توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

أين تتجه إثيوبيا؟

  مصر اليوم -

أين تتجه إثيوبيا

بقلم : عماد الدين حسين

فى ٤ نوفمبر ٢٠٢٠ أى حوالى قبل عام، أعلن آبى أحمد رئيس الوزراء الإثيوبى الحرب على إقليم التيجراى، بحجة أنه تمرد على سلطة الحكومة والجيش، وأجرى انتخابات نيابية منفردة. وبعدها بأسابيع أعلن آبى أحمد الانتصار الساحق على جبهة تحرير التيجراى، ودخلت قواته إلى مدينة ميكيلى عاصمة الإقليم. لكن قوات الجبهة شنت هجمات مضادة، وتمكنت قبل شهور قليلة من طرد قوات آبى أحمد، وقبل أيام أعلنت أنها سيطرت على مدينتين استراتيجيتين مما يمكنها من إمكانية التقدم باتجاه العاصمة أديس أبابا التى لم تعد تبعد عنها سوى ٣٠٠ كيلومتر.
السؤال: كيف وصل نظام آبى أحمد وقواته إلى هذا المستوى المتردى، والأهم هل سيتمكن من الصمود، أم أن قوات التيجراى المتحالفة مع جيش تحرير أورومو، يمكنها فعلا دخول العاصمة وإسقاط نظام آبى أحمد؟!
حينما هاجمت قوات الجيش الاتحادى إقليم التيجراى فى ٤ نوفمبر العام الماضى، بحجة أن قوات جبهة تحرير التيجراى قد هاجمت قاعدة عسكرية اتحادية، فإنها حققت انتصارات عسكرية سريعة، لكن ذلك لم يستمر لأن الجبهة سرعان ما أعادت ترتيب أوراقها، وشنت حرب عصابات أنهكت الجيش الإثيوبى الذى اضطر لإعلان هدنة ووقف إطلاق النار بحجة إدخال المساعدات الإنسانية، لكن الحقيقة هى أنه انهزم هزيمة عسكرية واضحة، واضطر للانسحاب.
جبهة تحرير التيجراى لم تكتفِ بالسيطرة على معظم الإقليم ولكنها بدأت مطاردة قوات أحمد خارج الإقليم، وحققت إنجازات عسكرية أهمها السيطرة على مدينة ديسى الاستراتيجية ثم مدينة كومبولتشا، مما مكنها من قطع الطريق إلى جيبوتى الذى يعتبر الشريان الرئيسى للاقتصاد الإثيوبى.
إثيوبيا دولة حبيسة بلا شواطئ ولذلك فإن معظم الصادرات والواردات تمر عبر ميناء جيبوتى، ولذلك فإن سيطرة المعارضة على هذا الطريق يجعل الاقتصاد الإثيوبى يدفع ثمنا غاليا جدا، وتقديرات البنك الدولى أن الحرب كلفت الاقتصاد الإثيوبى أكثر من ٥٠٠ مليون دولار فى هذا العام فقط، وبالتالى فإن الاقتصاد الإثيوبى الذى كان الأسرع نموا فى أفريقيا، بمعدلات وصلت إلى ١٠٪ قد هبط هذا العام إلى ٢٪ فقط.
التطور الأهم هو التحالف الذى تم الإعلان عنه يوم الجمعة الماضى من واشنطن بين ٩ قوى لإسقاط آبى أحمد، وهى تتكون من جماعات مسلحة وقوى سياسية يمثلون بعض الأقاليم والعرقيات.
ممثل حركة «أجيو الديمقراطية» أدماسوتيجاى قال خلال التوقيع فى واشنطن إنه تم تشكيل «الجبهة المتحدة للقوات الفيدرالية والكونفيدرالية الإثيوبية»، وهى تتكون من قوات تحارب النظام الذى يرتكب إبادات جماعية، حسبما نقلت عن شبكة سى إن إن، التى تقول إن النظام يواجه تحديا جسيما فى مواجهة زحف المعارضة، التى تقول إنها باتت على بعد أسابيع أو أشهر من دخول العاصمة، خصوصا بعد سيطرتها على مدينة جربا جوراتشا، التى تبعد ١٦٠ كيلومترا عن أديس أبابا.
على الأرض فإن أساس التحالف الذى يواجه قوات آبى أحمد هو جبهة تحرير التيجراى وجيش تحرير أورومو.
فى حين أن أسياسى أفورقى رئيس إريتريا يعتبر الداعم الرئيسى لقوات آبى أحمد، لأنه يريد الثأر من التيجراى الذين كانوا رأس الحربة فى الصراع والحرب الدموية بين البلدين خلال ١٩٩٨ ــ ٢٠٠٠، إضافة إلى بعض الميليشيات فى إقليم الأمهرا التى تعتقد أنها يمكن أن تتقدم إلى واجهة الحكم بديلا للتيجراى فى حالة هزيمة الطرف الأخير.
بعد هذه التطورات، فإن هناك أسئلة كثيرة، بلا إجابات قاطعة أهمها، ما هى القدرات العسكرية لكل طرف من الأطراف المتصارعة، وهل صحيح أن الولايات المتحدة اتخذت قرارا بتغيير نظام آبى أحمد، خصوصا أن إعلان التحالف الجديد خرج من عاصمتها، وما هو موقف الصين الحليف الرئيسى لأحمد، والأهم إلى من ينحاز الشعب الإثيوبى، أم هو منقسم بدوره؟!
من الواضح، وبعد التطورات المتسارعة الأخيرة فى كل من إثيوبيا، وكذلك فى السودان، فإن المنطقة داخلة فى حالة من الغموض وعدم اليقين، مما يستلزم انتباها مصريا أكثر، خصوصا فى تأثير كل ذلك على قضية سد النهضة.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

أين تتجه إثيوبيا أين تتجه إثيوبيا



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon