توقيت القاهرة المحلي 21:02:43 آخر تحديث
  مصر اليوم -

موتى لا يعرفون التحلل... علاء بعد عبد الحليم!

  مصر اليوم -

موتى لا يعرفون التحلل علاء بعد عبد الحليم

طارق الشناوي
بقلم - طارق الشناوي

قبل نحو عشر سنوات قرأنا على لسان عدد من ورثة عبد الحليم حافظ، أنهم عندما اضطروا لفتح المقبرة ونقل جسده إلى مقبرة أخرى، نظراً لأن الأولى معرضة لتسريب المياه الجوفية، اكتشفوا أن جسد عبد الحليم كما هو لم يتم تحلله.
هذه الأيام وفي الذكرى التاسعة عشرة لفنان الكوميديا علاء ولي الدين، تكرر الأمر مع شقيق علاء الذي أعلن أنهم عندما قرروا نقل رفاته إلى مقبرة أخرى، أكثر اتساعاً أقامتها العائلة، اكتشفوا أيضاً عدم تحلل الجسد.
أعادوا تقريباً نفس الكلمات؛ أن الوجه والشعر والعينين كما هي، لا نستطيع قطعاً أن نتهم أحداً بالكذب، إلا أن المنطق العقلي يجب أن يحكمنا في تحليل ما نستمع إليه.
أنا أضعه تحت إطار فرط الحب، هذا هو ما يدفعنا لكي نسعد لا شعورياً، بتلك الحكايات.
عندما رحل علاء ولي الدين، كتبت عموداً عنوانه «الطفل يصعد إلى السماء»، علاء لم يكن قد بلغ بعد الأربعين، وظل محتفظاً بملامح الطفل، كان قد عاد قبل ساعات من البرازيل، في ليلة عيد الأضحى، حيث كان يصور هناك فيلماً اسمه «عربي تعريفة»، وأشرف بنفسه على ذبح الأضحية وتوزيعها على الفقراء، وأقام صلاة العيد في الجامع القريب من بيته، وعاد لمنزله، وبعدها بلحظات فاضت روحه للسماء، وصلينا على روحه الطاهرة في نفس الجامع.
علاء لم يترك رصيداً كبيراً بمقياس العدد، إلا أن مثلاً فيلمي «عبود ع الحدود» و«الناظر» اخترقا حاجز الزمن، وصارا أحد العناوين المهمة للأفلام الكوميدية.
عبد الحليم حافظ الأسطورة لا تزال أغانيه التي لم تتجاوز رقم 200 قادرة على الحياة، وتقنية «الهولوغرام» أعادته إلينا مؤخراً، وقدم موسم الرياض له مسرحية «حبيبتي من تكون»، فهو قادر على اختراق الزمن.
الأساطير عادة نبحث لها عن حالة تشبهها، وعلى الجانبين، المتطرفون دينياً ملأوا العالم الافتراضي قبل سنوات، صوراً لمقابر تشتعل فيها النيران، وادعوا أنها من العالم الآخر لأم كلثوم وعبد الوهاب وفريد وعبد الحليم وباستخدام المؤثرات الصوتية، بثوا الرعب في قلوب كل من استمع إليهم.
أتذكر قبل نحو ثلاثين عاماً، أن مصر كانت تتحدث عن واقعة غريبة جداً، وهي عودة الفنان صلاح قابيل من الموت، وأنهم قد فتحوا المقبرة بعد أيام من مراسم الدفن، عندما سمعوا ضجيجاً وصوت استغاثة تحت الأرض واكتشفوا أن صلاح حي يرزق.
ساهم في ترويج الإشاعة حوار صحافي نشرته إحدى المجلات وكتبت على الغلاف صلاح قابيل يتحدث إليكم، وقال في حوار «مفبرك»، كيف أنه أصيب بغيبوبة مؤقتة، واعتقدوا أنه مات ودفنوه وبعد أيام أفاق وعاد للحياة، ولم يقرأ أحد الحديث كاملاً، لأن الصحافي في نهايته أكد أن هذا الحديث لم يحدث، وأن صلاح مات، والموتى لا يعودون للحياة. كانت قد ملأت مصر تلك الشائعة، فأراد الصحافي أن يسخر منها بطريقة عملية، فأدى ذلك إلى تأكيدها.
كل ذلك حدث قبل «السوشيال ميديا» ولو كنا نعيش هذا الزمن لوجدنا أن الحديث الصحافي تحول إلى حديث مرئي عن طريق «الفوتومونتاج» وكأن صلاح يجريه الآن.
هل ما تابعناه يدخل في إطار الادعاء؟ تحليلي أنه نوع من الحب المفرط، قال أحدهم بعد فتح المقبرتين، عبد الحليم وعلاء ولي الدين كما هما فصدقه الآخرون، وتناقلوا جميعاً الخبر باعتبارهم شهود عيان.
ستظل أسطورة كبار الفنانين تكمن فيما تركوه لنا من إبداع، أما الجسد فإنه من التراب وإلى التراب يعود!!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

موتى لا يعرفون التحلل علاء بعد عبد الحليم موتى لا يعرفون التحلل علاء بعد عبد الحليم



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 09:22 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية
  مصر اليوم - قرية بورميو الإيطالية المكان المثالي للرياضات الشتوية

GMT 09:31 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة
  مصر اليوم - الزرع الصناعي يضيف قيمة لديكور المنزل دون عناية مستمرة

GMT 19:11 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة
  مصر اليوم - حزب الله يعلن قصف قاعدة عسكرية في جنوب إسرائيل لأول مرة

GMT 10:54 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر
  مصر اليوم - الفستق يتمتع بتأثير إيجابي على صحة العين ويحافظ على البصر

GMT 20:50 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض
  مصر اليوم - منة شلبي تقدم شمس وقمر في موسم الرياض

GMT 10:18 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

"نيسان" تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان "نيسمو" الـ25
  مصر اليوم - نيسان تحتفي بـ40 عامًا من التميّز في مهرجان نيسمو الـ25

GMT 10:24 2024 الأحد ,10 تشرين الثاني / نوفمبر

اليونان تمزج بين الحضارة العريقة والجمال الطبيعي الآسر

GMT 09:20 2024 الخميس ,08 شباط / فبراير

نصائح لعرض المنحوتات الفنية في المنزل

GMT 04:36 2024 الإثنين ,14 تشرين الأول / أكتوبر

فئات مسموح لها بزيارة المتحف المصري الكبير مجانا

GMT 15:44 2021 الجمعة ,22 تشرين الأول / أكتوبر

تفاصيل حوار باتريس كارتيرون مع رزاق سيسيه في الزمالك

GMT 06:24 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

رينو 5 الكهربائية الجديدة تظهر أثناء اختبارها

GMT 08:54 2017 الأربعاء ,25 تشرين الأول / أكتوبر

نادية عمارة تحذر الأزواج من مشاهدة الأفلام الإباحية

GMT 00:03 2024 الجمعة ,01 تشرين الثاني / نوفمبر

كيت ميدلتون ترسل رسالة لنجمة هندية بعد شفائها من السرطان

GMT 07:36 2024 الإثنين ,28 تشرين الأول / أكتوبر

ياسمين صبري تتألق بالقفطان في مدينة مراكش المغربية
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon