 آب / أغسطس

7 أشكال غريبة لرفوف الكتب تعرفي عليها

GMT 17:04 2020 الثلاثاء ,07 كانون الثاني / يناير

مستشار الرئاسة التركية ياسين أقطاي يوجه رسالة إلى مصر

GMT 08:00 2019 الأحد ,22 كانون الأول / ديسمبر

سيات أتيكا 2020 في مصر رسميًا

GMT 03:29 2019 الثلاثاء ,25 حزيران / يونيو

داليا مصطفى تتعرَّض لعملية نصب وتُحذِّر الفنانين

GMT 08:30 2019 الأحد ,23 حزيران / يونيو

تصميمات "الفيونكة" تزيّن مجوهرات العروس في 2019

GMT 17:44 2019 الثلاثاء ,02 إبريل / نيسان

بلاغ ضد هالة صدقي بسبب فيديو "حثالة المجتمع"
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon