توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

المصريون بالخارج.. الكنز الكبير

  مصر اليوم -

المصريون بالخارج الكنز الكبير

بقلم : عماد الدين حسين

يوم الأحد ١٠ أكتوبر الماضى، قالت الدكتورة هالة السعيد وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية، إن تحويلات المصريين العاملين فى الخارج، قفزت إلى ٣١٫٤ مليار دولار، فى العام المالى ٢٠٢٠ ــ ٢٠٢١.
السؤال: ماذا يعنى هذا الرقم؟

هو يمثل ثلثى إجمالى مصادر النقد الأجنبى فى العامين الأخيرين، وزاد بنسبة ١٣٪ مقارنة بعام ٢٠١٩ ــ ٢٠٢٠، حينما بلغت التحويلات وقتها ٢٧٫٨ مليار دولار، وبنسبة ٧٠٪ مقارنة بالتحويلات فى العام ٢٠١٣ ــ ٢٠١٤، حينما بلغت التحويلات وقتها ١٨٫٥ مليار دولار.

الدكتورة هالة السعيد أعلنت عن هذه الأرقام خلال مشاركتها فى مؤتمر دور التحويلات النقدية فى زيادة الاستثمار، وتحقيق التنمية المستدامة، وفى نفس المؤتمر قالت السفيرة نبيلة مكرم وزيرة الدولة للهجرة وشئون المصريين بالخارج، إن مصر أصبحت تحتل المركز الخامس عالميا، فيما يتعلق بالتحويلات النقدية.
انتهت الأرقام والبيانات الرسمية، والسؤال: ما الذى يمكن أن نستنتجه من دلالات هذه الأرقام؟!

الخلاصة التى يمكن أن نقرأها أن الإنسان المصرى هو أفضل استثمار، وهو أفضل مصدر للدخل القومى متفوقا على كل المصادر التقليدية الأخرى من سياحة وصناعة وتجارة واستثمار وقناة السويس والبترول والغاز وخلافه، وهو الكنز الكبير الذى ينبغى أن نحافظ عليه دائما وندعمه ونشجعه بشتى الطرق.

المفارقة المهمة التى ينبغى أن نتوقف عندها هى أن تحويلات المصريين بالخارج تزيد بصورة مطردة خصوصا فى السنوات الثلاث الماضية، رغم كل التحديات التى كانت تدفعها للتراجع وليس للزيادة.
فى الأعوام الأخيرة ظهر فيروس كورونا الذى أصاب العالم وتجارته وتبادلاته بالشلل شبه التام، وشهدنا أيضا تزايد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وشهدنا صدامات وحروبا أهلية وعرقية وتوترات فى المنطقة بأكملها، ورغم كل ذلك زادت تحويلات المصريين بالخارج لتصبح المصدر الأساسى للعملات الأجنبية فى مصر.

الدلالة الأهم أن المصريين يحبون بلدهم جدا ويكدون ويتعبون من أجل أن يحسنوا مستويات حياتهم وحياة أسرهم، ويقبلون التغرب والغياب عن بلدهم وأهلهم وأقاربهم من أجل ذلك، وهو ما يصب فى مصلحة هذا البلد، بمعنى أن المصرى العامل فى الخارج حينما يقوم بتحويل أى مبالغ من العملة الصعبة لبلده، فهى تذهب لرصيد البلد من العملات الأجنبية، بعد أن يكون قد حصل على مقابلها بالجنيه المصرى.
إذا كان الأمر كذلك وإذا كان المصرى العامل بالخارج هو «الفرخة التى تبيض ذهبا لأهله وبلده»، فما الذى ينبغى أن نفعله كمجتمع وكحكومة ودولة مع هؤلاء العاملين بالخارج؟
الإجابة السريعة هى ضرورة البحث عن أفضل السبل لشكر هؤلاء العاملين والعمل على راحتهم وتسهيل كل ما يقابلهم من صعاب ومشاكل وعقبات.

لا يعقل أن يقوم هؤلاء بضخ كل هذه الكميات الضخمة من العملة الأجنبية، ثم لا يجدوا تقديرا أو عرفانا منا جميعا.

المفترض أن نقوم نحن جميعا بالبحث عن كل الوسائل الممكنة التى تجعلهم يشعرون بدورهم ومكانتهم، وبعدها نبدأ فى البحث عن الطرق التى تزيد هذه المبالغ أكثر وأكثر.
مع كل التقدير للمصادر المختلفة التى تساهم فى تدفق العملة الصعبة للاقتصاد المصرى، فمن الواضح أن تحويلات المصريين بالخارج هى الأهم على الإطلاق، وبالتالى وجب علينا أن نهتم أكثر وأكثر بالإنسان المصرى قبل أى شىء آخر، حتى نجعله يزيد من مساهماته وتحويلاته التى تلعب الدور الأهم فى دعم الاقتصاد المصرى.

ونقطة مهمة هى أن المصريين العاملين بالخارج واثقون فى بلدهم وفى حكومتهم ونظامهم، حينما رفضوا كل الدعوات المشبوهة فى السنوات الماضية لعدم تحويل أموالهم لمصر وتغييرها فى الخارج بطرق التفافية مشوهة لضرب الاقتصاد المصرى.

وجب على الحكومة أن تفكر فى كل ما يمكن أن يساعد هؤلاء العاملين ويقضى على مشاكلهم.

شكرا لكل مصرى يساهم فى تطوير وتنمية اقتصاد بلده.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

المصريون بالخارج الكنز الكبير المصريون بالخارج الكنز الكبير



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon