توقيت القاهرة المحلي 10:32:42 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أهمية منع صناديق التبرعات بالمساجد

  مصر اليوم -

أهمية منع صناديق التبرعات بالمساجد

بقلم : عماد الدين حسين

نعم للتبرع لعمارة المساجد أو لأى مشروعات خيرية، لكن شرط أن يتم ذلك فى إطار العلانية والشفافية والحوكمة، وأن تصل التبرعات إلى أهدافها الفعلية، وليس إلى جيوب بعض العاملين فى المساجد، أو بعض الجهات المشبوهة.
جميعنا رأى وشاهد صناديق التبرعات فى غالبية المساجد، وجميعنا سمع العبارات الشهيرة التى تحض على التبرع، سواء فى المواصلات العامة أو الشوارع، وأشهرها «تبرع يا مؤمن لبناء بيت من بيوت الله».
وأتذكر جيدا خلال دراستى الجامعية، وكان أتوبيس النقل العام هو وسيلتى للمواصلات، هى صعود شخص ما ومعه صندوق، ويبدأ فى الخطابة داعيًا الجميع إلى التبرع لبناء مسجد، وأحيانًا مستشفى أو مستوصف، لكن بناء وترميم المساجد كان هو الوجه الأكبر لعملية التبرعات.
هل كل من يجمع تبرعات لص؟
بالطبع الإجابة هى لا، الغالية نيتها طيبة، لكن هناك آخرين استغلوا هذه العملية الخيرية للاستيلاء على أموال التبرعات فى جيوبهم الخاصة، وكانت هناك تقارير مختلفة تتحدث عن استغلال بعض الجماعات المتطرفة لأموال التبرعات فى عمليات غير مشروعة فى الداخل والخارج، وهناك تقديرات كثيرة بأن بعضا من هذه التبرعات ذهبت لتمويل جماعات إرهابية ومتطرفة فى الخارج.
من أجل كل ذلك فإن قرار وزير الأوقاف الدكتور محمد مختار جمعة برفع صناديق التبرعات بصفة نهائية اعتبارا من يوم ١٥ نوفمبر الماضى، هو واحد من القرارات المهمة التى اتخذتها الوزارة لإصلاح هذا التشوه، وأن تتم عملية التبرعات بصورة واضحة.
الوزير قال إن القرار رقم ٣٧٣ لسنة ٢٠٢١ هدفه تنظيم عملية التبرع؛ لتكون فى إطار الحوكمة والنزاهة والشفافية من خلال الدفع غير النقدى، وأن تتوجه التبرعات إلى مواضعها الصحيحة، سواء فى عمارة المساجد أو خدمة الأسر والمجتمع، من خلال دورة مستندية شفافة.
الوزارة طلبت من الأئمة والعاملين بالأوقاف سرعة رفع صناديق التبرعات بالمساجد قبل نهاية مهلة الإثنين الماضى، لحين إنهاء إجراءات فتحها بمعرفة اللجان المختصة، ومن يخالف القرار سيعرِّض نفسه للمساءلة القانونية، وسيتم تحرير محضر جمع مال خارج إطار القانون، بل حل مجلس إدارة أى مسجد لا يلتزم بجميع التعليمات الصادرة بشأن ضوابط التبرعات وسرعة رفع الصناديق منها.
المصريون ربما يكونون من أكثر الشعوب المسلمة تبرعًا لعمارة المساجد، ويفعلون ذلك باقتناع حقيقى، لكن للأسف فإن جزءًا من هذه التبرعات لا يذهب لعمارة المساجد، وبالتالى وجب تدخُّل الدولة لإعادة ضبط الأمر.
المؤكد أن تطبيق هذا القرار الجرىء سوف يضرب فى مقتل اللوبى الذى يستغل تبرعات الناس لمصلحته الخاصة، ولذلك فسوف تحاول هذه اللوبيات مهاجمة الفكرة وانتقادها، بل وربما تصويرها باعتبارها للتضييق على المساجد، رغم أن الدولة تفتح عشرات المساجد كل يوم جمعة منذ شهور طويلة.
وزير الأوقاف يبذل جهودا كبيرة لضبط الأمور داخل وزارة الأوقاف منذ فترة طويلة، وهو يواجه بمقاومة شرسة من كل أنصار الجماعات المتطرفة والمتعاطفين معهم، وكذلك أصحاب المصالح الذين استفادوا من الفوضى الرهيبة طوال عقود ماضية، وكونوا ثروات ضخمة من خلال المتاجرة بمشاعر المواطنين الدينية، وبالتالى من المهم الاستمرار فى سياسة الحوكمة والشفافية، وكشف كل المتاجرين بالدين من أجل جيوبهم الخاصة، والضرب بيد من حديد على هذه اللوبيات التى قد تتحالف مع الشيطان من أجل استمرار مكاسبها الحرام.
أتمنى من وزارة الأوقاف أن تواصل عملية ضرب أوكار الفساد والمتاجرة بالدين من أول إجبار الناس على دفع مقابل وضع أحذيتهم خلال الصلاة، نهاية بالتبرع الإجبارى للمسجد أو لأى هدف آخر.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أهمية منع صناديق التبرعات بالمساجد أهمية منع صناديق التبرعات بالمساجد



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 09:58 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»
  مصر اليوم - استكمال محاكمة 3 متهمين في قضية «تنظيم الجبهة الإسلامية»

GMT 09:56 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية
  مصر اليوم - حميد الشاعري يكشف تفاصيل بيع بصمته الصوتية

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon