توقيت القاهرة المحلي 18:25:53 آخر تحديث
  مصر اليوم -

آبى أحمد يدمر سدود بلاده

  مصر اليوم -

آبى أحمد يدمر سدود بلاده

بقلم : عماد الدين حسين

معظم المصريين كانوا مندهشين من سلوك القادة الإثيوبيين بسبب مماطلتهم وكذبهم وخداعهم ثم تجبرهم وتعنتهم فى قضية سد النهضة، ورفضهم المستمر لتوقيع أى اتفاق قانونى ملزم مع مصر والسودان.
بعضنا كان يستغرب هذا السلوك ولا يجد له تفسيرا. وأظن أن تطورات الحرب الأهلية المحتدمة فى أديس أبابا هذه الأيام، قد قدمت لنا الإجابة الكاملة الشافية غير القابلة للجدل عن هذا السؤال.
يوم الثلاثاء الماضى اتهمت جبهة تحرير التيجراى قوات آبى أحمد بقصف سد تيكيزى الركامى الكهرمانى شمال البلاد. وقال جيتشاو رضا المتحدث باسم الجبهة: «إن النظام المحتضر بقيادة آبى أحمد سيفعل ما فى وسعه، لتدمير أى شىء يفيد شعب تيجراى، وهذا أمر أصبح فى غاية الوضوح».
التقارير الآتية من الإقليم تفيد بانقطاع الكهرباء عن الإقليم بسبب قصف هذا السد الركامى. قبل قصف هذا السد كانت جبهة تحرير تيجراى قد اتهمت قوات آبى أحمد والمفترض أنها تمثل الجيش الاتحادى بأنها دمرت أجزاء كبيرة من مدينة «كاساغيتا» فى إقليم عفر، حيث تشتد المعارك للسيطرة على نقاط استراتيجية فى الطريق الحيوى الطويل المؤدى للعاصمة أديس أبابا.
وقبل أسابيع قليلة ايضا أزال موقع فيسبوك منشورا لآبى أحمد اعتبره محرضا على العنف، حينما دعا أحمد الشعب إلى «حمل السلاح بكل أنواعه لمنع وصد ودفن مقاتلى التيجراى الإرهابيين» حسب ما جاء فى منشور أحمد.
السؤال البديهى هو إذا كان نظام آبى أحمد يدمر سدا فى بلاده يخدم مصالح جزء من شعبه، فهل كان من المستغرب أن يتعنت مع المصريين والسودانيين ويرفض توقيع اتفاق ينظم ملء وتشغيل سد النهضة؟!
أظن أن الإجابة صارت سهلة وواضحة ومفهومة، وأظن أيضا أن كل من منحوا آبى أحمد جائزة نوبل للسلام فى عام ٢٠١٨ يشعرون الآن بتأنيب شديد للضمير.
وأظن أيضا أن بعض المصريين والعرب الذين انخدعوا فى آبى أحمد لدى صعوده للحكم يشعرون الآن بالندم والخجل، حينما صدقوا أو اعتقدوا أنه الزعيم الديمقراطى المحب للسلام الذى جاء لنشر الديمقراطية فى صحراء الاستبداد الإفريقية.
وأظن أيضا أن هذا الاكتشاف يحتم على الجميع ألا يتسرعوا فى الحكم على الأمور لأن نموذج آبى أحمد خير دليل.
رئيس الوزراء الإثيوبى قال قبل أيام فى تصريحات تليفزيونية إن الجيش الإثيوبى خسر أكثر من عشرة آلاف جندى قتلوا فى المعارك، وهناك تقارير أخرى تتحدث عن أسر جبهة التيجراى لأكثر من ١١ ألفا من جنود جيش آبى أحمد. والتقارير الدولية تتحدث عن مئات الآلاف من القتلى والمصابين والنازحين واللاجئين والمشردين بفعل الحرب التى شنها آبى أحمد على إقليم التيجراى فى الرابع من نوفمبر من العام الماضى، وظن أنها نزهة لتثبيت أركان حكمه، ثم فوجئ بأن قوات المعارضة بدأت تضيق الخناق عليه.
والمؤكد أيضا أن عدد الضحايا فى جبهة التيجراى كبير أيضا، والكثيرون يعتقدون أن الحرب مرشحة للاستمرار والتوسع، وقد تقود إلى تغيرات جوهرية فى خريطة إثيوبيا والقرن الإفريقى، أو تدفع إلى سقوط نظام آبى أحمد أو عزلته فى أديس أبابا.
نعود مرة أخرى للسؤال الذى بدأنا به ونؤكد أنه لم يعد لدينا شك الآن أن الرجل الذى يتفاخر بأنه سيدفن جزءا من شعبه فى الدماء، ولا يتورع عن قصف سد مائى لخدمة بعض أبناء شعبه، فإنه لن يتورع عن محاولاته اليائسة لتعطيش مصر والسودان.
لكن المهم أنه بات مطلوبا منا جميعا أن نتعامل مع آبى أحمد باعتباره عدوا خطرا، على شعبه وعلى كل القارة الإفريقية، وعلى مصر والسودان خصوصا.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

آبى أحمد يدمر سدود بلاده آبى أحمد يدمر سدود بلاده



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 08:50 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024
  مصر اليوم - المجوهرات العصرية زيّنت إطلالات الملكة رانيا في 2024

GMT 08:38 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024
  مصر اليوم - أفضل 10 وجهات سياحية شبابية الأكثر زيارة في 2024

GMT 08:32 2024 الثلاثاء ,24 كانون الأول / ديسمبر

ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات
  مصر اليوم - ايجابيات وسلبيات استخدام ورق الجدران في الحمامات

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 08:08 2024 الجمعة ,20 كانون الأول / ديسمبر

أحمد الشرع تُؤكد أن سوريا لن تكون منصة قلق لأي دولة عربية

GMT 03:29 2020 السبت ,14 آذار/ مارس

بورصة تونس تغلق التعاملات على انخفاض

GMT 14:03 2020 السبت ,11 كانون الثاني / يناير

أول تعليق من محمد منير بعد وفاة مدير أعماله وزوج شقيقته

GMT 06:49 2019 الإثنين ,11 تشرين الثاني / نوفمبر

عزل ترامب

GMT 11:48 2019 الثلاثاء ,11 حزيران / يونيو

هاشتاج أمينة خليل يشعل مواقع التواصل الاجتماعي
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon