توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

انطباعات غير فنية عن مباراة مصر والكاميرون

  مصر اليوم -

انطباعات غير فنية عن مباراة مصر والكاميرون

بقلم: عماد الدين حسين

كيف يمكن أن نفهم أن الفريق القومى الأول لكرة القدم الذى قدم الأداء السيئ والباهت فى أولى مبارياته ببطولة الأمم الأفريقية أمام نيجيريا وانهزم بهدف، هو نفس الفريق الذى قدم أداء مقنعا وجيدا وتكتيكيا فى كل مبارياته التالية، وتمكن من الفوز فيها جميعا أمام غينيا بيساو والسودان وساحل العاج والمغرب، وأخيرا أمام الكاميرون ليلة الخميس الماضى على أرضها ووسط جمهورها وحكمها؟!

ربما فى إجابة هذا السؤال يكمن سر وحلاوة وإثارة لعبة كرة القدم، وعدم القدرة على التنبؤ، وبالتالى تكون حلاوة وجمال التفوق.
حاولوا أن تذكروا مستوى وطبيعة ونوعية النقاش الذى كان سائدا بين المصريين نقادا وجماهير قبل بداية البطولة، وحتى بعد المباراة الأولى أمام نيجيريا. معظمنا كان يتحدث عن أن فرحتنا قليلة، وأن مستوانا صار هو الثانى بعد السنغال والمغرب والجزائر ونيجيريا، ثم تفاجأ الجميع بأن الجزائر حاملة اللقب خرجت من الدور الأول!، ولحقتها نيجيريا فى دور الـ ١٦، وبعدها خرجت تونس، ثم تمكنت مصر من إقصاء كل من ساحل العاج والمغرب والكاميرون على التوالى؛ لتبلغ الدور النهائى للبطولة غدا الأحد أمام السنغال، وبالتالى من حق ليفربول أن يفخر أن اثنين من كبار نجومه وهما محمد صلاح وساديو مانيه تمكنا من الوصول بفريقهما إلى نهائى البطولة الأفريقية، التى يضعها البعض فى المرتبة الثانية بعد بطولة الأمم الأوروبية.
فى هذه السطور لا أكتب تحليلا فنيا للبطولة ولفريفنا، ولكن لألقى الضوء على نقاط على هامش هذه البطولة التى يرى البعض أن مستواها الفنى بصفة عامة قد تراجع إلى حد كبير، وصعدت فرق كنا نصنفها ضعيفة، فى حين تراجعت دول كنا نصنفها قوية جدا.
ظنى الشخصى، وبغض النظر عن نتيجة المباراة النهائية غدا الأحد بين مصر والسنغال، أن فريقنا قدم أداء طيبا جدا بصفة عامة، إذا نظرنا إلى كل الظروف المحيطة، ولم ننظر إلى التاريخ فقط، باعتبار أننا أبطال هذه القارة والأكثر مشاركة والأكثر وصولا إلى النهائيات.
بطبيعة الحال أتمنى أن نفوز بالبطولة، لكن حتى إذا لم نوفق ــ لا قدر الله ــ فلن أكون أنا وكثيرين غيرى ناقمين على الفريق، لأنه بالفعل، ظل أداؤه يتحسن بصورة ملفتة، حتى وصل للمباراة النهائية، وبصورة جعلت الجميع يشيد بنا.
المدرب البرتغالى كارلوس كيروش أثبت أنه ليس ضعيفا بالصورة التى كنا نعتقدها فى المباراة الأولى، وارتكب خلالها أخطاء كثيرة، لكنه لم يكابر وغيَّر خططه، وظل يلعب بصور مختلفة حسب طبيعة كل مباراة، حتى بلغ النهائى.
لاعبو المنتخب أثبتوا مجددا أن عوامل الانتماء والحماس والتفانى، يمكن أن يعوّض فارق الإمكانيات البدنية والاحترافية الموجودة لدى بعض الأفارقة، وأكدوا حقيقة أن أداءهم يكون أفضل كثيرا فى البطولة المجمعة، وهى الصفة التى برهن عليها المدرب القدير حسن شحاتة الذى فاز بثلاث بطولات متتالية فى ٢٠٠٦ و٢٠٠٨ و٢٠١٠.
الحكم الجامبى بكارا جساما كان متحيزا إلى حد كبير ضد فريقنا، وحتى فى اللحظات التى كان يحاول البرهنة على أنه محايد، كانت لغة جسده تفضحه، خصوصا فى وقائع الإنذارات المتتالية لفريقنا وجهازه الفنى وطرد كيروش، نهاية بالتلكؤ فى إعلان فوزنا بعد تصدى محمد أبوجبل لضربة الجزاء الأخيرة.
بعض التحكيم الأفريقى سيظل مشكلة، وسيظل العامل الأكثر تأثيرا فى عدم تقدم الكرة الأفريقية، رغم المواهب الفنية الكثيرة للاعبيه. لكن والموضوعية أيضا، فإن جساما، ما كان ليستطيع أن يجامل الكاميرون، من دون أن يساعد لاعبو الكاميرون أنفسهم، خصوصا أن رئيس الاتحاد الدولى لكرة القدم وكبار المسئولين عن اللعبة موجودون فى الاستاد، ثم إن الفضائيات والتكنولوجيا لعبت دورا إلى حد ما فى تحجيم انحياز الحكام، خصوصا تقنية «الفار».
ورغم أن الكاميرون تستعد منذ سنوات لهذه البطولة، ولم تستطع أن تنظم البطولة السابقة التى نظمتها مصر فى اللحظات الأخيرة، إلا أن مستوى التنظيم ضعيف جدا، والملاعب سيئة، ولو كان ملعب مباراة مصر والكاميرون جيدا لسجل محمد صلاح من انفراده.
أيضا صامويل إيتو رئيس الاتحاد الكاميرونى لم يكن موفقا فى تصويره اللقاء على أنه حرب ينبغى كسبها، وحسنا فعل حينما تراجع بطريقة مهذبة، لكن بعض الجماهير المصرية التى خرجت عقب الفوز ليلة الخميس الماضية ردت عليه وعلى تصريحاته بطريقتها الخاصة.. شكرا لكل لاعبى المنتخب وللجهاز الفنى على هذا الأداء، وننتظر البطولة غدا حتى تكون هدية ينتظرها المصريون بكل شغف.
أما فرحة المصريين ومعناها فتستحق نقاشًا لاحقـًا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

انطباعات غير فنية عن مباراة مصر والكاميرون انطباعات غير فنية عن مباراة مصر والكاميرون



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon