بقلم : عماد الدين حسين
بدعوة كريمة من السفير الأردنى بالقاهرة أمجد العضايلة، قابلت ولى العهد الأردنى الحسين بن عبدالله الثانى فى السادسة من يوم الثلاثاء الماضى، فى مقر سكن السفير فى الزمالك، ضمن مجموعة محدودة من الإعلاميين والسياسيين والشخصيات العامة.
زيارة ولى العهد للقاهرة، هى أول زيارة رسمية يقوم بها منذ ممارسة مهام منصبه، وبالتالى فهى دلالة مهمة جدا على عمق العلاقات بين البلدين، والتقدير الأردنى لمصر وشعبها وقيادتها.
قبل أن يأتى ولى العهد لمبنى السفارة، كان قد التقى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى فى قصر الاتحادية، مؤكدا على عمق العلاقات التاريخية والاستراتيجية الراسخة التى تجمع الشعبين الشقيقين والحرص على تعزيز التعاون والتنسيق بينهما (حسب وكالة الأنباء الأردنية) بترا.
كتب الرئيس السيسى على صفحته على تويتر: «لمست من ولى العهد الأردنى روح الشباب الواعد والملم بالقضايا المعاصرة للأمة».
ومن الواضح أن زيارة الحسين ركزت على العلاقات الاقتصاية أكثر من تركيزها على الجوانب السياسية، والأخيرة بطبيعة الحال يديرها الملك عبدالله الثانى مع الرئيس السيسى مباشرة.
هذا المعنى كان واضحا من طبيعة الوفد الذى صاحب ولى العهد فى زيارته وهم: رئيس الوزراء الدكتور بشر الخصاونة ووزراء السياحة والتجارة والصناعة ورؤساء الهيئات الاقتصادية والاستثمارية.
ولى العهد قال إن الأردن مهتم بالتعاون الاقتصادى مع مصر فى جميع المجالات، خصوصا الاستثمار فى القطاع السياحى، مشيدا بالتجربة التنموية الضخمة لمصر والمشروعات الكبرى وكذلك المتوسطة والصغيرة.
الزيارة ركزت أيضا على الشق السياحى وتم التوقيع على اتفاقية توءمة بين الأقصر والبتراء وكذلك زيارة معرض السياحة الدينية فى الكاتدرائية المرقسية والعديد من الأنشطة السياحية.
ولى العهد الأردنى التقى شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب وبطريرك الكنيسة البابا تواضروس والعديد من رجال الأعمال.
خلال وجودنا فى السفارة الأردنية قابلت الدكتور بشر الخصاونة رئيس الوزراء الأردنى، وهو صديق عزيز منذ أن كان سفيرا فى مصر قبل سنوات قليلة، وعاد إلى بلده ليصبح وزيرا، ثم رئيسا للوزراء، فى حين أن السفير الذى خلفه على العايدى قد عاد لعمان ليصبح وزيرا للإعلام ووزيرا للثقافة.
وهى رسالة للمكانة التى تنظر بها الأردن لمصر.
الدكتور الخصاونة له علاقات طيبة كثيرة فى الوسط الإعلامى والثقافى المصرى، وزار جريدة «الشروق» أكثر من مرة، وكذلك دار الشروق والتقى المهندس إبراهيم المعلم والعديد من المثقفين والإعلاميين المصريين. وحينما قابلته، اكتشفت أنه متابع جيد للشئون المصرية.
هو قدمنى وزملائى رؤساء التحرير والإعلاميين لولى العهد، ودار حوار حول علاقات البلدين، وحرص الأردن على الاستفادة من التجربة الاقتصادية المصرية، خصوصا فى مسألة الإصلاح، وكان الرجل متحفظا فى الحديث عن الشأن السياسى، خصوصا علاقات الأردن وإسرائيل بعد خروج بنيامين نتنياهو الذى اتخذ العديد من المواقف العدائية تجاه عمان، مقابل اللهجة الأخف من قبل رئيس الوزراء الجديد نفتالى بينيت.
ومن الواضح أن الأردن يكنّ لمصر الكثير من التقدير. وبعد نهاية زيارته للقاهرة، أرسل ولى العهد رسالة شكر لمصر التى وصفها بأنها «بلد الأصالة ورمز التعايش والسلام»، ونشر ولى العهد على حسابه على انستجرام فيديو حول زيارته قائلا إن «مصر لم تتوقف يوما عن كونها بلدا للطيبة والأصالة»، شاكرا الرئيس السيسى على حفاوة الضيافة.
زيارة ولى العهد الأخيرة دليل جديد على العلاقات المتميزة بين البلدين والتى نلمسها فى اللقاءات المستمرة بين السيسى وعبدالله الثانى إضافة إلى اللقاءات التى تتم بينهما فى اطار مؤسسة القمة الثلاثية مع العراق، والتنسيق بين البلدين فى العديد من المجالات خصوصا القضية الفلسطينية، والتفاهم الواضح بشأن العديد من القضايا التى تشغل الأمة العربية، خصوصا فى منطقة الخليج وكذلك سوريا ولبنان.
هذه العلاقات الطيبة بين البلدين تنعكس على الجالية المصرية الكبيرة فى الأردن والتى تلعب دورا مهما فى عملية التنمية هناك.
شكرا للسفير العضايلة وطاقم السفارة بالقاهرة ونتمنى مزيدا من التعاون بين مصر والأردن فى قادم الأيام.