توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار؟

  مصر اليوم -

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار

بقلم: عماد الدين حسين

الأطراف المتضررة من الأزمة الأوكرانية كثيرة ومتعددة فى الصراع بين الكبار عسكريا أى روسيا وأمريكا، لكن البلدان الفقيرة والنامية، وغير المنتجة هى التى سوف تدفع الثمن الأكبر لهذه الأزمة، خصوصا غالبية البلدان العربية، وإذا أضفنا هذه الأزمة إلى التداعيات الناجمة عن فيروس كورونا، فسوف تكون الخسائر مضاعفة.

روسيا وأوكرانيا فى مقدمة الدول المنتجة للحبوب عموما، والقمح والذرة خصوصا، ومع اندلاع الحرب فعليا صباح الخميس الماضى فإنها سوف تؤثر على إنتاج البلدين من الحبوب وبالتالى زيادة أسعاره بصورة قد تصل إلى ٥٠٪، علما أن القمح زاد عالميا بنسبة وصلت إلى ٦٠٪ خلال العام الماضى ثم زاد ٦٪؜ قبل بدء العملية العسكرية الروسية بيومين على وقع التهديدات الروسى.

 والمتضرر الأول من هذه الزيادة هى مصر، لأنها المستورد الأكبر للقمح عالميا بحوالى ١٣ مليون طن سنويا.

كثير من الناس لا يرون إلا الجوانب السياسية والعسكرية لمثل هذا النوع من الأزمات، لكن هؤلاء لا يدركون أن التداعيات الاقتصادية لا تقل خطورة. على سبيل المثال فإنه وبمجرد إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين الاعتراف باستقلال جمهوريتى دونتيسيك ولوجانسك فى شرق أوكرانيا مساء الإثنين الماضى قفزت أسعار البترول إلى معدلات قياسية لم تبلغها منذ سنوات طويلة حيث بلغت عقود خام برنت العاجلة ٩٩٫٣ دولار للبرميل ثم وصلت إلى ١٠٣ دولارات بمجرد بدء العملية العسكرية. والسبب هو أن الأسواق تتخوف من تعثر إمدادات النفط والغاز من روسيا إذا فرض عليها الغرب عقوبات يقول إنها آتية لا محالة. ونعلم أيضا أن هذه الأزمة ومعها تداعيات كورونا وتعطل وبطء سلاسل الإمدادات العالمية وتأثير التغيرات المناخية رفعت أسعار الغاز إلى أسعار قياسية زادت عن ١٠٠٪ فى بعض الأسواق الأوروبية، وانخفضت مخزونات الغاز الأوروبية إلى ٢٢٪ مقارنة بـ٤٠٪ قبل عام.

وزادت أسعار الغاز فى أوروبا مع بدء القصف الروسى لأوكرانيا صباح الخميس بنسبة ٢٥٪؜. لكن التأثير الأكبر هو ارتفاع أسعار العديد من السلع الأساسية عالميا خصوصا القمح، ومعه الذرة والبن والزيوت، وجميعها قفزت لأسعار زادت عن ٥٠٪ خلال العام الماضى.

الولايات المتحدة وأوروبا قالتا إنه سيتم توقيع عقوبات على روسيا وبدايتها أن الرئيس الأمريكى جو بايدن أصدر أمرا تنفيذيا يحظر على الأمريكيين الاستثمار أو التجارة أو التمويل فى المناطق التى أعلنت استقلالها عن أوكرانيا، وهذا الأمر كررته المفوضية الأوروبية إضافة إلى تجميد أصول العديد من المؤسسات الروسية. تقديرات الخبراء والمحللين أن أسعار النفط وإذا استمرت الأزمة سوف تظل فوق حاجز الـ١٠٠ دولار لفترة طويلة خصوصا إذا استمر انتعاش الطلب بسبب عودة الأسواق إلى الحياة الطبيعية بعد طول معاناة بسبب كورونا.

وكرد فعل طبيعى على تطورات الأزمة الأوكرانية شهدت البورصة المصرية يوم الثلاثاء الماضى، هبوطا جماعيا لمؤشراتها، كما هبطت الأسهم الأوروبية فى التعاملات المبكرة فى اليوم نفسه إلى أدنى مستوياتها فى ٧ شهور، والسبب قلق المستثمرين من فرض عقوبات غربية على روسيا.

 فى هذا اليوم تراجع مؤشر منطقة اليورو بنسبة ٢٫١٪ فى حين هبط مؤشر فايننشال تايمز البريطانى بنسبة ١٫٢٪.

فى هذا اليوم أيضا هوى الروبل الروسى إلى أدنى مستوى له فى ١٥ شهرا منذ نوفمبر عام ٢٠٢٠ بنسبة ١٪ كما تراجعت الأسهم الروسية بنسبة ١٪، كما تراجع مؤشر «آر تى إس» للأسهم الروسية المقومة بالدولار، بصورة كبيرة، وكان هو الأسوأ أداء عالميا بين كل مؤشرات البورصة.

تراجع الأسهم محليا وعربيا وعالميا، يدفع ثمنه فى الغالب المستثمرون الصغار، إلى أن تستعيد البورصات عافيتها إذا هدأت الأزمة لكن ارتفاع أسعار البترول ومعه أسعار السلع الأساسية عالميا سوف تدفع ثمنه بالأساس الدول غير المنتجة للنفط أو الدول التى تستورد غذاءها ودواءها من الخارج وتحت هذا العنوان فإن غالبية الدول العربية تستورد معظم غذائها ودوائها وسلاحها وصناعاتها من الخارج، وبالتالى فهى المرشحة الأولى لدفع ثمن هذه الأزمة، إضافة لجهات أخرى مثل أوكرانيا وأوروبا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار من يدفع الثمن حينما يتصارع الكبار



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon