توقيت القاهرة المحلي 06:56:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آبى أحمد يدمر سدود بلاده

  مصر اليوم -

آبى أحمد يدمر سدود بلاده

بقلم : عماد الدين حسين

معظم المصريين كانوا مندهشين من سلوك القادة الإثيوبيين بسبب مماطلتهم وكذبهم وخداعهم ثم تجبرهم وتعنتهم فى قضية سد النهضة، ورفضهم المستمر لتوقيع أى اتفاق قانونى ملزم مع مصر والسودان.
بعضنا كان يستغرب هذا السلوك ولا يجد له تفسيرا. وأظن أن تطورات الحرب الأهلية المحتدمة فى أديس أبابا هذه الأيام، قد قدمت لنا الإجابة الكاملة الشافية غير القابلة للجدل عن هذا السؤال.
يوم الثلاثاء الماضى اتهمت جبهة تحرير التيجراى قوات آبى أحمد بقصف سد تيكيزى الركامى الكهرمانى شمال البلاد. وقال جيتشاو رضا المتحدث باسم الجبهة: «إن النظام المحتضر بقيادة آبى أحمد سيفعل ما فى وسعه، لتدمير أى شىء يفيد شعب تيجراى، وهذا أمر أصبح فى غاية الوضوح».
التقارير الآتية من الإقليم تفيد بانقطاع الكهرباء عن الإقليم بسبب قصف هذا السد الركامى. قبل قصف هذا السد كانت جبهة تحرير تيجراى قد اتهمت قوات آبى أحمد والمفترض أنها تمثل الجيش الاتحادى بأنها دمرت أجزاء كبيرة من مدينة «كاساغيتا» فى إقليم عفر، حيث تشتد المعارك للسيطرة على نقاط استراتيجية فى الطريق الحيوى الطويل المؤدى للعاصمة أديس أبابا.
وقبل أسابيع قليلة ايضا أزال موقع فيسبوك منشورا لآبى أحمد اعتبره محرضا على العنف، حينما دعا أحمد الشعب إلى «حمل السلاح بكل أنواعه لمنع وصد ودفن مقاتلى التيجراى الإرهابيين» حسب ما جاء فى منشور أحمد.
السؤال البديهى هو إذا كان نظام آبى أحمد يدمر سدا فى بلاده يخدم مصالح جزء من شعبه، فهل كان من المستغرب أن يتعنت مع المصريين والسودانيين ويرفض توقيع اتفاق ينظم ملء وتشغيل سد النهضة؟!
أظن أن الإجابة صارت سهلة وواضحة ومفهومة، وأظن أيضا أن كل من منحوا آبى أحمد جائزة نوبل للسلام فى عام ٢٠١٨ يشعرون الآن بتأنيب شديد للضمير.
وأظن أيضا أن بعض المصريين والعرب الذين انخدعوا فى آبى أحمد لدى صعوده للحكم يشعرون الآن بالندم والخجل، حينما صدقوا أو اعتقدوا أنه الزعيم الديمقراطى المحب للسلام الذى جاء لنشر الديمقراطية فى صحراء الاستبداد الإفريقية.
وأظن أيضا أن هذا الاكتشاف يحتم على الجميع ألا يتسرعوا فى الحكم على الأمور لأن نموذج آبى أحمد خير دليل.
رئيس الوزراء الإثيوبى قال قبل أيام فى تصريحات تليفزيونية إن الجيش الإثيوبى خسر أكثر من عشرة آلاف جندى قتلوا فى المعارك، وهناك تقارير أخرى تتحدث عن أسر جبهة التيجراى لأكثر من ١١ ألفا من جنود جيش آبى أحمد. والتقارير الدولية تتحدث عن مئات الآلاف من القتلى والمصابين والنازحين واللاجئين والمشردين بفعل الحرب التى شنها آبى أحمد على إقليم التيجراى فى الرابع من نوفمبر من العام الماضى، وظن أنها نزهة لتثبيت أركان حكمه، ثم فوجئ بأن قوات المعارضة بدأت تضيق الخناق عليه.
والمؤكد أيضا أن عدد الضحايا فى جبهة التيجراى كبير أيضا، والكثيرون يعتقدون أن الحرب مرشحة للاستمرار والتوسع، وقد تقود إلى تغيرات جوهرية فى خريطة إثيوبيا والقرن الإفريقى، أو تدفع إلى سقوط نظام آبى أحمد أو عزلته فى أديس أبابا.
نعود مرة أخرى للسؤال الذى بدأنا به ونؤكد أنه لم يعد لدينا شك الآن أن الرجل الذى يتفاخر بأنه سيدفن جزءا من شعبه فى الدماء، ولا يتورع عن قصف سد مائى لخدمة بعض أبناء شعبه، فإنه لن يتورع عن محاولاته اليائسة لتعطيش مصر والسودان.
لكن المهم أنه بات مطلوبا منا جميعا أن نتعامل مع آبى أحمد باعتباره عدوا خطرا، على شعبه وعلى كل القارة الإفريقية، وعلى مصر والسودان خصوصا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آبى أحمد يدمر سدود بلاده آبى أحمد يدمر سدود بلاده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon