توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

متى يلمس الصعايدة التطور؟

  مصر اليوم -

متى يلمس الصعايدة التطور

بقلم: عماد الدين حسين

سؤال يكرره كثيرون هذه الأيام هو: متى يشعر الصعايدة أن هناك تغيرا إيجابيا يحدث فى حياتهم؟!

والإجابة أنهم سوف يشعرون بذلك حينما يلمسون التغير بأيديهم ويرونه بعيونهم.
برنامج «صباح الخير يا مصر» الذى يقدمه التليفزيون المصرى سألنى سؤالا قريبا من ذلك فى الأسبوع الماضى، باعتبارى ليس فقط صحفيا ومتابعا للشأن العام، ولكن باعتبارى فى الأساس صعيديا من أسيوط، وهو السؤال نفسه الذى تلقيته من الإعلامى الكبير محمد على خير فى قناة المحور وكذلك من قناة سى بى سى إكسترا، وعدة فضائيات أخرى فى الأيام الأخيرة تزامنا مع أسبوع الصعيد والجولة غير المسبوقة للرئيس عبدالفتاح السيسى فى محافظات أسيوط وقنا وأسوان والتى افتتح خلالها العديد من المشروعات الخدمية والصناعية.
ليس دقيقا أن الإعلام هو المتهم فى عدم نقل صورة ما يحدث على الأرض للناس فى الصعيد فالأصل فى الأمور أنه وحينما تكون هناك إنجازات سوف يشعر بها الناس من تلقاء أنفسهم.
على سبيل المثال عانيت أنا وملايين الصعايدة من سوء حالة الطرق الرئيسية التى تربط القاهرة بالصعيد لسنوات طويلة. بخلاف السكة الحديد التى لا تستوعب كل الركاب، هناك الطريق الزراعى التقليدى القاهرة ــ أسوان، وهذا صار مخصصا فقط للتكاتك والميكروباصات بين المدن والمراكز. لكن الصعايدة يستخدمون فى الأساس طريقين هما الصحراوى الشرقى والصحراوى الغربى وكانا تحفة وآية وعلامة فى الجودة، لكن الإهمال التقليدى وعدم الصيانة وبلطجة سيارات النقل الثقيل والتريلات والمقطورات ذات الأوزان الكبيرة وغير القانونية أدى إلى تكسير وإفساد وشلفطة هذين الطريقين اللذين تحولا إلى أداة لتعذيب المسافرين.
فى الفترة الأخيرة بدأت عمليات ترميم وتطوير الطريقين، وبالفعل تم افتتاح المرحلة الأولى لتطوير المسافة من القاهرة إلى المنيا فى الصحراوى الغربى كمرحلة أولى.
وقد سرت على هذا الطريق بالفعل أكثر من مرة خلال الشهور الأخيرة، ورأيت التطور المهم والكبير عليه، خصوصا تخصيص حارة خرسانية مصفحة للنقل. كما رأيت عمليات التطوير الجارية على الصحراوى الشرقى. حينما سرت على هذين الطريقين شعرت بالفرق الكبير، وهو الأمر الذى سوف يشعر به أى مواطن يسير على هذه الطرق.
صحيح أن تطوير الطريقين أخذا وقتا طويلا، ربما بسبب صعوبة تدبير الميزانية، وتأخر بعض المحافظات فى دفع ما يتوجب عليها دفعه، لكن فى النهاية تم إنجاز الجزء الأكبر من تطوير الطريق. وبالتالى فالرسالة وصلت إلى كل من يهمه الأمر، حتى لو لم ينقلها الإعلام جزئيا أو كليا أو بالصورة الصحيحة.
وهناك أيضا المحاور التى تربط الطريق الصحراوى الشرقى بالطريق الزراعى ثم بالصحراوى الشرقى، وهى إضافة لتسهيل حياة الناس فسوف تؤدى إلى استصلاح هذه الأراضى البينية وزراعتها وبالتالى المزيد من الإنتاج وتخفيف العبء عن الوادى المزدحم بالسكان.
نفس الأمر ينطبق على بقية المجالات، حينما تصل مبادرة حياة كريمة إلى قرية أو مجموعة قرى، ويحدث التطوير المطلوب بالطريقة التى تحدث بها الرئيس عبدالفتاح السيسى ورئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى وتتغير ملامح القرية خصوصا فى دخول خدمة الصرف الصحى ورصف الطرق الداخلية وإصلاح وتطوير المدارس والمستشفيات، ودخول الخدمات التكنولوجية فإن أهالى هذه القرى سوف يشعرون بالفرق الكبير.
ليس جديدا القول إن الصعيد تعرض للإهمال الشديد طوال عقود طويلة، وأتذكر حينما كنت فى الثانوية العامة بإحدى قرى محافظة أسيوط مركز القوصية أن التيار الكهربائى كان يأتى يوما وينقطع يوما بصورة منهجية.
وقتها قال أحد وزراء الكهرباء رحمه الله ما معناه: «ولماذا يحتاج الصعيد إلى الكهرباء بصورة منتظمة ؟!!». الآن اختلفت الصورة تماما وأصبحت الكهرباء موجودة فى كل مكان بل وهناك فائض للصناعة والربط الكهربائى مع دول أخرى فى آسيا وأفريقيا وأوروبا.
هناك جهد حقيقى بدأنا نراه فى العديد من المناطق، والآن نراه فى الصعيد. هذه بداية جيدة، لكن علينا أن ندرك أنها مجرد بداية وأن التحدى الأكبر هو دعم الإنتاج الزراعى والصناعى وتوفير فرص عمل لأهالى الصعيد. حينما يحدث ذلك بصورة شاملة سوف تتوقف أو تقل الهجرة من الصعيد للقاهرة وللخارج.

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

متى يلمس الصعايدة التطور متى يلمس الصعايدة التطور



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon