توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب؟

  مصر اليوم -

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب

بقلم: عماد الدين حسين

ما الذى ينتظره المواطن العادى من منتدى الشباب العالمى، وربما السؤال بصورة أكثر مباشرة هو: هل المنتدى سيعود بأى نوع من النفع على المواطن المصرى العادى، أو حتى للمجتمع؟!
أطرح هذ السؤال لأن البعض يتساءل مستنكرا ما هى فائدة عقد مثل هذا المنتدى، وألم يكن من الأجدى أن نوفر تكلفة هذا المنتدى فى أمور مفيدة، خصوصا أن لدينا مشاكل اقتصادية كثيرة؟!
مثل هذا السؤال يتكرر بصورة وصيغ كثيرة، على ألسنة بعض الناس، وعلى السوشيال ميديا، وهى أسئلة تنفخ فيها التنظيمات الإرهابية المتربصة، التى صارت بضاعتها الرئيسية الآن هى الشماتة فى الموت والنفخ فى أى معلومة ناقصة، أو ترويج إشاعة كاذبة، ظنا أن ذلك قد يعيدها إلى أيامها الخوالى!
وبعيدا عن تربص مثل هذه التنظيمات، فنحن نناقش هنا الأسئلة التى يسألها بعض المواطنين بحسن نية، ومن حقهم أن يتلقوا إجابات واضحة ومقنعة عنها.
بعض المواطنين ينظر لكل القضايا من زاوية واحدة فقط، وهى تتخلص فى سؤال جوهرى: ما الذى سوف يعود على من وراء هذا المؤتمر أو المنتدى أو المشروع؟!
من هذا المنظور الضيق فإن هذا المواطن لا يرى فى رصف طريق عمومى، أو إنشاء حديقة عامة، أو مصنع أو مدرسة أو مستشفى أو أى مشروع عام، منفعة، طالما أنه لم يستفد منه بصورة مباشرة، فى حين أن الواقع يقول إن مثل هذه المشروعات ستعود بالنفع على جميع المواطنين والمقيمين فى البلد.
لو أن البعض يرى أن المواطن العادى أو المجتمع لن يستفيد شيئا، ففى هذه الحالة وجب على كل دول العالم أن تتوقف عن عقد أى مؤتمرات عامة يشارك فيها ممثلون من دول مختلفة، لأنها بهذا التعريف الضيق مضيعة للوقت والجهد والمال، ولدى كل منها فقراء ومحتاجون لكل جنيه أو دولار.
لكن لو أن من يطرح السؤال فكر فيه بهدوء فسوف يكتشف أن مثل هذه المؤتمرات والمنتديات مفيدة لكل المواطنين وللحكومة والدولة وسائر المجتمع، شرط أن يتم تنظيمها بصورة صحيحة تصب فى صالح الجميع.
منتدى الشباب العالمى فرصة للحوار بين الشباب المصرى بعضه البعض، ثم هو فرصة أكبر للحوار مع الشباب العالمى الذى حضر هذا المنتدى فى دورته الرابعة.
وفيما يتعلق بالمنتدى الأخير فى شرم الشيخ فإن إدارته أعلنت أكثر من مرة أن كل تكاليفه جاءت من الرعاة المختلفين من بنوك ومؤسسات وهيئات، وأنه لم يكلف ميزانية الدولة جنيها واحدا.
ثانيا فإن عقد هذا المنتدى يصب فى تحسين صورة مصر أمام العالم أجمع، هو يظهرها بأنها دولة آمنة ومستقرة وقادرة على تنظيم مثل هذه المؤتمرات الكبرى، وبالتالى فإن صورة مصر ستكون إيجابية للغاية فى نظر الجميع، وبدلا من الصورة السلبية عن سيناء باعتبارها المكان الذى ينشط فيه الإرهابيون، فإن المنتدى يعكس الأمر إلى صورة إيجابية عن البلد والاستقرار وصور الشباب المتآلف، بديلا لصورة القتل والتفجير والإرهاب التى تذخر بها المنطقة العربية.
مثل هذه الصورة يدفع فيها البعض ملايين الدولارات كإعلانات مباشرة أو غير مباشرة، فى حين أن المنتدى حققها بأقل قدر من التكاليف.
الأهم أنه تترسخ هذه الصورة لدى كثيرين فإنها تعود فى شكل مزيد من أعداد السائحين ومزيد من المستثمرين، وحينما يحدث ذلك، فإنه يعود بالنفع المباشر أولا على فرص العمل، وثانيا على إيراداتنا من العملات الأجنبية، وهو ما يعنى تحسنا فى المؤشرات الكلية للاقتصاد المصرى، بما يخفف من وطأة الظروف الاقتصادية الصعبة على كثير من المواطنين، وبالتالى سوف يستفيد منها المواطن العادى.
العديد من الدول تنظم مؤتمرات ومهرجانات ومنتديات وفعاليات كثيرة، يراها البعض أحيانا بلا طائل أو جدوى، بل تكلف الخزانة العامة أموالا كثيرة. لكن إحدى الوظائف الأساسية لمثل هذا النوع من الأنشطة هو تحسين صورة البلد، وزيادة مصادر قوته الناعمة وجذب السياحة والاستثمارات إليه، بما يعود بالفائدة على كل مواطن، وعلى الاقتصاد القومى بصفة عامة.
لكن مرة أخرى بشرط جوهرى هو أن يتم عقد هذه المنتديات بصورة احترافية تخاطب الخارج وتتواصل معه، وتحقق الهدف المرجو من عقدها.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب هل يستفيد المواطن من منتدى الشباب



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon