توقيت القاهرة المحلي 06:10:14 آخر تحديث
  مصر اليوم -

الغرب والحوار الوطنى فى مصر

  مصر اليوم -

الغرب والحوار الوطنى فى مصر

بقلم: عماد الدين حسين

فى الأسبوع الماضى قابلت دبلوماسيا أوروبيا مرموقا على هامش أحد الاحتفالات بالقاهرة الجديدة.
هذا الدبلوماسى يقرأ أحيانا بعض مقالاتى مترجمة. هو سألنى عن فحوى ما كتبته عن الحوار الوطنى فى الأيام الماضية، فكررت عليه مضمون ما كتبته أو ما قلته للعديد من الفضائيات التى سألتنى نفس الأسئلة تقريبا عن توقعاتى للحوار ونتائجه وفرص نجاحه.
الدبلوماسى سألنى: هل تعتقد أن النظام فى مصر دعا للحوار بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة التى تمر بها البلاد الآن، أم بسبب ضغوط أمريكية وغربية مقابل تقديم مساعدات اقتصادية وسياسية للقاهرة؟
قلت له لا أظن أن هذا أو ذاك له دخل من قريب أو بعيد بالدعوة للحوار، والسبب أنه وبعد ثورة الشعب المصرى التى أيدها الجيش فى ٣٠ يونية ٢٠١٣ ضغطت أمريكا فى ظل إدارة باراك أوباما ومعها غالبية أوروبا على النظام فى مصر من أجل عدم إخراج الإخوان من الحكم، ثم ضغطوا من أجل ضمان مشاركتهم فى الحكم، ثم ضغطوا من أجل عدم محاكمتهم أو تخفيف الأحكام عليهم، بل ووصلت الضغوط إلى فرض عقوبات مختلفة على مصر، منها وقف بعض المساعدات الأمريكية أو قطع غيار لأسلحة تستخدم فى محاربة الإرهاب إضافة إلى بيانات إدانة دائمة من البرلمان الأوروبى ومنظمات حقوق الإنسان.
حدث ذلك فى عز وجود تهديدات وجودية ضد مصر والمصريين. منها العمليات الإرهابية النوعية للتنظيمات والجماعات المتطرفة، ومنها تعليق عضوية مصر فى الاتحاد الأفريقى، ومنها الظروف الاقتصادية الصعبة حينما تلاشى معظم احتياطى مصر من النقد الأجنبى. ورغم ذلك لم تستجب القاهرة لكل هذه الضغوط وسارت فى طريقها الذى ارتضته.
ثم إن مصر مرت بظروف اقتصادية أصعب كثيرا عما تعانيه الآن، وأخص بالذكر الفترة التى تلت تعويم الجنيه المصرى فى ٣ نوفمبر ٢٠١٦، حينما قفز سعر الدولار لأعلى من ١٦ جنيها بعد أن كان سعره الرسمى نحو ثمانية جنيهات أى الضعف تقريبا، وهو ما صاحبه تخفيض الدعم عن معظم أنواع الطاقة خصوصا الوقود والكهرباء.
إذا هل يعقل أن النظام الذى رفض الضغوط الخارجية فى ٢٠١٣ وما بعدها، وفى عز الأزمات الاقتصادية، يقبل بهذه الضغوط فى الوقت الحالى. إضافة إلى أن الإرهاب تم دحره تقريبا، والإصلاح الاقتصادى قطع أشواطا كبيرة وصارت لمصر علاقات جيدة مع غالبية بلدان العالم خصوصا القوى الكبرى؟!
الدبلوماسى الأوروبى استمع إلى كلامى وقال لى إنه يتفق مع معظمه، وإن كان يرى أن الأزمة الاقتصادية التى تواجه القاهرة صعبة للغاية. كلام هذا الدبلوماسى صحيح فلا أحد ينكر حجم الأزمة، لكنها، ليست فى مصر فقط، بل فى دول كثيرة خصوصا التى تستورد معظم احتياجاتها من الخارج وبالأخص الحبوب والبترول.
عند هذه النقطة سألنى الدبوماسى: وما هى الطريقة المثلى التى يفترض أن تساعد بها أوروبا مصر وهى مقدمة على هذا الحوار الوطنى؟!
قلت له، أولا إن النظام دعا للحوار من دون ضغوط حقيقية محلية أو دولية، وبالتالى فهى دعوة جادة، حتى لو تقاطعت مع بعض الأحداث هنا أو هناك.
ثانيا: أتمنى أن تغير الدول الأوروبية والولايات المتحدة من طريقتها التقليدية فى مثل هذه المناسبات، وهى التعامل الفوقى بطريقة الشروط والإملاءات خصوصا أن الغرب جرب هذه الطريقة مرارا وتكرارا فى أحداث مماثلة ولم تسفر عن نتائج حقيقية تذكر. صحيح أن النظام فى مصر مثلا أيام مبارك أخرج بعض المحبوسين المشهورين «المحسوبين على الغرب»، لكنه لم يغير من جوهر سياسته وهى رفض الضغوط، وأتصور أن النظام الحالى سوف يكون أكثر رفضا لأى ضغوط خارجية فى مسألة الديمقراطية والحريات وحقوق الإنسان، إلا حينما يعتقد أن هذه المطالب تصب فى مصلحة البلاد عموما.
من أجل ذلك قلت للدبلوماسى الأوروبى إننى أتمنى أن تبادر أوروبا والولايات المتحدة إلى تغيير طريقتها التقليدية، وأن تدعم مصر بصورة جادة عن طريق إصلاح اقتصادها بفرص ومشروعات استثمارية حقيقية تساهم فى مزيد من التنمية والتقدم. بدلا من سياسة الإملاءات وتقديم قوائم للإفراج عنها أو سياسات معينة من أجل ترتيب عقد لقاء مع هذا الزعيم الأوروبى أو ذاك الأمريكى.
الدبلوماسى الأوروبى أومأ موافقا، ولم أكن أعرف بالضبط هل اقتنع بكلامى أم مجرد إيماءة للمجاملة؟!

 

الإسم *

البريد الألكتروني *

عنوان التعليق *

تعليق *

: Characters Left

إلزامي *

شروط الاستخدام

شروط النشر: عدم الإساءة للكاتب أو للأشخاص أو للمقدسات أو مهاجمة الأديان أو الذات الالهية. والابتعاد عن التحريض الطائفي والعنصري والشتائم.

اُوافق على شروط الأستخدام

Security Code*

 

الغرب والحوار الوطنى فى مصر الغرب والحوار الوطنى فى مصر



GMT 10:17 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

ممدوح عباس!

GMT 10:15 2024 الإثنين ,18 تشرين الثاني / نوفمبر

القديم والجديد؟!

GMT 08:33 2024 السبت ,02 تشرين الثاني / نوفمبر

فرنسا تتصالح مع نفسها في المغرب

GMT 03:37 2024 الأحد ,13 تشرين الأول / أكتوبر

حزب المحافظين البريطاني: «لليمين دُرْ»!

GMT 23:09 2024 الأحد ,06 تشرين الأول / أكتوبر

هل يمكن خلق الدولة في لبنان؟

الملكة رانيا تربعت على عرش الموضة بذوقها الراقي في 2024

القاهرة ـ مصر اليوم

GMT 07:41 2024 الأربعاء ,25 كانون الأول / ديسمبر

ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه
  مصر اليوم - ترامب يعلن عزمه على استعادة تطبيق عقوبة الإعدام فور تنصيبه

GMT 09:43 2024 الخميس ,21 تشرين الثاني / نوفمبر

إطلالات هند صبري مصدر إلهام للمرأة العصرية الأنيقة

GMT 05:12 2024 الخميس ,05 كانون الأول / ديسمبر

تصريح عاجل من بلينكن بشأن اتفاق وقف إطلاق النار في غزة

GMT 09:08 2018 السبت ,24 آذار/ مارس

لعبة Sea of Thieves تتوافر مجانا مع جهاز Xbox One X

GMT 08:25 2024 الثلاثاء ,10 كانون الأول / ديسمبر

طائرة "مناحم بيغن" تتحول لفندق ومطعم

GMT 21:48 2021 الجمعة ,12 شباط / فبراير

بالميراس يقترب من التعاقد مع دييجو كوستا

GMT 18:37 2020 الثلاثاء ,29 كانون الأول / ديسمبر

شركات المحمول تتجه لرفع أسعار الخدمات خلال 3 شهور

GMT 08:43 2020 الأحد ,20 كانون الأول / ديسمبر

منظمة الصحة في ورطة بسبب "التقرير المفقود" بشأن "كورونا"

GMT 07:47 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

تطورات جديدة في واقعة الاغتصاب الجماعي لفتاة داخل فندق

GMT 00:41 2020 الجمعة ,18 كانون الأول / ديسمبر

عمر ربيع ياسين يكشف آخر كواليس معسكر منتخب مصر

GMT 12:05 2020 الجمعة ,04 كانون الأول / ديسمبر

فيفا عبر إنستجرام يبرز نجوم مصر محليا وقاريا

GMT 07:41 2020 الخميس ,19 تشرين الثاني / نوفمبر

أسعار الفاكهة في مصر اليوم الخميس 19 تشرين الثاني/نوفمبر 2020

GMT 01:42 2020 الثلاثاء ,06 تشرين الأول / أكتوبر

بايرن ميونخ يعلن ضم موتينج ودوجلاس كوستا في أقل من نصف ساعة

GMT 22:56 2020 الخميس ,01 تشرين الأول / أكتوبر

تسريب جديد للمُقاول الهارب محمد علي "يفضح" قطر
 
Egypt-today

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

Maintained and developed by Arabs Today Group SAL
جميع الحقوق محفوظة لمجموعة العرب اليوم الاعلامية 2023 ©

egypttoday egypttoday egypttoday egypttoday
Egypttoday Egypttoday Egypttoday
Egypttoday
بناية النخيل - رأس النبع _ خلف السفارة الفرنسية _بيروت - لبنان
Egypt, Lebanan, Lebanon