توقيت القاهرة المحلي 05:51:25 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين تتجه إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

أين تتجه إثيوبيا

بقلم : عماد الدين حسين

فى ٤ نوفمبر ٢٠٢٠ أى حوالى قبل عام، أعلن آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى الحرب على إقليم التيجراى، بحجة أنه تمرد على سلطة الحكومة والجيش، وأجرى انتخابات نيابية منفردة. وبعدها بأسابيع أعلن آبى أحمد الانتصار الساحق على جبهة تحرير التيجراى، ودخلت قواته إلى مدينة ميكيلى عاصمة الإقليم. لكن قوات الجبهة شنت هجمات مضادة، وتمكنت قبل شهور قليلة من طرد قوات آبى أحمد، وقبل أيام أعلنت أنها سيطرت على مدينتين استراتيجيتين مما يمكنها من إمكانية التقدم باتجاه العاصمة أديس أبابا التى لم تعد تبعد عنها سوى ٣٠٠ كيلومتر.
السؤال: كيف وصل نظام آبى أحمد وقواته إلى هذا المستوى المتردى، والأهم هل سيتمكن من الصمود، أم أن قوات التيجراى المتحالفة مع جيش تحرير أورومو، يمكنها فعلا دخول العاصمة وإسقاط نظام آبى أحمد؟!
حينما هاجمت قوات الجيش الاتحادى إقليم التيجراى فى ٤ نوفمبر العام الماضى، بحجة أن قوات جبهة تحرير التيجراى قد هاجمت قاعدة عسكرية اتحادية، فإنها حققت انتصارات عسكرية سريعة، لكن ذلك لم يستمر لأن الجبهة سرعان ما أعادت ترتيب أوراقها، وشنت حرب عصابات أنهكت الجيش الإثيوبى الذى اضطر لإعلان هدنة ووقف إطلاق النار بحجة إدخال المساعدات الإنسانية، لكن الحقيقة هى أنه انهزم هزيمة عسكرية واضحة، واضطر للانسحاب.
جبهة تحرير التيجراى لم تكتفِ بالسيطرة على معظم الإقليم ولكنها بدأت مطاردة قوات أحمد خارج الإقليم، وحققت إنجازات عسكرية أهمها السيطرة على مدينة ديسى الاستراتيجية ثم مدينة كومبولتشا، مما مكنها من قطع الطريق إلى جيبوتى الذى يعتبر الشريان الرئيسى للاقتصاد الإثيوبى.
إثيوبيا دولة حبيسة بلا شواطئ ولذلك فإن معظم الصادرات والواردات تمر عبر ميناء جيبوتى، ولذلك فإن سيطرة المعارضة على هذا الطريق يجعل الاقتصاد الإثيوبى يدفع ثمنا غاليا جدا، وتقديرات البنك الدولى أن الحرب كلفت الاقتصاد الإثيوبى أكثر من ٥٠٠ مليون دولار فى هذا العام فقط، وبالتالى فإن الاقتصاد الإثيوبى الذى كان الأسرع نموا فى أفريقيا، بمعدلات وصلت إلى ١٠٪ قد هبط هذا العام إلى ٢٪ فقط.
التطور الأهم هو التحالف الذى تم الإعلان عنه يوم الجمعة الماضى من واشنطن بين ٩ قوى لإسقاط آبى أحمد، وهى تتكون من جماعات مسلحة وقوى سياسية يمثلون بعض الأقاليم والعرقيات.
ممثل حركة «أجيو الديمقراطية» أدماسوتيجاى قال خلال التوقيع فى واشنطن إنه تم تشكيل «الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية»، وهى تتكون من قوات تحارب النظام الذى يرتكب إبادات جماعية، حسبما نقلت عن شبكة سى إن إن، التى تقول إن النظام يواجه تحديا جسيما فى مواجهة زحف المعارضة، التى تقول إنها باتت على بعد أسابيع أو أشهر من دخول العاصمة، خصوصا بعد سيطرتها على مدينة جربا جوراتشا، التى تبعد ١٦٠ كيلومترا عن أديس أبابا.
على الأرض فإن أساس التحالف الذى يواجه قوات آبى أحمد هو جبهة تحرير التيجراى وجيش تحرير أورومو.
فى حين أن أسياسى أفورقى رئيس إريتريا يعتبر الداعم الرئيسى لقوات آبى أحمد، لأنه يريد الثأر من التيجراى الذين كانوا رأس الحربة فى الصراع والحرب الدموية بين البلدين خلال ١٩٩٨ ــ ٢٠٠٠، إضافة إلى بعض الميليشيات فى إقليم الأمهرا التى تعتقد أنها يمكن أن تتقدم إلى واجهة الحكم بديلا للتيجراى فى حالة هزيمة الطرف الأخير.
بعد هذه التطورات، فإن هناك أسئلة كثيرة، بلا إجابات قاطعة أهمها، ما هى القدرات العسكرية لكل طرف من الأطراف المتصارعة، وهل صحيح أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بتغيير نظام آبى أحمد، خصوصا أن إعلان التحالف الجديد خرج من عاصمتها، وما هو موقف الصين الحليف الرئيسى لأحمد، والأهم إلى من ينحاز الشعب الإثيوبى، أم هو منقسم بدوره؟!
من الواضح، وبعد التطورات المتسارعة الأخيرة فى كل من إثيوبيا، وكذلك فى السودان، فإن المنطقة داخلة فى حالة من الغموض وعدم اليقين، مما يستلزم انتباها مصريا أكثر، خصوصا فى تأثير كل ذلك على قضية سد النهضة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين تتجه إثيوبيا أين تتجه إثيوبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon