توقيت القاهرة المحلي 08:45:41 آخر تحديث
  مصر اليوم -

ما ينبغى أن يفعله العرب مع إيران

  مصر اليوم -

ما ينبغى أن يفعله العرب مع إيران

بقلم : عماد الدين حسين

ما الذى ينبغى علينا كعرب أن نفعله مع إيران؟!.. هل نندفع إليها بأقصى قوة، أم نقاطعها تماما كما كنا نفعل مع إسرائيل فى غابر الأزمان؟!
أطرح هذا السؤال بمناسبة التسريبات الآتية من مفاوضات فيينا بين إيران والدول الست الكبرى بشأن التوصل إلى اتفاق جديد للبرنامج النوى الإيرانى.
هذه التسريبات تشير إلى حدوث تقدم فى المفاوضات دفعت مسئولا أوروبيا أن يقول لوكالة رويترز قبل أيام أنه جرى التوصل لصياغة ٨٠٪ من مواد الاتفاق المتوقع، وبعدها قال وزير الخارجية الإيرانى حسين أمير عبداللهيان إن الاتفاق فى متناول اليد اذا خلصت النوايا الغربية. لكن هناك أيضا تعثرا فى المفاوضات فى الأيام الأخيرة بسبب اتهام كل طرف للآخر بأنه متصلب ويتراجع عن تعهداته.
نعود للسؤال الجوهرى الذى يخصنا كعرب، وما الذى ينبغى علينا أن نفعله بافتراض إمكانية أن نستيقظ ذات صباح على خبر يقول إن الطرفين قد توصلا بالفعل إلى اتفاق جديد يقضى برفع كامل العقوبات الأمريكية والعربية عن طهران وإعادة دمجها فى المشهد السياسى مقابل التزامها بسلمية برنامجها النووى وهو ما سيقود بطبيعة الحال إلى أن تلعب دورا إقليميا مهما وبدعم ورضاء من غالبية القوى الكبرى.
الخطأ الأكبر الذى يقع فيه العرب دائما مع إيران أن بعضهم يتعامل معها بصورة أفضل مما يتعامل بها مع أشقائه العرب، والبعض الآخر يكرهها بأكثر مما يكره إسرائيل بمراحل.
وظنى أن كلتا الحالتين خاطئتان، وتنتميان للتفكير العاطفى والحماسى والقبلى، بأكثر مما تنتمى إلى روح العصر والمنطق والمصلحة.
منطق المصلحة يفرض علينا التعامل مع إيران أو غيرها حسب مصلحتنا العملية، وليس حسب عواطفنا فقط.
بالطبع تتحمل إيران قسطا من المسئولية عما وصلت إليه علاقاتها مع العرب، لأنها اعتمدت فى معظم الأحيان على منطق محاولات السيطرة والهيمنة والاستحواذ سواء أيام الشاه أو بعد الثورة الايرانية عام 1979. هى رفعت مرارا شعارات الأخوة الإسلامية، لكنها فى معظم الأحيان كانت تسعى لتعظيم مصالحها القومية الفارسية.
ليس عيبا أن تسعى إيران لتحقيق مصالحها، وليتنا نفعل نحن العرب مثلها، ونسعى لتحقيق مصالحنا القومية العربية.
كان من المنطقى ألا نربط علاقتنا مع إيران بالموقف الغربى خصوصا الأمريكى، بل حسب مصالحنا القومية فقط. وكان من المنطقى أن يكون هناك موقف عربى موحد من إيران، أو على الأقل من الدول الفاعلة بدلا من تفاوض كل طرف معها على حدة، مثلما حدث أيضا فى العلاقة مع تركيا.
كان من المنطقى أشياء كثيرة، لكنها للأسف لم تحدث فى معظم الأحيان، ولذلك فإن النتيجة النهائية الدائمة أن غالبية الدول الإقليمية الكبرى فى الإقليم من أول إسرائيل مرورا بتركيا وإيران نهاية حتى بإثيوبيا، تحقق أهدافها ومصالحها على حسابنا دائما.
وجود حد أدنى من التنسيق العربى تجاه الدول الإقليمية كان كفيلا بألا يجعل الأمور تصل إلى ما وصلت إليه من قاع لم نكن نظن أننا بالغوه.
ولأن البكاء على اللبن المسكوب لا يفيد، فلا تزال هناك إمكانية لبلورة الحد الأدنى من التوافق العربى، ولا نقول الإجماع تجاه إيران لأنه أغلب الظن لن يحدث، وألا نربط علاقتنا بها بالمصالح الأمريكية أو الإسرائيلية.
إيران ــ أحببناها أو لا ــ دولة مهمة وموجودة فى الإقليم، فى حين أن إسرائيل كيان تم زرعه عنوة وغصبا، ولا مستقبل له فى المنطقة، طال الزمن أم قصر. إيران تتوسع وتهيمن مثل تركيا، ومثل إسرائيل، لأن الضعف العربى مغرٍ جدا للبلدان الثلاثة. وبالتالى فنقطة الانطلاق هى أن تجلس الدول العربية الفاعلة، لكى تضع نقاطا أساسية تكون منطلقا وركيزة أساسية فى علاقتها مع إيران، هذه الركيزة هى المصالح ثم المصالح ثم المصالح، ولا ننتظر الإذن الأمريكى أو الإسرائيلى، حتى لا نخسر مرتين وثلاثا كما نفعل دائما منذ عقود.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

ما ينبغى أن يفعله العرب مع إيران ما ينبغى أن يفعله العرب مع إيران



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 08:43 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات
  مصر اليوم - الحوثيون يستهدفون سفينة في البحر الأحمر دون إصابات

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 08:28 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29
  مصر اليوم - غوتيريش يدعو مجموعة العشرين لبذل جهود قيادية لإنجاح كوب 29

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon