توقيت القاهرة المحلي 16:43:37 آخر تحديث
  مصر اليوم -

لا يهش ولا ينش ولكنه يكش ويكش!

  مصر اليوم -

لا يهش ولا ينش ولكنه يكش ويكش

بقلم - طارق الشناوي

المخرج أصبح يذهب للأستوديو رافعًا راية الاستسلام أمام جبروت نجم الفيلم، لأنه يعلم تمامًا أنه لولا رضائه ما كان من الممكن تواجده أساسًا في (اللوكيشن)، ناهيك عن أنه في الأغلب رشحه للمنتج حتى يتعاقد معه.

تغيرت المنظومة وتبدلت المعايير، وأصبحنا نعيش في ظل قانون الهرم المقلوب، الذي يعنى أن العصمة صارت بيد النجوم.

في لحظة صراحة، قال لى المخرج الشاب إنه ظل يطارد النجم الشهير بضعة أشهر، حتى يوافق أن يعرض عليه مشروعه، قال له النجم وبكل تعال، بعد طول انتظار: (مبدئيًا أنا موافق، وطلب منه أن يشرح له رؤيته الإخراجية، ليحدد بعدها موقفه النهائى).

أجابه المخرج بأن الرؤية هي حقه المطلق، وعليه أن يمنحه الثقة ليتحمل المسؤولية أمام الجمهور، جاء رد النجم حاسمًا: (لا تنسَ أن الجمهور يحاسبنى أنا أولًا)، ومن بعدها تعطلت لغة الكلام، وعاد المخرج الشاب للمربع رقم واحد، يبحث عن نجم يؤمن بأن من حق المخرج تقديم رؤيته بلا وصاية مسبقة من أحد.

أغلب مخرجينا حتى عدد من الكبار منهم، صاروا يقدمون فروض الطاعة والولاء للنجم صاحب الرأى الأول والأخير في المنظومة برمتها.

في الحياة الفنية كثيرًا ما تتحول معالم الضعف إلى مظاهر قوة، المخرج صاحب الإرادة في كثير من الأحيان مستبعد، النجم يريد أن يعمل تحت مظلة المخرج المطيع، الذي ينفذ أوامره، وهكذا قد يبتعد عن العمل مخرجون موهوبون، بينما يتواجد بكثرة هؤلاء الذين يقع اختيار النجوم عليهم، وهم واثقون تمامًا من تنفيذهم، دون حتى مناقشة، لما يريده النجم، ضعفهم هو سر قوتهم.

الخضوع يصل بالمخرج إلى توصيل رسالة علنية، ليس فقط للنجم الذي يعمل تحت مظلته، ولكن للنجوم الآخرين بأنه سيظل دائمًا وأبدًا حريصًا على ألا يغضبهم، وأن مبدأه هو (علشان الشوك اللى في الورد بحب الورد)، ومع الأسف أغلب نجومنا يفضلون العمل مع هؤلاء الذين يتعاملون بسعادة تصل إلى تخوم (المازوخية) مع أشواك الورد.

التجربة العملية أثبتت أن النجم حتى يحقق مكانته ينبغى أن يستند إلى وجهة نظر مخرج، مثلًا في مرحلة فارقة في مطلع عقد التسعينيات من القرن الماضى، تعاون عادل إمام مع المخرج شريف عرفة، الذي قدم مجموعة من الأفلام بدءًا من (اللعب مع الكبار)، الذي كتبه وحيد حامد، تشعر في الشريط السينمائى بروح مخرج لديه عالمه الخاص، صحيح أن الثلاثة (الكاتب والمخرج والنجم)، التقوا في منطقة إبداعية متوسطة، إلا أنه يظل لدينا مخرج صاحب رؤية، قال لى وحيد إن شريف حرص على أن يقول له (أفلامى السابقة لم تحقق إيرادات، وربما يعترض عادل على ترشيحك لى)، رد وحيد (هذا فيلم شريف عرفة وليس عادل إمام).

من صالح النجوم أن يدركوا حاجتهم إلى عين مخرج، إلا أن النسبة الغالبة من النجوم يبحثون فقط عن المخرج المنفذ لأفكارهم وشطحاتهم، كثيرًا ما تغيب عن الشاشة أسماء مخرجين كبار، لا أعنى بكلمة كبار المرحلة العمرية ولكن العطاء الفنى، الذي لا يمكن قياسه بالزمن، عدد من الأفلام السينمائية المغايرة للسائد اعتمدت على نبض مخرجيها أكثر من سطوة نجومها، إلا أن نجوم هذا الجيل صار أغلبهم يبحثون عن محدودى الإرادة والموهبة، المخرج مهيض الجناح، الذي تمت قصقصة ريشه، هو المطلوب لأنه داخل الأستوديو (لا يهش ولا ينش ولكنه يكش ويكش)!!.

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

لا يهش ولا ينش ولكنه يكش ويكش لا يهش ولا ينش ولكنه يكش ويكش



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon