توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب؟

  مصر اليوم -

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى ينتظره المواطن العادى من منتدى الشباب العالمى، وربما السؤال بصورة أكثر مباشرة هو: هل المنتدى سيعود بأى نوع من النفع على المواطن المصرى العادى، أو حتى للمجتمع؟!
أطرح هذ السؤال لأن البعض يتساءل مستنكرا ما هى فائدة عقد مثل هذا المنتدى، وألم يكن من الأجدى أن نوفر تكلفة هذا المنتدى فى أمور مفيدة، خصوصا أن لدينا مشاكل اقتصادية كثيرة؟!
مثل هذا السؤال يتكرر بصورة وصيغ كثيرة، على ألسنة بعض الناس، وعلى السوشيال ميديا، وهى أسئلة تنفخ فيها التنظيمات الإرهابية المتربصة، التى صارت بضاعتها الرئيسية الآن هى الشماتة فى الموت والنفخ فى أى معلومة ناقصة، أو ترويج إشاعة كاذبة، ظنا أن ذلك قد يعيدها إلى أيامها الخوالى!
وبعيدا عن تربص مثل هذه التنظيمات، فنحن نناقش هنا الأسئلة التى يسألها بعض المواطنين بحسن نية، ومن حقهم أن يتلقوا إجابات واضحة ومقنعة عنها.
بعض المواطنين ينظر لكل القضايا من زاوية واحدة فقط، وهى تتخلص فى سؤال جوهرى: ما الذى سوف يعود على من وراء هذا المؤتمر أو المنتدى أو المشروع؟!
من هذا المنظور الضيق فإن هذا المواطن لا يرى فى رصف طريق عمومى، أو إنشاء حديقة عامة، أو مصنع أو مدرسة أو مستشفى أو أى مشروع عام، منفعة، طالما أنه لم يستفد منه بصورة مباشرة، فى حين أن الواقع يقول إن مثل هذه المشروعات ستعود بالنفع على جميع المواطنين والمقيمين فى البلد.
لو أن البعض يرى أن المواطن العادى أو المجتمع لن يستفيد شيئا، ففى هذه الحالة وجب على كل دول العالم أن تتوقف عن عقد أى مؤتمرات عامة يشارك فيها ممثلون من دول مختلفة، لأنها بهذا التعريف الضيق مضيعة للوقت والجهد والمال، ولدى كل منها فقراء ومحتاجون لكل جنيه أو دولار.
لكن لو أن من يطرح السؤال فكر فيه بهدوء فسوف يكتشف أن مثل هذه المؤتمرات والمنتديات مفيدة لكل المواطنين وللحكومة والدولة وسائر المجتمع، شرط أن يتم تنظيمها بصورة صحيحة تصب فى صالح الجميع.
منتدى الشباب العالمى فرصة للحوار بين الشباب المصرى بعضه البعض، ثم هو فرصة أكبر للحوار مع الشباب العالمى الذى حضر هذا المنتدى فى دورته الرابعة.
وفيما يتعلق بالمنتدى الأخير فى شرم الشيخ فإن إدارته أعلنت أكثر من مرة أن كل تكاليفه جاءت من الرعاة المختلفين من بنوك ومؤسسات وهيئات، وأنه لم يكلف ميزانية الدولة جنيها واحدا.
ثانيا فإن عقد هذا المنتدى يصب فى تحسين صورة مصر أمام العالم أجمع، هو يظهرها بأنها دولة آمنة ومستقرة وقادرة على تنظيم مثل هذه المؤتمرات الكبرى، وبالتالى فإن صورة مصر ستكون إيجابية للغاية فى نظر الجميع، وبدلا من الصورة السلبية عن سيناء باعتبارها المكان الذى ينشط فيه الإرهابيون، فإن المنتدى يعكس الأمر إلى صورة إيجابية عن البلد والاستقرار وصور الشباب المتآلف، بديلا لصورة القتل والتفجير والإرهاب التى تذخر بها المنطقة العربية.
مثل هذه الصورة يدفع فيها البعض ملايين الدولارات كإعلانات مباشرة أو غير مباشرة، فى حين أن المنتدى حققها بأقل قدر من التكاليف.
الأهم أنه تترسخ هذه الصورة لدى كثيرين فإنها تعود فى شكل مزيد من أعداد السائحين ومزيد من المستثمرين، وحينما يحدث ذلك، فإنه يعود بالنفع المباشر أولا على فرص العمل، وثانيا على إيراداتنا من العملات الأجنبية، وهو ما يعنى تحسنا فى المؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، بما يخفف من وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة على كثير من المواطنين، وبالتالى سوف يستفيد منها المواطن العادى.
العديد من الدول تنظم مؤتمرات ومهرجانات ومنتديات وفعاليات كثيرة، يراها البعض أحيانا بلا طائل أو جدوى، بل تكلف الخزانة العامة أموالا كثيرة. لكن إحدى الوظائف الأساسية لمثل هذا النوع من الأنشطة هو تحسين صورة البلد، وزيادة مصادر قوته الناعمة وجذب السياحة والاستثمارات إليه، بما يعود بالفائدة على كل مواطن، وعلى الاقتصاد القومى بصفة عامة.
لكن مرة أخرى بشرط جوهرى هو أن يتم عقد هذه المنتديات بصورة احترافية تخاطب الخارج وتتواصل معه، وتحقق الهدف المرجو من عقدها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon