توقيت القاهرة المحلي 08:22:18 آخر تحديث
  مصر اليوم -

جوائز البحث العلمى

  مصر اليوم -

جوائز البحث العلمى

بقلم: عماد الدين حسين

الشرط الأساسى لأى تقدم فى أى مجتمع أن يكون هناك بحث علمى حقيقى وجاد، ومن دون ذلك فلن يتحقق التقدم مهما كانت النوايا طيبة.

ما سبق ليس اختراعا، ولكنه قاعدة أساسية تم اختبارها ونجاحها فى كل المجتمعات التى حققت النهضة فى العديد من المجالات.

انظروا إلى ترتيب الدول المتقدمة، وسوف تكتشفون أنها الأكثر اهتماما بالبحث العلمى وإنفاقا عليه.
الأمر يتعلق بمنظومة متكاملة.
ما ذكرنى بهذا الموضوع المهم جدا أننى حضرت مساء السبت الماضى حفل توزيع جوائز محمد ربيع ناصر للبحث العلمى، فى دورتها الرابعة.
محمد ربيع ناصر كرس حياته للعلم والتعليم والبحث العلمى. هو رئيس مجلس أمناء جامعة الدلتا للعلوم والتكنولوجيا، ومؤسس ورئيس مجلس إدارة أكاديمية الدلتا للعلوم ومؤسس مدارس الدلتا للغات، ومناصب وأدوار أخرى كثيرة فى نفس المجال.
الجامعة توزع هذه الجوائز للعام الرابع على التوالى، ولفت نظرى حضور كوكبة كبيرة من أساتذة ورؤساء الجامعات الحكومية والخاصة ومسئولين كثيرين حاليين وسابقين وعدد كبير من الكتاب ورؤساء التحرير والإعلاميين والشخصيات العامة.
من بين الحاضرين والمكرمين كان الدكتور محمد عوض تاج الدين مستشار رئيس الجمهورية للصحة، ولفت نظرى قوله إن مصر قادرة، وأن البيئة المهيئة لنجاح البحث العلمى لم تكن موجودة فى مصر فى الفترات الماضية، وهى تحتاج إلى ثلاثة أسس أولها وجود مؤسسات البحث العملى ثم البشر أى الباحثين، وهذان العنصران متوافران فى مصر، ثم التمويل وهو العنصر الثالث.
الدكتور تاج الدين شدد على أهمية التنسيق بين الحكومة والمؤسسات خصوصا الجامعية مستشهدا بالتداعيات التى سببها انتشار فيروس كورونا، خصوصا تعطيله للعديد من الأنشطة، بل إن شركات سيارات عالمية كبرى توقفت عن الإنتاج لأن توريد بعض المكونات لم يصل من الصين، وبالتالى فنجاح البحث العلمى فى أى بلد سيمكنه من عدم الاعتماد على الخارج لأنه سوف يقود إلى مزيد من الإنتاج المحلى.
فى تقدير الدكتور تاج الدين أن البحث العلمى فى مصر بدأ يسير فى الطريق الصحيح، والدليل أن مصر لم تشعر بأى مشاكل كبيرة منذ ظهور أزمة كورونا خصوصا فى الأدوية والمستشفيات، وأن الرئيس سأله كم يحتاج لتطوير صناعة الدواء فقال له ٢ مليار جنيه، فخصص له ٥ مليارات.
أحد الشروط الأساسية للبحث العلمى هو، النشر فى المجلات العلمية المتخصصة، ومصر غنية بباحثيها المتميزين، وهى قادرة وتستطيع النجاح كما يقول الدكتور عوض تاج الدين.
الدكتور محمد ربيع ناصر ركز على نقطة مهمة وهى ضرورة النزول إلى أرض الواقع وليس الغرق فى النظريات أو الجرى وراء التصنيفات العالمية فقط، مطالبا بضرورة أن ينشغل الباحثون بواقعهم ويبحثون عن حلول عملية له، مستشهدا بوجود كفاءات كثيرة فى مجلس أمناء جامعة الدلتا.
النقطة الجوهرية التى أريد أن أركز عليها هو أن جامعة الدلتا أعلنت نتائج جوائزها وذهبت إلى مجموعة من أساتذة الجامعات المتميزين، ومنهم الدكتور محمد عبدالوهاب رائد زراعة الكبد حيث حصل على جائزة التفوق والريادة.
الجوائز مالية ومعنوية، وأتمنى أن تقوم كل جامعة حكومية وخاصة بتوزيع جوائز التفوق على النابغين فى كل المجالات المرتبطة بالبحث العلمى.
إحدى المشكلات الجوهرية أن الباحثين الجادين يعانون من مشاكل كثيرة أهمها التمويل، وإذا توافر لهم هذا العنصر فالمؤكد أنهم سيحققون نتائج مهمة جدا، خصوصا الشباب وصغار الباحثين إضافة بالطبع إلى عوامل أخرى كثيرة مثل حرية البحث العلمى وتذليل كل العقبات أمامه ومنها العمل على النشر الدولى الجاد.
وخلق البيئة المشجعة على البحث العلمى خصوصا مشاركة الدولة فى دعم وتشجيع المتميزين فى البحث العلمى والابتكار والإبداع.

وهناك نقطة أخيرة مهمة وهى ضرورة كشف وفضح كل المتاجرين بالأبحاث المضروبة. والتى تسىء إلى مجتمع البحث العلمى الجاد، وللأسف فمثل هذه الظاهرة منتشرة فى العديد من المجالات.

أتمنى أن يكون لكل جامعة جوائز متعددة فى البحث العلمى تذهب للجادين والمتفوقين وليس للأقارب والمحاسيب، بحيث تصبح مصر مجتمعا مبدعا ومبتكرا ومنتجا للعلوم والتكتولوجيا والمعارف، ويربط تطبيقات المعرفة ومخرجات الابتكار بالأهداف والتحديات التى تواجه مصر فى المستقبل كما فعلت كل الدول التى سبقتنا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

جوائز البحث العلمى جوائز البحث العلمى



GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

GMT 23:01 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

ستارمر والأمن القومي البريطاني

GMT 22:55 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

حول الحرب وتغيير الخرائط

إلهام شاهين تتألق بإطلالة فرعونية مستوحاه من فستان الكاهنة "كاروماما"

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 04:02 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم
  مصر اليوم - أردوغان يؤكد أن الأمم المتحدة عاجزة عن حل الصراعات في العالم

GMT 07:54 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F
  مصر اليوم - علاج جيني مبتكر يعيد السمع والرؤية لمرضى متلازمة آشر 1F

GMT 11:41 2024 الأحد ,17 تشرين الثاني / نوفمبر

روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025
  مصر اليوم - روجينا تكشف عن تفاصيل مسلسلها الجديد رمضان 2025

GMT 07:51 2020 الأحد ,27 كانون الأول / ديسمبر

حفل اللاعب البرازيلي نيمار يثير الجدل في البرازيل

GMT 12:05 2020 الجمعة ,09 تشرين الأول / أكتوبر

مكافآت خاصة للاعبي أسوان عقب البقاء في الدورى الممتاز

GMT 14:23 2021 الإثنين ,06 أيلول / سبتمبر

تباطؤ التضخم السنوي في تونس إلى 6.2 % خلال أغسطس

GMT 21:51 2021 الإثنين ,14 حزيران / يونيو

غياب أحمد فتحي عن قائمة بيراميدز أمام سموحة

GMT 06:17 2021 الإثنين ,05 إبريل / نيسان

تعرف على أجمل الأماكن السياحية في جزر السيشل

GMT 17:45 2021 الخميس ,25 آذار/ مارس

جي ام سي تطرح تيرين فيس ليفت 2022

GMT 17:26 2021 الأحد ,28 شباط / فبراير

العنف الاسري ارهاب بحق الامان الاجتماعي

GMT 15:03 2021 الأحد ,24 كانون الثاني / يناير

مدرب يؤكد بيراميدز للاعبين أن مواجهة الأهلي حياة أو موت

GMT 12:14 2021 الخميس ,14 كانون الثاني / يناير

الرئيس المصري السيسي يصدر 3 قرارات جمهورية جديدة
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon